مقالات

علي سلطان يكتب: ..وطن النجوم..هذا اوانُ الموتِ والصبر

علي سلطان يكتب: ..وطن النجوم..هذا اوانُ الموتِ والصبر

 

( 1)
اينَ خارطةُ الطريق.. اين الهادياتُ من النجوم في الليل البهيم؟
هذا زمانُ الراجماتِ.. القاذفاتِ.. الطائراتِ المُسيراتِ.. والموتِ الحصيد؟!
ماعاد ينفعُ من تكون؟ ولا من يكون؟ ولا علاماتُ على كتف المنون؟
فقد ساوى الموت ما بين الخائفين العالقين الهاربين..؟

(2)
َولقد جرى ما جرى..
والنيل يرحل في الصباح وفي المساء دموعُه أمواجُه تحمل الحزن القديم
وجديد السناء
وتسافر في صمت خجول.. وتغض الطرف حين يلتقي النيلان.. وتسرع في الاختباء..
هذه جروح الشعب ودماء الشعب تغطي زرقة النيل
والنيل ينضح بالدماء..
هذه غوالي دمعنا المسفوح من المآقي الى الخدود والى صفحة النيل المضرج بالدماء.

(3)
هذه ارضك التبر تهتز من فرط الانين.. مثقلة بالجثث والاشلاء..!
هذه وعود الشر تنبت في الارض اليباب
تستطيل جذوع الشر وتمتد في كالحات الأيام
تفرد ظلها الآثم المحموم..
بك يستجير الاشقياء.

(4)
يا وطنا اعجم عوده الصبرُ الصبور
عجزت عنك بغاث الطير والكلب العقور والنائحات في ظلمة الليل.. واللاطماتُ على الخدود..
حين يشتد الوطيس.. ويصبح الموت فرضا كالصلاة.
انى رايت الاقدام الثقيلة
تدوس الزهر الجميل

فيلحق بالفناء!!
والقلوب ثكلى تتساقط على درب النجاة
والنائحات ما لهن من صبر قليل ولا سكوت
والفجيعة تدخل كل بيت..!!
(5)
اني رايت الموتٌ يطرقُ كلَ باب
والهاربين الخائفين على كل قارعة و وادِ..!

(6)
اني رايت الفرحة تختلج في عيون الواصلين؟
والدمع لا يعرف الصبر الجميل!!
كم فقدنا من جميل
من زهرة مر من عمرها بضع شهور
من حسناء لم تزهر امومتها التي ترجو؟
ولا النصف الباكي الحزين؟!
ما ذنبُ هذا البلدِ الامين.. وهذا الشعبِ الجميلِ النبيل؟!

(7)
اني رايت هلال العيد يتوارى من بعيد؟
غافل القوم وفر الى البعيد؟
والنجوم الهاديات لم تعد تلمع في الليل المضئ..
ولا على درب التبانة من نجوم؟
النجوم حاسرات الطرف.. والوجوه؟
الصمت يلوذ بالصمت الرهيب؟!

لا كلامَ ولا سلام
قُطعَ اللسانُ فلا حديث..
وسكت المغني
فلا غناء
ولا العيد اقبل من بعيد؟!
شرق النيل 18/19/4/2023
(وماتزال المشاهد تترى).

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى