الملتقي التفاكري حول الأعراف الاجتماعية (برامج مصاحبة)
بورتسودان : وجدان خضر
واحدة من أهم وانجح البرامج المصاحبة للملتقى التفاكري للاعراف الاجتماعية الذي نظمته الإدارة العامة للشؤون الدينية والأوقاف بولاية البحر الأحمر بالتعاون مع إدارة الأسرة ومجلس الطفولة بتمويل من اليونسيف،
تلك الزيارات الميدانية للمشاركين فيه من الائمة والدعاة وشيوخ الطرق الصوفية وممثلي المؤسسات الدعوية بولايات ( القضارف – كسلا – نهر النيل – الشمالية والولاية المستضيفة بورتسودان ) لنماذج من خلاوي تحفيظ
القرءان الكريم بحاضرة البحر الأحمر، برفقة المسؤولين بتلك الادارات ، حيث اكتسبت أهمية كبيرة لكونها جاءت تجسيدا عمليا لمخرجات الملتقى الهادفة إلى تعزيز قضايا الطفولة والحفاظ على حقوق الأطفال المنصوص عليها
في المعاهدات الدولية التي وقع عليها السودان، سيما وان مشاكل الأطفال بالخلاوى والمراكز القرآنية وإيجاد الحلول لها، لم تكن من اهتمامات المنظمات الدولية على رأسها (اليونسيف)، كما ظلت بعيدة عن دائرة الضوء والطرق الاعلامي.
*الزيارة الاولى:*
مركز تحفيظ القرءان الكريم بديم النور الذي تاسس في العام ١٩٧٦م والذي يضم نحو (٥٠٠) طفل ، كان أول محطات زيارة الوفد ورغم عراقة المركز وخدمته للقرءان وتخريجه الكثير من الحفظة الا ان الزيارة كشفت افتقاره
لادنى الخدمات في محاور السكن والغذاء والعلاج ودورات المياه وغيرها من الخدمات وهي رسالة أرادت الإدارة العامة للشؤون الدينية بولاية البحر الأحمر ان تلفت لها الانتباه كما أكد ذلك مديرها الشيخ محمد احمد
أنور الذي دعا اليونسيف إلى الاهتمام بدعم قضايا الأطفال بمراكز تحفيظ القرءان الكريم ومعالجتها ليس في ولاية البحر الأحمر فحسب وإنما في جميع ولايات السودان.
*الزيارة الثانية:*
نموذج اخر للطالبات بخلوة الشيخة حواء كان اكثر تميزا، ووجد استحسانا من الحاضرين جميعا حيث لم تكن الخلوة مركزا حكوميا وإنما كان حيزا من منزل اقتطعته تلك الشيخة من بيتها لتحفيظ الطالبات وتعليمهن، وقد
تمكنت من تخريج اعداد كبيرة من الحافظات لكتاب الله عز وجل، فضلا عن محاربة العادات والظواهر السالبة المضرة بالمرأة.
ومساندة للخلوة للقيام بمهامها أعلنت مديرة الاسرة بالبحر الأحمر الأستاذة عفاف حسن محمد علي عن تمليك الطالبات بالخلوة(١٥) مشروعا لخدمة قضاياهن… وكذا أعلنت امين مجلس رعاية الطفولة الأستاذة نجده محمد نور عن دعم عاجل يقدم للخلوة.
إدارة الشؤون الدينية على لسان مديرها الشيخ محمد احمد اونور وجه باعداد دراسات اسعافية لتأهيل الخلوة ودعمها.
*رسالة في بريد والي البحر:*
ان مجمل المشاكل التي يعاني منها طلبة وطالبات القرءان الكريم بالخلاوى والمراكز القرآنية بمحليات الولاية المختلفة تتطلب تدخلا مباشرا من الحكومة التوجيه
الفوري بإعادة تأهيل تلك الخلاوي وتزويدها بالخدمات اللازمة، سيما وان هذه الخلاوي باتت مساهمة بصورة كبيرة في تعليم البنين والبنات ومحاربة العادات والظواهر السالبة التي تهدد المجتمع باسره والمرأة بصفة اخص.
اخيرا:
يمكن القول ان البرنامج المصاحب والزيارت التي نظمت لنماذج من الخلاوي كانت سانحة طيبة لتبادل الخبرات بين الولايات المشاركة في الملتقى وعكس المشاكل التي تواجه طلبة القرءان الكريم لدى المنظمات الأجنبية
المعنية بقضايا الأطفال وتنفيذ المخرجات المتعددة التي تمخض بها الملتقى في الجوانب الشرعية والقانونية والصحية والتأكيد على دور اهل الدعوة في خدمة القضايا المجتمعية وتغيير السلوك وفق خارطة طريق يتم التوافق عليها.