أحمد عبد الوهاب يكتب:.. فنجان الصباح ..أدرك العاملين بصندوق الاسكان والتعمير … ياوالي الخرطوم !!!

أحمد عبد الوهاب يكتب:.. فنجان الصباح ..أدرك العاملين بصندوق الاسكان والتعمير … ياوالي الخرطوم !!!
استبشر العاملون بصندوق الاسكان والتعمير – ولاية الخرطوم – بمقدم المهندس مرتضى درار مديرا عاما للصندوق في اكثر فترات الولاية والسودان صعوبة وتعقيدا.. والسيد مرتضى تصحبه خبرة جهيرة وسمعة حسنة ويتكئ على مسيرة مهنية ممتازة.. وصندوق الاسكان من حيث المكان جغرافيا والمكانة ماليا كان هدفا من اول اهداف المليشيا المتمردة بحكم جواره للقصر الجمهوري ووزارة الخارجية ولمبان حكومية أخرى كثيرة تم تحويلها إلى ثكنات عسكرية للمليشيا منذ الايام الأولى لما يسمى بثورة ديسمبر..
ولذلك فقد تم تدمير مبانيه الادارية بشارع الجامعة ونهب محتوياته ومقتنياته بشكل وحشي و انتقامي..
ان صندوق الاسكان والتعمير بالولاية هو بلا منازع سيد شباب صناديق ومؤسسات الولاية واحسنها سمعة واكثرها استقرارا واوفرها عطاء واقواها من حيث المركز المالي بما يمكنه ان يصبح احد بيوتات المال او ان يصبح مصرفا بذاته.. وذلك قبل ان تجور عليه الايام ويهبط عليه جراد قحت الصحراوي.. او تحل فوقه او قريبا منه كارثة الحرب المدمرة..
في خلال مسيرة تناهز ربع قرن استطاع الصندوق بكوادر هندسية وادارية مبدعة ان ينجز مالم تستطع جهات كثيرة اتحادية وولائية انجازه.. فقد تمكن من بناء مدن بأكملها وشيد اكثر من ١٠٥ آلاف منزل شعبي واقتصادي إلى جانب اكثر من ٧ آلاف شقة سكنية.. وساهم بشكل حضاري في معالجة و تجفيف اكبر بؤر للعشوائيات في السودان واحالها إلى مدن تنضح بالخضرة والجمال وتضج بالحياة.. كما رسم البسمة لعشرات الآلاف من العاملين بالدولة من رقيقي الحال ولعشرات آلاف الاسر الضعيفة و التي كانت ترى في امتلاك منزل يأويها حلما بعيد المنال..
وكغيرهم من العاملين بالدولة فقد عانى منسوبو الصندوق من مهندسين واداريين وعمالة ماهرة الامرين جراء هذه الحرب منذ اندلاعها في ١٥ ابريل ٢٠٢٣م وذاقوا مرارة النزوح والتشرد.. ومع ذلك فقد لبوا نداء الواجب والوطن واستجابوا طواعية لقرار السيد والي الخرطوم القاضي بضرورة العودة لمزاولة اعمالهم.. عاد كثيرون بأسرهم وعائلاتهم للعاصمة رغم الظروف المعيشية وخطورة الوضع الصحي.. ولكنهم صدموا بقرار اداري من ادارة الصندوق تمنحهم اجازات مفتوحة اعتبارا من اول سبتمبر الماضي.. وعزا القرار تلك الخطوة غير الموفقة لعدم اجازة موازنة الصندوق للعام ٢٠٢٥ رغم ان العام المالي يكاد يكمل شهره العاشر..
ان السيد والي ولاية الخرطوم مطالب بالتدخل العاجل لانقاذ ما يمكن انقاذه.. ذلك ان العاملين لم يصرفوا رواتبهم منذ ديسمبر من العام الماضي وهم يجتازون اوضاعا صعبة ويعيشون ظروفا قاسية. مع التزامات تعليمية ضاغطة ومتطلبات معيشية وصحية غالية واسعار عالية وعملة وطنية منهكة..
ان للصندوق اصولا ضخمة ومديونيات هائلة بامكان حكومة الولاية ان تؤسس عليها حلولا مبدعة ومعالجات اسعافية لمشكلات العاملين بالصندوق..
وذلك من شأنه الحفاظ علي وهج ثورة التعمير التي قادها الصندوق وحقق بها مايشبه المستحيل..
السيد الوالي.. لابد من حلول عاجلة وناجزة لمشكلات العاملين حتى لا يصاب هؤلاء الجنود المجهولين بالاحباط.. لأن شر الاشياء الاحباط يصيب العاملين..
اقول ذلك من واقع معرفة لصيقة بالصندوق وزمالة عزيزة بدأت منذ العام ٢٠١٨م.. حيث تشرفت بأن اكون المحرر المسؤول عن مجلة الماوى لسان حال الصندوق.. في عهد المدير العام و العالم المفخرة مهندس مستشار الخلوتي الشريف..
ولنا عودة بإذنه تعالى..




