مقالات

محمد احمد مبروك يكتب : من وقع في المصيدة

سطور ملونة

محمد احمد مبروك يكتب : من وقع في المصيدة

 

ليس عجبا أن يرتكب المتمردون المخربون الخطايا أو الجرائم العظمى . فقد قتلوا وروعوا ونهبوا واغتصبوا ولا ينتظر من الكلب سوى النباح . ومن جرائمهم العظمى التي لن تغتفر عدوانهم على السجون وإطلاق من فيها من قتلة ومجرمين عتاة يشكلون خطرا كبيرا على المجتمع .

وإطلاق سراح السجناء السياسيين بصرف النظر عن الإتفاق والإختلاف حولهم .
وليس لهؤلاء وأولئك ذنب في إطلاق سراحهم ولا لإدارة السجون التي خرج الأمر من يدها بقوة غاشمة لا قبل لها بها .

حتى قادة النظام السابق الذين أطلق المخربون سراحهم لا ذنب لهم في ذلك ومؤكد ان تنظيمهم وجماعتهم لا علاقة لها بما جرى وليس لهم يد فيه .

لكن المؤسف ان ينبري رجل في خبرة وحصافة أحمد هارون ان يصرح بما صرح به في بيانه في وقت يعلم الجميع فيه أن تنظيمهم مستهدف أول ويبحث خصومه عن ذرائع لإلصاق تهمة إثارة هذه الفتنة به فيوفر لهم هذه الذريعة بخوضه في هذا الشأن ولو من قبيل مناصرة

القوات المسلحة . كان حريا به الصمت لأنه ليس طرفا فيما جرى وهو في حكم المعتقل على ذمة القضاء . وإن كان لابد من الحديث فكان الأليق به ان يصرح بجملة واحدة هي أنهم أخرجهم المتمردون دون إرادتهم وأنهم تحت إمرة القضاء وجاهزون للعودة متى ما أمروا بها .

توباك المتهم بقتل عميد الشرطة الذي لا تقارن خبرته بأحمد هارون قال بالحرف إنهم خرجوا دون إرادتهم وأنه جاهز للعودة للسجن ولا يهرب لأنه كما قال بريء من التهمة .

لكن الخطأ الأكبر كان من الإعلاميين والكتاب الإسلاميين ومنهم كتاب كبار وأقلام رفيعة المستوي في الفكر وعمق النظرة .

انبروا بقوة للرد على الناطق بإسم إعلام الجيش الذي صرح بأنه لا علاقة له بما صرح به أحمد هارون واطلق بعضهم هجوما قويا على إعلام الجيش وذكر مٱثر أحمد هارون ودوره الوطني .

وكان حريا بهم وهم أهل غيرة على الجيش ومناصرة مبدئية له لا هوادة فيها أن يكون موقفهم الصمت عن الرد على الجيش في وقت لا يحتمل فيه الجيش أي مناوأة من مناصريه المخلصين ولا تحتمل مصداقيته وثقة الشعب فيه اي هزة أو زعزعة .

وليس من مصلحة الوطن أو الإسلاميين تطوير هذا الأمر الذي (لا يسوى) الى بوادر خصومة مع الجيش وهو في ذروة معركة الكرامة .

ويمكن إعتبار هذا رصاصة صديقة اصابت سور احمد هارون ولن تؤثر فيه ولا داعي للرد بقصف عنيف كهذا . والنتيجة المؤسفة ان ذلك أتاح الفرصة لخصوم الطرفين كي يبيضوا ويصفروا بعد أن رحل عنهم الصياد .

لا أشك قيد أنملة في صدق هؤلاء وأولئك وغيرتهم على الدين والوطن والجيش حتى وإن أخطأ أحدهم التقدير او فعل كل ما في وسعه ولم يصب فلا أحد يمتلك كل الخبرات .

التحية لشعبنا البطل وهو يناصر جيشه دون تردد ويتحمل في ثبات وصمود ويلات الحرب وٱثارها .
التحية والتقدير لجيشنا درع الوطن وحامي الكرامة والعرض والأرض . والمجد والخلود لشهداء جيشنا وشعبنا .

والتحية للزملاء الكتاب والصحفيين وهم يخوضون مع جيشنا معركة العزة والكرامة

محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى