دولة القانون
نقابة المحامين (10)
أستاذي القدير علي قيلوب نقيب المحامين السودانيين تحية وإجلالاً،،،
أدرك بأنه لا تنقصك التزكية من محامي مغمور يشرفه أن يكون كتابه توثيقاً لقامة قانونية تعتبر الممثل الشرعي لقبيلة المحامين بعد نجاح ثورتهم العظيمة. يكفيك الفخر تخرجك من جامعة الخرطوم بعهدها الذهبي ثم تلقيك التدريب على يد العلامة الأستاذ عبد الحليم الطاهر. توالت جهودك مع الأجلاء الكارب ومدني الذين كانوا وما زالوا أكبر البيوت القانونية السودانية. لم تتوقف تجربتك محلياً، فامتدت لدول الخليج ممارساً للمحاماة مع كبرى الشركات المرموقة على مستوى العالم. على صعيد النضال الوطني بمواقفك، علمك، تواضعك ودماثة خلقك أجبرت كبار رموز المجتمع من طراز الأمام الصادق المهدي ليختاروك محامياً ومستشاراً.
أشهد بأنك كنت وما زلت زاهداً وأرتضيت منصب النقيب لوسطيتك وتوازنك ومقدرتك على حفظ التوافق والانسجام لمكونات التحالف الديمقراطي للمحامين. غيابك عن المشهد لظروفك الصحية المعلومة أدخل المحامين في نفق مظلم تزامن وأحلك ظروف السودان السياسية والعدلية. لو كان قانون تفكيك نظام الثلاثين من يونيو وإزالة التمكين يخوّل حل لجان التسيير أو تعديلها بعد تشكيلها لاقترحت الخيار. الحال هكذا يبقى لا مناص من أن تدعو المحاميات والمحامين لانتخابات حرة ونزيهة تحت قانون محاماة يؤسس لنقابة مركزية وفرعيات بالإقاليم.
تقديمك مشروع قانون المحاماة والبدء بإجراءات الانتخابات سيرد للثورة جذوتها ويجعل المحامين يلتفوا حولك لكونك الوحيد في سجل نقباء المحامين الذي رد الأمانة بعد ضياعها لثلاثين عاماً. الخطوة ستملأ الفراغ كما تتيح فرصة التواصل مع كافة الأجيال مقترحين قائمة نبلاء سيعجز فلول المؤتمر الوطني في تجاوزها أو الفوز عليها مهما تكالبوا.
أستاذي قيلوب لا وصاية تجعلك تخاف على أصحاب الحق، فلا تتوانى في أن تؤذن فيهم وسيأتوك رجالاً ونساءً ملتفين ومؤيدين خطواتك. خبرتك الطويلة ستنقذ واقع مرير تعيشه المهنة والثورة بوقت لا يجوز أن يقتصر دور المحامين والمحاميات تأسياً على نزيف القلب والأطراف. بلا تردد تحرك أستاذي الآن الآن الآن وليس غداً. إنها اللحظات التي سيذكرك التاريخ بأنك أعظم نقيب للمحامين في ظروف لم ولن تتكرر. ألا هل بلغت …اللهم فأشهد.
د. عبد العظيم حسن
المحامي الخرطوم
31 يوليو 2021