مقالات

علي سلطان يكتب: … ايام وليالي..قم للمعلم – شندي الثانوية3

علي سلطان يكتب: .. ايام وليالي..قم للمعلم – شندي الثانوية3-3

 

كنا أول دفعة طُبق فيها النظامُ التعليمي الجديد في عهد الحكم المايوي، و وزير التربية والتعليم آنذاك، الراحل الدكتور محي الدين صابر.. وقد اختلف السودانيون وخاصة المعلمين والتربويين حول تغيير المناهج وقتها

بين مؤيد ومعارض..!! وكان تغيير المناهج على مستوى الدول العربية بتوجيه من جامعة الدول العربية.
واضطررنا من جراء هذا التغيير الذي لم يعجبنا نحن الطلبة، الى أن نمكث عاما خامسا في المرحلة الوسطى في مدرسة عبدالكريم السيد نفسها!!

وسميت المرحلة الوسطى بالثانوي العام.. واصبحت ثلاث سنوات فقط بدلا عن اربع سنوات.. وسميت المرحلة الأولية بمرحل الاساس ومدتها ست سنوات..

واكملنا الثانوي أو ماعُرف بالثانوي العالي ثلاث سنوات فقط.. وتم في تلك الفترة تعريب المناهج و اوشكت اللغة الانجليزية أن تختفي من المدارس الثانوية،حيث لم تعد المواد العلمية تُدرس باللغة الإنجليزية بل تم تعريب

المناهج، وادخلت اللغة الفرنسية في المنهج، فاصبحنا نتعلم الفرنسية.. أو حاولنا تعلمها مع ضعف مستوى المدرسين الدين درسونا هذه اللغة..!

ومن طرائف دراستنا للغة الفرنسية، أن مدرسنا للغة الفرنسية غادر المدرسة لظرف ما.. فوقع الإختيار على مدرسة اللغة الفرنسية في مدرسة شندي الثانوية للبنات وهي لبنانية الجنسية، فدرستنا عددا من الحصص، وكانت

تأتى الى الفصل وهي (محجبة) تماما.. لا يظهر منها إلا وجهها وكفيها رغم إنها مسيحية!! .. ومع ذلك تحمسنا لتدريسها حماسا شديدا، واصبحت المشاركة اثناء الحصة عالية، وصحا الجميع من سباتهم، واقبلوا بشغف على حصص اللغة الفرنسية، ولو قُدر لهذه المدرسة

اللبنانية(المحجبة) أن تستمر معنا، لنافسنا (فولتير) و (فيكتور هوجو) في لغتهما الفرنسية، ولكن عاد مدرسنا الراتب من اجازته الطارئة، فخمدت الحماسة.. وعاد النيام في الحصة الى النوم مجددا..!!

كل ما أتذكره الآن من اللغة الفرنسية جملة واحدة هي:
je ne parle pas français

(أنا لا أتكلم الفرنسية) .. واتذكر أن المدرس الذي درسنا الذي يردد في كل حصة قولته المأثورة (مين الحمار اللي بيتكلم)!!

في المرحلة الثانوية دَرَّسَنا وتعاقب علينا عددٌ من أستاذة أجلاء، أدوا رسالتهم التعليمية والتربوية بنجاح، وعلى سبيل المثال لا الحصر، أذكر منهم: الأستاذ عوض

الكرونكي، وكان مدرس لغة انجليزية متمكنا ورائعا، وكان مشرفا على فصلنا (التجاني) في السنة الاولى.. وأذكر الناظر الفذ حسين ملاسي والذي كان ناظرا فريدا، وكان مخرجا سينمائيا معروفا، ومن بعده الناظر درويش..وكان

رجلا طيبا لطيفا، والأستاذ محمد اسماعيل وقد درسنا الجغرافيا وكان فكِها ولطيفا وحصصه ممتعة، والأستاذ بدوي درسنا الرياضيات وكانت له علاقات متميزة مع الطلبة،فقد تعود رفع الكلفة بينه وبين تلامذته، والأستاذ

عباس أستاذ الرياضيات المشهور بالأستاذ عباس جتا، والأستاذ اوشي مدرس اللغة العربية والتربية والإسلامية، وكان موسوعة في الآداب والعلوم.. والأستاذ شرف الدين استاذ التربية الإسلامية رجل جمع بين الأدب والعلم

وحسن الخلق، والأستاذ الأديب مشعال، والأستاذ سعدان والدكتور(…..) حسنين أستاذ اللغة الانجليزية، وكان قادما لتوه من بريطانيا، والأستاذ (ختم) رحمه الله الذي درسنا الأحياء وعُرف بأنه من اشطر مدرسي الأحياء في

الثانوي.. ومدرس التاريخ المشهور أحمد الشيخ، والذي كان من أشهر مدرسي التاريخ، والأستاذ بابكر فضل المولى، وهو ايضا من مدرسي التاريخ الافذاذ، والأستاذ أحمد موسى، والأستاذ عبدالرحمن مدرس

اللغة العربية، وغيرهم، ودرسنا مدرسون معاورن من مصر، اذكر منهم مدرس الفيزياء الاستاذ صفوت، وكان شابا حيويا يحب النقاش والتواصل.

يبدو أن الذاكرة لا تسفعني، ولم أتذكر عددا من أسماء مدرسينا في المرحلة الثانوية، وإن كانت صورهم حاضرة إلا أنني نسيت الأسماء .

كانت مدرسة شندي الثانوية في موقعها القديم شرق مدرسة البنات الوسطى واحة للعلم والأدب والمعرفة والأنشطة السياسية والأدبية والعلمية.

وقد تمكنا عبر جمعية الحغرافيا من تنفيذ رحلة تاريخية الى مصر في شهري مايو ويونيو1973، وكان عددنا 20طالبا باشراف الأستاذ شرف الدين، وإثنين من الإداريين ..وكانت رحلة لا تنسى.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى