قضية
منطقة “لوكا” بشمال دارفور…واقع أليم وغياب الخدمات
أبناء المنطقة يواجهون موجة العطش بإنشاء سدا للمياه بالجهد الشعب)
إنعدام الصحة وتجميد عام دراسي بمدرسة لوكا بسبب العطش
رصد : حسن حامد
على بعد (٢٦٢) كيلو متر من مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور تقع منطقة لوكا التى تتبع لمحلية كرنوى، هذه المنطقة تعرضت لهجرة سكانها إلي مناطق اللجوء بالجارة دولة تشاد لحظة إندلاع الحرب فى دارفور مطلع العام ٢٠٠٣م وعاد إليها الأهالي فى العام ٢٠١٣م بعد أن إستقرت الأوضاع الأمنية، وبدأت حياتهم تعود تدريجيا رغم قساوة الظروف وفقد الخدمات، فعبر الجهد الشعبي أسسوا مدرسة الأساس بالمواد المحلية وكانت لديهم حفيرة للمياه وقتها توفر لهم المياه خلال الصيف ولكن لسنوات خلت فقدوا مصادر المياه بالمنطقة التى تضم (٣٤) قرية مجاورة وأصبح العطش يهددهم من كل جانب ولم يلتفت الى سكانها أحد من حكومة محلية كرنوى أو رئاسة ولاية شمال دارفور فإعتاد السكان مجبرين على جلب المياه وبصورة راتبة من منطقة أبوليحا التى تبعد (٢٢) كيلو مترا من المنطقة حيث تتأهب النسوة لمغادرة المنطقة منذ السادسة صباحا عبر الدواب والعودة عند السادسة مساءا وأحيانا السابعة لإحضار الماء من أبوليحا يواجهون عبرها أشد أنواع المعاناة والرهق المستديم.
وفى ظل الغياب التام للحكومة تجاه هؤلاء الغلابي الذين يفتقدون لخدمات المياه والصحة والتعليم سخر الله أيادى أبناء المنطقة بالداخل والخارج والخيرين من إطلاق مبادرة عبر إبن المنطقة مبارك كودى وجمعية أبناء لوكا الخيرية حتى تكللت مساعيهم بإنشاد سد للمياه بالمنطقة عبر الجهد الشعبي بمساهمات سخية من أبناءهم بالخارج، يتوقع له أن ينهى مآساة السنين ويسهم فى إستقرار السكان وعودة القري الذي أجبرها العطش للنزوح الى مناطق مجاورة تتوفر فيها المياه بجانب الإسهام فى عودة اللاجئين من أهل لوكا بالجارة تشاد والذين حالت ظروف العطش دون عودتهم للمنطقة.
الموقع ودراسة المشروع
تقع منطقة لوكا فى الركن الجنوبي الشرقي لوحدة أبوقمرة الإدارية بمحلية كرنوى التى تتبع لها المنطقةالتى تضم (٣٤) قرية وقبل إندلاع الحرب فى دارفور مطلع العام ٢٠٠٣م ظلت لوكا آمنة ومستقرة ويمارس سكانها نشاطهم الزراعى والرعوى بأريحية تامة سيما وإنها بحسب السكان تشتهر بزراعة الدخن والذرة والسمسم لأراضيها الخصبة بجانب المراعى الطبيعية، لكنها تأثرت بحرب دارفور التى أجبرت سكانها الفرار الى معسكرات اللجوء بالجارة تشاد والنزوح بداخل البلاد ومن بعدها عاد الأهالي الى المنطقة لكنهم واجهتهم ظروف قاسية بفقد الخدمات وأهمها قضية المياه.
وعندما أطلقت الأهالي مبادرة السد تنادى إليها أبناء المنطقة بالداخل والخارج ومساهمات بالتطوع من قبل مختصين فى المجال الهندسي بجامعة نيالا وعلى رأسهم د. شريف محمد ابراهيم ود. حسين إبراهيم احمد ود. عصام الدين أبكر أتيم المختص فى مجال المياه بجانب المهندس صلاح الدين عبدالله عثمان الذي صمم مشروع السد هؤلاء ساهموا فى إعداد الدراسة والتصاميم لمشروع سد وحفير منطقة لوكا والإشراف تطوعا على كافة مراحل التشييد التى تمت على يد إبن المنطقة المهندس مبارك كودى.
وتأتي ھذه الدراسة الإجتماعیة في إطار مشروع حفیر وسد لوكا الذي یھدف إلي توفیر میاه الشرب للإنسان والحیوان بمنطقة لوكا والقرى ألمجاوره لھا والبالغ عددھا 34 قریة وذلك بغرص إستقرار وتنمیة المجتمعات المحلیة، إستھدف المشروع في المرحلة الأولى بناء سد
علي وادي كي أرورو ومن ثم توسعة الحفیر الذي تم حفره بالجھد الشعبي وذلك لزیادة السعة التخزینیة للسد نسبة لطبیعة المنطقة خلف السد، تھدف الدراسة الإجتماعیة لمعرفة مدى تقبل المجتمع المستهدف لفكرة المشروع والأثر المتوقع للمشروع وتقییم الجدوي الاجتماعیة. ووفقاً للدراسة فإن المنطقة تضم أكثر (34) قریة مجاورة مع مجتمع ذات تداخل إجتماعي وإقتصادي وتعتبر منطقة لوكــا من المناطق ذات التمركز السكاني والنشاط الاقتصادی في ولایة شمال دارفور ويقدر
سكان المنطقة بحوالي (1334 (أسرة.
وتتبع إداريا للوحدة الإداریة أبوقمرة بمحلیة كرنوي و تبعد حوالي (68) كیلومترا من رئاسة المحلية كرنوى.
وبحسب الدراسة فإن عدد السكان الحالي ھو نسبة قلیلة من العدد الكلي للسكان الذین عادوا وتعود الأسباب الي عدم توفر المياه فى الصيف لهجرة عدد من المواطنين بحثا عن المياه فى مناطق أخري.
ویوجد بالمنطقة والقرى المجاورة لھا عدد (1) مدرسة أساس مختلطة من المواد المحلية تستوعب عدد 175 طالب وطالبة، وبھا خمسة فصول فقط بجانب عدم وجود مركز واحد للشرطة بالإضافة لعدم وجود شبكة إتصالات، أما في مجال الصحة فلا یوجد أي مركز صحي في كل المنطقة والقرى المجاورة.
ويمتلك السكان عدد (47344) رأس من الأبقار وأكثر من (14248) رأس الجمال و(172750) رأس من الأغنام أكثر من (5700) رأس من الحمير مفصلة بجداول الدراسة لكافة القري.
وحددت الدراسة إحتياجات المنطقة حسب الأهمية والأولوية والتحديات التى تؤثر سلبا فى إستقرار السكان ومن أولاها قضية المياه التى تعتبر من أكبر وأھم المشاكل التي تواجه سكان منطقة لوكا والقرى المجاورة لھا وخاصة من شھر نوفمبر وحتى یولیو من كل عام حیث أقرب منطقة بھا میاه ھي منطقة أبو لیحا والتي تبعد حوالي ٢٢ كلم من لوكا ویقوم المواطن بجلبها عبر الدواب
(الحمیر) وهذا يكفيهم ليوم واحد فقط.
أما بالنسبة لأصحاب المواشي فیضطرون إلي الذھاب مع مواشیھم الى مواقع توفر المياه بمسافة ستة ساعات ذهابا ومثلها إيابا.
ما ذكر جزء يسير من الدراسة الإجتماعية المتكاملة التى أعدها الخبراء بجامعة نيالا والتى تحوى الخدمات كافة
والتى بدأت بمشروع إنشاء سد وحفیر بالمنطقة للمساھمة في حل مشكلة المياه التى أضحت المهدد الرئيس للسكان وقد تحقق السد بمساهمات أبناء المنطقة بالداخل والخارج والخيرين الذين ساهموا بالأفكار إعداد الدراسة والتصميم لهذا المشروع الكبير.
فرحة الأهالي
قدمت لى دعوة من المهندس مبارك كودى لمرافقتهم من نيالا التى أعمل فيها مراسلا للصيحة لمرافقتهم الى منطقتهم بشمال دارفور لإفتتاح المرحلة الأولى لسد قام بالجهد الشعبي، فلم أتردد فى الإستجابة للدعوة على أقف من خلال على حال الناس وأزور مناطق لم تتاح لى الفرصة زيارتها من قبل.
فتحركنا من نيالا صوب الفاشر ومنها اليوم الثانى كان تحركنا عند الرابعة صباحا الى لوكا عبر طريق الفاشر الطينة المنتهى سفلتته عند منطقة كفوت وبعدها ردميات تحتاج من حاكم إقليم دارفور منى أركو مناوى وضعه ضمن أولوياته لإكمال هذا الشريان المهم لوضع حدا لمعاناة المواطنين بجانب إكمال محور الفاشر نيالا.
عموما سرنا يوما كاملا حتى وصلنا لوكا عصرا بعد قطع مسافة (٢٦٢) كيلومترات حيث تم إستقبال الوفد المرافق لكودى من جامعة نيالا ووفد الفاشر إستقبالا حاشدا من قبل الأهالي فرحا بقيام السد رغم أن حالة الرهق والإعياء التى ترتسم فى جباه الأمهات والأطفال الذين رفعوا شعارات وهتافات تعبر عن حال المنطقة وفقدهم للخدمات.
بسوعدنا نبنى بلدنا
السد الذي كلف مليارات الجنيهات جاء بدعومات مباشرة من أبناء المنطقة بالداخل والخارج عبر جمعية أبناء لوكا الخيرية الذي حكى ممثلها هري دوسة سالم عن الوضع المأساوى الذي يعيشه أهلهم فقدهم للمياه والصحة والتعليم وقال إن المنطقة بها دونكى أقيم منذ العام ١٩٦٨م وتعطل لسنوات طويلة مما أدخل الأهالي فى معاناة حقيقية وأضاف إنهم جاءوا للمنطقة عام ٢٠٢٠م لواجب عزاء وإلتمسوا تلك المعاناة وبمجرد عودتهم الى الفاشر طرحوا المبادرة لأبناءهم بالخارج حتى تكللت بالنجاح فى إنشاء السد بعد أن جمع أبناءهم بالخارج حوالى أربعة مليار جنيه مشيدا بجهود المهندسين بجامعة نيالا الذين تطوعوا بالدراسة والتصميم والإشراف على كل مراحل التنفيذ.
إبن المنطقة المهندس مبارك كودى المنفذ للمشروع زرف دموع الفرح عندما خاطب أهله بمناسبة إفتتاح المرحلة الأولي فهذه الدموع أكدت صدق مشاعر الرجل الذي أخلص النية حتى تحقق حلمه بالنجاح فى منطقته التى غادرها عام ١٩٨٣م ولم يعود إليها إلا فى العام ٢٠٢٠م لوفاة جده ليجد حال أهله أقل ما توصف بأنها مأساوية وما هتافات أهله والشعارات التى رفعوها بإسم كودى إلا تعبيرا صادقا عن حبهم لإبنهم الذي بادر بإنقاذهم من العطش فى ظل غياب دور الحكومة فى هذا الجانب وبقية الخدمات الأخري.
وقال مبارك كودى إنه عندما حضر للمنطقة ووجد الحمير تمرح فى ساحة المدرسة القشية بجانب وجود عدد بسيط من السكان سأل عن الأسباب وأفادوه بأن العطش أجبر العديد من السكان مغادرة المنطقة والقري المجاورة من بعدها فكر كثيرا فى إيجاد حل لهذه القضية حتى جاءت المبادرة بقيام السد الذي ساعده فيه أساتذة من جامعة نيالا وتابع( جاءوا معى وعملنا الدراسات وفحص التربية ودراسة لعدد السكان والمواشي والنواحى الزراعة وتم رفعها لمعمل جامعة نيالا ومن بعدها شرعوا فى تنفيذ المشروع الذي أصبح واقعا على الأرض.
وتقدم كودى بالشكر وهو يزرف الدموع لأساتذة جامعة نيالا وعلى رأسهم د. عصام الدين أبكر أتيم أمين الشئون العلمية ود.شريف محمد إبراهيم إستشاري المشروع بجانب د.حسين إبراهيم احمد ود. صلاح الدين عبدالله الذين قاموا بتصميم مشروع السد بجانب تقديره لأهله بالخارج الذين دفعوا أموال السد مؤكدا لهم بأن أموالهم ذهبت جميعها فى غرضها ولم يتم التصرف فى مليم منها خارج إطار المشروع.
وعبر كودى عن حزنه العميق لحال أهله بفقدهم للمياه والصحة والتعليم مؤكدا مواصلتهم للمبادارت الشعبية لتوفير كل ما من شأن الإسهام فى إستقرار المواطنين وعودة الذين هجروا المنطقة بسبب المياه.
دور الجامعة
ظلت جامعة نيالا تلعب دورا مهما ومحورا فى المجتمع من خلال كلياتها المختلفة بالإضافة لدورها فى بناء السلام وليس بغريب عليها أن يشارك أساتذة منها بالتطوع فى فى مشروع السد الذي أقيم بمواصفات هندسية ممتازة.
ويقول عميد الشئون العلمية بالجامعة د. عصام الدين أبكر أتيم إن الماء عو المصدر الأساسي للحياة وبتوفره يكون الإستقرار والتنمية مشيرا الى أن السد قد إكمل بجهد الجميع سائلا الله تعالى أن يمن على أهل المنطقة بالغيث الوفير الذي يملأ السد وأضاف إنهم سيتابعون قضية السد أول بأول ومعالجة أى مشكلة تحدث من أجل توفير المياه للسكان، وأضاف أن المنطقة تتمتع بأراضي زراعية خصبة مع وفرت المياه يمكن إستغلالها بالصورة المطلوبة.
وأضاف عصام بأن هنالك مراحل ما بعد الملء لابد من إكتمالها حتى تتوفر مياه صحية وآمنة للإنسان وفصل مواقع الشرب مابين الإنسان والحيوان وتابع( عندما تكتمل الخطوات المتبقة من المشروع يكون الإستقرار الدائم للسكان).
وأكد عصام عزمهم للمشاركة فى كل المشاريع التى ذكرت حتى تمضي فى منظومة خدمات متكاملة وهذا ليس بصعب إذا توفرت المياه.
وذكر عصام بأن واحدة من أهداف الكليات العلمية التدريس لتخريج كوادر بجانب البحث العلمى وما قمنا به فى السد هو واحدا من مهام البحوث العلمية لذلك واجب علينا متابعته ومعالجة أى خلل حتى لا تذهب أى أم مسافة أكثر من عشرين كيلو لإحضار المياه وتضييع يوم كامل بحثا عن المياه.وإختتم قائلا ( الحكومة واجبها أن توفر مقومات الحياة من صحة وتعليم والمجتمع سيقود التنمية وكلنا يد بيد لإعمار المنطقة.
بحانبه بارك د. شريف محمد إبراهيم الأستاذ بجامعة نيالا لأهل لوكا هذا الإنجاز الذي تم بسواعدهم وأضاف إن ما قام به المواطنين لا تستطيع حكومة المحلية فعله وتابع ( ما سمعناه من أهل المنطقة فى مجال التعليم وكون مدرسة تعطل عام دراسي بسبب المياه فهو كارثة وكذلك ما سمعناه فى مجال الصحة أيضا كارثة وأرجو منك أخى المدير التنفيذي للمحلية أن توصل صوت هؤلاء للجهات العليا بالولاية لأن البلد محتاجة للكثير فى المجالات الخدمية وربطها بشبكات الإتصالات.
وأوصي د. شريف الحكومة بأهمية تنفيذ طريق الفاشر، كرنوى،الطينة لأهميته فى التنمية والإستقرار.
الى ذلك أبدى د. حسين احمد ابراهيم سعادته بتنفيذ وصيته المنطقة حينما دعاهم لإستنفار الجهد الشعبي من أجل منطقتهم وقد كان حتى تحقق مشروع السد بسواعد النساء والرجال ومساهمات أبناءهم بدول المهجر، وتابع مخاطبا المواطنين( الآن السد أمامكم ونباركه لكم ونشكر مهندس مبارك كودى على ما بذله من جهد تجاه هذا المشروع.
- حال التعليم*
وضع أقل ما يوصف بأنه مأساوى لحال التعليم بالمنطقة وقد لا يصدق أحد بأن المدرسة الوحيدة بالمنطقة تم تعطيل عام دراسي كامل فيها بسبب العطش.
ويقول مدير ومؤسس المدرسة ادم دفع الله فضل إن المدرسة تأسست يوم ١٥/ ٩/ ٢٠١٦م وواجهتهم العديد من المشكلات عند التأسيس نتيجة لبداية عودة المواطنين من مناطق اللجوء والنزوح الى المنطقة ورغم تلك المشاكل والصعوبات إستطاعوا إفتتاحها بعد موافقة إدارة التعليم بالمحلية وواصلوا فى الدراسة فى ظل صعوبات عديدة واجتهتهم خلال الثلاثة سنوات مشكلات عديدة تتمثل فى نقص المعلمين ومعاناة للتلاميذ وأهل المنطقة لأسباب عدة من أكبرها العطش لأن حياة بدون مياه وتابع ( عندما جئنا لكى ندرس الأبناء ونرفع نسبة الوعى ولكن العام الدراسي الماضي ما قدرنا نفتح المدرسة لعدم وجود المياه لأن السنوات الماضية كانت لدينا حفيرة للمياه بالمنطقة وصهريج توفر المياه طوال فترة الصيف ولكن فقدنا الوابور الذي يرفع المياه الى الخزان بالمنطقة بجانب الجفاف المبكر للحفيرة لذلك السبب والأسباب الأخرى التى تواجه السودان عموما تعطل العام الدراسي).
وتمنى أن يسهم السد الذي شيده أبناء المنطقة فى توفير المياه وإستقرار الدراسة للعام القادم مشيرا الى أن المدرسة تعانى من مشكلات كثيرة ولا توجد فيها أى مقومات ومشيدة بالقش ولايتوفر شرط الوزارة بتوفير مخزن مشيد بالمواد الثابتة بهذه المدرسة وحتى مكتب المعملين عبارة عن راكوبة مشيدة بالمواد المحلي حتى التلاميذ يأتون من منازلهم وهم يحملون شنطة الكتب والماء ووجبة الفطور لعدم توفر مشروع الزجبة المدرسية.
وطالب أدم دفع الله حكومة شمال دارفور بالنظر إليهم بعين الإعتبار بتشييد المدرسة بالمواد الثابتة وتوفير كافة مقومات الدراسة.
معاناة النساء والولادة عبر داية الحبل
إعتصرنى الألم وأنا أرصد حديث مثلة المرأة بمنطقة لوكا الحاجة نمو عثمان حسين التى تعمل قابلة بالمنطقة وهى تحمل شنطة ولادة خالية من المعدات ومتطلبات التوليد فى وقت تخلو فيه المنطقة من أى حاجة إسمها صحة ويهاجر السكان مسافات بعيدة عبر الدواب التى يحملون فيها مرضاهم بحثا عن العلاج.
حيث بدأت حديثها بمعاناتهم مع مشكلة المياه ولوحت الى حلها بإكتمال السد لكنها قالت إن معاناتهم الكبيرة فقدانهم للخدمات الصحية وعدم وجود مركز صحى بالمنطقة وأضافت إنها تعمل قابلة بالمنطقة وأدوات الولادة ليست كافية عندها مناشدة حكومة المحلية بأهمية قيام المركز الصحي حتى يغطي القرى المجاورة مشيرة الى أنها تقوم بدورها سيرا على الأقدام لتغطية عدد من القري فى مجال التوليد متى ما طلب منها لكنها تعانى من عدم وجود وسيلة للحركة.
وطالبت نمو الحكومة ممثلة فى وزارة الصحة بالولاية بضرورة تدريب عدد من القابلات والدفعن بهن لتلك المناطق لحل مشكلة النساء عند الولادة وتابعت( المشكلة الأكبر في الولادة لعدم وجود دايات والموجودات هن دايات حبل بلديات ليس لديهن الخبرة العلمية للتعامل من المرأة عند الولادة وكثير من الأحيان المرأة عندما يأتوا بها من حلة أبوعلي أو كالي وغيرها تأتى منتهية وفى حالة متأخرة جدا).
وضربت نمو مثلا بأن إحدى النساء أقدم بها أهلها من قرية مجاورة الى لوكا وفى حالة سيئة جدا بعد أن مكثوا بها أربعة أيام بالمنطقة وهى بنفس الخالة حتى أصيبت بحبس بول وعندما حضروا بها للمنطقة أحضروا معها كفنها وبلطف الله تمت معالجتها وكادت تفارق الحياة بس عمرها لسه عندو باقي٠
وأشارت الى المعاناة الكبيرة التى يواجه أهل المنطقة فى نقل المرضي الى مراكز العلاج فثلا أمبرو مسافة (٤٥) كيلو مرات كثيرة تموت النساء والأطفال فى الطريق وتابعت (هذه الحالة الماشة فى البلد لذلك نطالب الحكومة والمنظمات والخيرين توفير المدارس والصحة لأبناء لوكا).
وطالبت نمو الحكومة بزيادة مصادر المياه بعد قيام هذا السد وتأمينها من التلوث.
قضايا عالقة
ممثل أهل المنطقة محمود مصطفى شكر أبناءهم بالداخل والخارج على قيام السد الذي تبلغ سعته التخزينية (٢٥) الف متر مكعب فى مرحلته الأولى من تشييد الحزان المصاحب وأضاف إن هذا تم بجهد شعبي وبتكلفة تقدر بحوالى (٢٠) مليون جنيه بمساهمات أبناء المنطقة وتابع (صحيح تم هذا بجهد الجميع لكن وجب علينا أن نشكر إبن المنطقة البار مبارك كودى الذي قاد العمل بمهنية وإقتدار حتى إكتمل فى غضون شهرين)
وقال محمود إن المنطقة تحتاج لتكملة الخزان وتوسعة الحفيرة بسعة تخزينية تبلغ (١٠٠) الف متر مكعب شاملا آبار الدخول والخروج وتنقية مياه الخزان.
وطالب محمود الحكومة والمنظمات الإنسانية بتشييد مدرسة للبنين والبنات بجانب إنشاء المركز الصحى وتوفير عربة للإسعاف ومركزا للشرطة علاوة على ضرورة ربط المنطقة بشبكة الإتصالات والإهتمام بقضايا المرأة والشباب ورياض الأطفال.
مشوار عطاء ممتد
ممثل أبناء لوكا بدول المهجر مهندس أحمد على هرون سعدالله الذي حضر من بريطانيا للوقوف على حال أهله ومراحل تنفيذ السد أكد بأنهم سيقفون مع أهلهم لمعالجة كافة القضايا العالقة وأعرب عن سعادته بالعودة الى المنطقة بعد غياب دام (١٨) سنة وتابع(نحن أبناءكم بدول المهجر معكم قلبا وغالبا حتة تكتمل فرحة أهل لوكا بإكمال كل المشروعات المطلوبة).
وأضاف إن المنطقة عانت من ويلات الحروب وحصل لها دمار كامل بجانب فقد العديد من أرواح أبناءها مقدما شكره لإخوته فى أمريكا، بريطانيا، فرنسا، السويد، أستراليا، ألمانيا بجانب منظمة دارقلا ببريطانيا وأضاف ( نقول لكم أنتم أصحاب الهمم العالية والقلوب المخلصة تجاه أهلكم وعملتم بصمت دون إنتظار شكر من أحد).
ودعا سعد الله الجميع الى نسيان مرارات الماضي والحروب والتوجيه للتنمية عبر الجهد الشعبي وفى نفس الوقت طالب حكومة الولاية والمنظمات والخير بالنظر لهذا الإنسان الذي يعانى فى لوكا بتوفير مقومات الحياة له المتمثلة في الصحة والتعليم والمياه.
فيما قال المدير التنفيذي لمحلية كرنوى احمد عيسي إن ماقام به أهل لوكا بإنشاء السد يعتبر تحدى للحكومة مؤكدا بأن حكومة الولاية سيكون لها دور تجاه مشروع السد مشيرا الى أن حكومته أول وضع المشروع أمامها وافقت فورا على تنفيذه وتابع (تخطوا خطوة نخطوها معكم خطوات وسيكون لنا يد المساعدة بخدمات أخري فى التعليم والصحة.
- تجسيد الواقع*
عدد من المواطنين بمنطقة لوكا تحدثوا بمرارة عن واقع الحال والظروف القاسية التى واجهتهم بغياب الخدمات الأساسية وعلى رأسها المياه.
وقال المواطن خاطر يوسف إن المنطقة تعانى من فقد الخدمات لكنهم ممسكين بحبال الصبر فى إنتظار من ينقذهم وتاب(المنطقة ضعيفة بسبب غياب الصحة وعدم توفر الماء ونشكر كل من ساهم فى تنفيذ السد).
أما الشابة فاطمة فقد أشارت الى معاناتهم مع العطش وبسببه عاشوا في ظروف صعبة وفى الصيف يذهبون لمدة يوم كامل لجلب المياه من الرابعة صباحا والعودة السادسة مساءا وكثيرا ما تجد المرأة أطفالها نيام ويشكون من الجوع وبسبب ذلك يصاب بعض الأطفال بسوء التغذية.
وفيما يخص الصحة قالت فاطمة إن عدم وجود مركز صحى وقابلات جعل المرأة الحامل تواجه أشد أنواع المعاناة وسنويا تموت بعضهن فى المسافة مابين المنطقة وأبوليحا وكرنوى عندما يتم حملها فى عربة الكارو المسحوبة بالحمير ولبعد المسافات تتدهور الحالة الصحية لبعضهن مشيرة الى تندى التعليم بالمنطقة والمدرسة الوحيدة مشيدة من القش وفى الخريف تصعب الدراسة وحتى المعلمين مكتبهم عبارة عن راكوبة قشية لذلك نطالب حكومة الولاية والمنظمات بإنشاء مدرسة ثابته وتوفير المعلمين والبيئة التعليمية.
بينما قالت الشابة عائشة احمد إن المنطقة بسبب العطش هجرها عدد من السكان بالقرية والقري المجاورة ولم يعودوا إليها إلا فى الخريف لمواصلة الزراعة والعودة فى الصيف مجبرين والبقية يعانون فى الصيف ويذهبون لمسافة (٢٢) كيلو متر لجلب المياه.
ويعانى الجميع من فقدهم للصحة وأقرب موقع للعلاج أمبرو وكرونى والذهاب إليهما بالكارو وكثير من الحالات الطارئة تموت في الطريق.
حالة حزن وصفرية الخدمات
أبدى صلاح احمد محمد عن بالغ حزنه للمعاناة التى ظل يواجهها إنسان لوكا الذي واجه أشد أنواعها فى البحث عن مياه الشرب وقال لا يعقل أن تغلق مدرسة أبوابها لعام دراسي كامل بسبب المياه ونحن فى دولة السودان وزاد( هذا الواقع الأليم دفعنا لتكوين جمعية خيرية وناشدنا عبرها أبناءنا فى الداخل والخارج حتى تبنينا مشروع السد الذي أصبح واقعا على الأرض بالجهد الشعبي.
وقال صلاح إن المنطقة حتى الآن فيها صفرية الصحة وصفرية التعليم والمياه بجانب صفرية التواصل لعدم توفر شبكات الإتصال ما جعلهم مقطوعين تماما من التواصل مع بقية إنحاء ولاية شمال دارفور والسودان عموما ولا يدرون ما يجرى بالبلاد مناشدا الحكومة والمنظمات الإنسانية والخيرين بالنظر بعين الرحمة لهذا المواطن بإكمال ماتبقي من مراحل السد وإيجاد الحلول الجذرية لقضيتى الصحة والتعليم وأضاف (المدرسة بها ثمانية فصول وفى الصيف تقفل أبوابها بسبب المياه وهذه مسؤولية الحكومة وعليها بالنظر لحال التعليم الذي لولاه لما قام هذا السد الذي جاء نتاج لأفكار ومبادرة إبن المنطقة المهندس مبارك كودى ومن معه ممن نالوا حظا وافرا من التعليم).
وبعث صلاح برسالة لشركات الإتصالات بأن تنظر لهذا المواطن بإدخال خدمات الإتصالات للمنطقة والغالبية هنا يحملون هواتف زكية يستخدمونها للتصوير فقط لذلك أربطونا بباقي أطراف السودان عبر الإتصالات.
فيما قال الأمين محمد عبدالكريم إن أهله يواجهون مشاكل كبيرة فى الصحة المعدومة أصلا فى عدد (٣٤) قرية لا يوجد فيها مركز صحى واحد أو قابلة قانونية مؤهلة تمتلك أدوات الولادة الآمنة مطالبا بضرورة قيام مركز صحى نموذجى تتوفر فيه كافة مقومات الخدمة الصحية التى تحد من معاناة المواطن مشيرا الى عدم توفر أدوية للملاريا وإنهم مع بدايات الخريف مناشدا والى شمال دارفور الجديد بالنظر لإنسان لوكا وأن يسجل زيارة ميدانية للوقوف على حال أهله بهذه المنطقة.