مقالات

عبدالمنعم شجرابي يكتب: .. اضرب واهرب .. أنا يتيم

عبدالمنعم شجرابي يكتب: .. اضرب واهرب .. أنا يتيم

 

 

في اليوم الثاني من عيد الأضحى الموافق 21 أغسطس 2018 وفي الساعة الحادية عشرة صباحاً انتقلت أمي الحبيبة إلى دار الخلود فكتبت حزيناً بعدها هذا المقال الذي نشر بصحيفة الانتباهة ومع حلول الذكرى أعيد نشره كما تعودت لها ولامهاتنا جميعاً الأحياء والأموات الرحمة والمغفرة ..

أنا يتيم
×× لا جديد في حروف الحزن .. لا جديد في عبارات التأسي والتواسي .. ولا مفردات حديثة الولادة في الصبر والجلد والتجلد .. لا جديد في اليتم والتأتم .. لا جديد في كل ذلك لأخطه وأكتب به عن ألمي وحزني ووجعي .. وجعي الشديد والشديد وكل ما هناك أنني أكتب بقلب

مفجوع وكبد مقطوع وعين تقطر دماً .. ولو كان البحر مداداً لحزني والشجر أقلاماً لأكتب به لما كفى فأنا غارق في محيط حزني من أعلى رأسي حتى اخمص قدمي .. وأمي الحبيبة .. الجميلة النبيلة ترحل في أيام مباركات في اليوم الثاني من عيد الأضحى إلى دنيا الخلود مع بقاء

يومي لها على السجادة والوضاية والكرسي والسرير وحركة لها في كل ركن وشبر بالبيت وقطرات الوضوء على جبينها الصبوح وابتسامة حلوة على ثغرها الباسم ويد مدودة بالخير وقدم ساعية للخير وفم صائم فرضاً

 

وتطوعاً وجسد قائم نصف الليل أو زد عليه كثيراً ولسان طيب ذاكر وداعياً رب الناس بالخير للناس ..
×× وسأكتب وأكتب بالحزن كله عن أمي الراحلة المقيمة ست الجيل بت عطية الله ود الفكي .. ست الجيل بت فاطمة بت صالح الباشاب الشريكة في “الحلوة والمرة”

لعامل السكة الحديد البسيط المرحوم عبدالله ود حمد ود شجرابي ود فاطمة بت زروق وهي تبني معه بكل المودة والرحمة حياة زوجية مباركة ثمرتها أبناء ربوهم وعلموهم وأدبوهم وأحسنوا تأديبهم وقدموهم للوطن بعد أن زودوهم بوطنية عالية الجودة ..

×× وسأكتب وأكتب بالحزن كله عن أمي الحبيبة المسجلة في ضيوف الرحمن حجاً وعمرة مرات عديدة والرحيمة بالرحم الحافظة لحقوق الجيرة والجار ممدودة اليد بالمباركة في الأفراح والمواسية في الأحزان ..

الحاجة ست الجيل العمة والخالة والحبوبة .. المرشدة والمعلمة والموجهة والشارحة المبصرة لأهلها وأحبابها بأمور دينهم ودنياهم..
×× سأكتب وأكتب وأكتب عن أمي التي عجنتني وشكلتني ونصحتني وناصحتني وارشدتني واختصر

فأقول كل ما فيني من خير هو ملك لها وغيره فهو لي ومن صنع يدي فقد كانت زادي وعتادي استقوي بها عند الوهن وانتصر بها في المواقف واتدثر وأتزمل بها عند خوفي وأطلب دعواتها وعفوها ورضاها تأشيرة خروج

متى ما خرجت وتأشيرة دخول متى ما عدت الى المنزل مكتفياً وغير مكتفي بتقبيل رأسها والذي يبقيني دوماً مرفوع الرأس..
×× سأكتب وأكتب وأكتب عن امرأة وأم استثنائية ترملت شابة فكانت نعم الأم والأب سماها أبواها ست الجيل فكانت ست الكل وست الحبابيب وست الناس تلقي

عليهم ثمر الخير وتحجب حصى الشر .. تمد الظل وتقصر الحرور وترطب وتهدي وتعطي وتمنح باذن ربها على كل محتاج تجاه حاجته ..

×× سأكتب وأكتب وأكتب وأنا موجوع موجوع موجوع وجعي كبير وألمي عميق وحزني طاغي والسطور تتداخل والأفكار تائهة والتركيز مفقود والعذر معي فالقرطاس اللحظة ليس قرطاسي ولا القلم قلمي ولا التحبير لي وأنت يا أماه عن سريرك ومتكاك غائبة جسدياً ومعنا

وبيننا حاضرة .. أحفادك كلهم يغنون على نغمة حبوبة وكأنهم لا زالوا وما برحوا حولك يجلسون فرادى وجماعات وحبوبة “تحضن وتبوس” داعية لهم رب العباد بالحفظ والصون والتوفيق والنجاح..

×× أمي الحبيبة أحبس اللحظة حزني وسط هؤلاء وألا أضعف وأعذريني ان فشلت فأن%

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى