أوكرانيا تعلن عن “هجوم كبير” الربيع المقبل وفرقاطة “غورشكوف” الروسية تطلق بنجاح صاروخا فرط صوتي ببحر بارنتس
قال رئيس الاستخبارات الأوكرانية كيريل بودانوف إن بلاده تخطط لشن هجوم كبير خلال الربيع المقبل على مواقع تمركز القوات الروسية، معتبرا أن القتال في شهر مارس/آذار المقبل سيكون “الأشد ضراوة”.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع الروسية تنفيذ الفرقاطة الجديدة “الأميرال غورشكوف” إطلاقا تجريبيا لصاروخ من طراز “تسيركون” الأسرع من الصوت من مياه بحر بارنتس، وإصابته هدفا بحريا على مسافة نحو ألف كيلومتر في البحر الأبيض.
وكان وزير الدفاع الروسي قد أعلن أن الفرقاطة ستبحر إلى المحيط الأطلسي والهندي والبحر المتوسط. كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الأسلحة القوية التي تحملها تحمي روسيا من التهديدات الخارجية.
هجمات كبرى
وأكد بودانوف أن الهجوم المتوقع سيشمل كامل المواقع الروسية بدءا من شبه جزيرة القرم وانتهاء بدونباس، وأن الهجمات داخل الأراضي الروسية ستتعمق بشكل أكبر. وزعم بودانوف أن مئات من جثث الجنود الروس باتت تتعفن في حقول مفتوحة بالقرب من باخموت شرقي البلاد.
كما اعتبر أن روسيا لم تعد تشكل تهديدا عسكريا للعالم، وأن المسألة الوحيدة المتبقية -في نظره- هي الترسانة النووية وما وصفه بـ”النظام غير المنضبط” الذي سيجعل “العالم بأسره يدرك الحاجة إلى نزع الأسلحة النووية الروسية، وفق تعبيره.
منظومة باتريوت
من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في وقت سابق اليوم الأربعاء إنه تم بالفعل البدء في نقل أنظمة باتريوت الأميركية إلى أوكرانيا، وإنه “سيتم نشرها والاستفادة منها في أقرب وقت للرد على الاعتداءات الروسية”.
ووصف كوليبا قرار واشنطن تزويد كييف بأنظمة باتريوت بـ”القرار الثوري”، مضيفا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والفريق الدبلوماسي بأكمله “يعملون بشكل مكثف اليوم على حلول جديدة لتزويد بلادنا بأنواع جديدة من الأسلحة الغربية”.
وكانت واشنطن أعلنت في الأسابيع القليلة الماضية أن حزمتها الجديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا ستشمل لأول مرة نظام باتريوت للدفاع الجوي، القادر على إسقاط صواريخ كروز والصواريخ الباليستية القصيرة المدى وغيرها.
تدمير أوكرانيا
على صعيد آخر، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن الاتحاد الأوروبي بذل قصارى جهده لوقف الحرب في أوكرانيا، لكن الرئيس الروسي لم يكن يفكر في شيء سوى تدمير البلد المجاور له.
وأضافت -خلال مؤتمر في العاصمة البرتغالية لشبونة- أن موقف بوتين هو السبب في “أهمية الاستمرار في إرسال الأسلحة حتى تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها وحماية أرواح شعبها”.
قوات حفظ سلام
وبخصوص محطة زاباروجيا النووية جنوبي البلاد، فقد أعلن رئيس الشركة الوطنية للطاقة النووية في أوكرانيا أن بلده يريد من الأمم المتحدة إرسال قوات حفظ سلام إلى المحطة دون حتى أن تبرم اتفاقا مع روسيا لإقامة منطقة آمنة هناك.
وتطالب أوكرانيا بنشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في الموقع منذ سبتمبر/أيلول الماضي، لكن هذه هي المرة الأولى التي يشير فيها علنا مسؤول أوكراني في مجال الطاقة النووية إلى وجوب نشر قوات حفظ السلام في غياب اتفاق لإقامة منطقة آمنة في المحطة التي سيطرت عليها روسيا بعد وقت قصير من بدء حربها على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط الماضي.
وتعرضت المحطة، وهي أضخم محطات أوروبا النووية، للقصف وانقطاع الكهرباء مرارا، مما أثار مخاوف وقوع كارثة إشعاعية. وتتبادل كييف وموسكو الاتهامات بشأن هذه الهجمات.
قصف وقتلى
ميدانيا، قال إيڤان فيدوروف عمدة ميليتوبل الأوكراني في مقاطعة زاباروجيا إن مركز القيادة العسكرية الروسية في منطقة فاسيليفكا تعرض لقصف أوكراني اليوم الأربعاء.
وقال فيدوروف إن أنباء أولية تشير إلى قتلى وجرحى في صفوف القوات الروسية هناك، وإن الجميع بات ينتظر أخبارا وصفها بالسارة من هيئة الأركان الأوكرانية.
وتعتبر منطقة فاسيليفكا المعبر الوحيد للنازحين الأوكرانيين من المناطق التي تسيطر عليها القوات الروسية في ريف زاباروجيا.
كما قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية تدافع عن نفسها في مقاطعتي زاباروجيا وخيرسون الجنوبيتين على وجه الخصوص.
وأضافت الهيئة أن نحو 260 جنديا روسيا قتلوا وجرحوا في مناطق ميليتوبل وتوكماك وبيرديانسك في زاباروجيا.
وقالت إن قصف قواتها لتلك المناطق في اليوم الثاني من العام الجديد أسفر أيضا عن تدمير 10 وحدات من المعدات العسكرية ومستودعين للذخيرة ونقاط انتشار أخرى للقوات الروسية.
وأشارت هيئة الأركان إلى أن الطيران الأوكراني شن خلال الساعات الماضية 13 غارة على مواقع تمركز القوات الروسية وموقع آخر لأنظمتهم الصاروخية، إضافة إلى تدمير نقطتي تحكم ونقطة مراقبة للطائرات من دون طيار.