الاستاذ عبدالرحيم الشيخ محمد يكتب:في تكريم المزارع المعلم ..
الاستاذ عبدالرحيم الشيخ محمد يكتب:في تكريم المزارع المعلم ..
النخلة فاكهة الصحراء وعباس كيجاب فاكهة (الغابة)
سيرة المعلم أشبه بسيرة النخلة.. أي شىء هي النخلة؟! ..أكرم وأنعم..إنها من النباتات المعطاءة، المعمرة الخالدة..إنها عامرة بالفضائل، فهي(عمتكم النخلة) كما إحتفى بها الأثر ..تنتشر زراعة النخيل فى أنحاء مختلفة
من العالم.. يزرعونها فى جزرالكنارى، المكسيك والهندو باكستان و السعوديةوإيران والعراق والسودان ومصر.. ومعروف أنه تكثر زراعة النخيل فى الواحات فى شمال أفريقيا، وأنها عنوان (الغابة)- درة شمال السودان
(الأخضر) ..معقل رواد وأحفاد ثورة المزارعين الشهيرة على أيام الإستعمار ترغمه على الرحيل.
ثمار النخيل (التمر) هو طعام البشرية منذ الأزل ،منذ أن هزت (مريم البتول) جذع النخلة فتساقط عليها رطبا جنيا- بإرادته جل وعلا..أنه غنى بالسكريات والبروتين
والمعادن المختلفة..النخلة كلها خير وبركة، ثمارها طعام وشراب.. جذعها لسقف البيوت والمنازل ،جريدها وسعفها تصنع منه السلال والأطباق ومستلزمات الحياة الريفية، وأصبحت تزين بها البيوت الراقية فى المدن.
يتزايد الاهتمام بزراعة النخيل، فهي أيضا تستخدم لوقف الزحف الصحراوى وكمصدات للرياح العاتية ..النخلة فارعة الطول تشم أعذب النسيم وأصفاه.. بطولها تقول ها أنذا، وكذلك الأستاذ عباس سلطان كيجاب،
المحتفى به فى ظلال النخيل بقاعة الصداقة.. شقيقه السباح كيجاب ارتبط بالنهر بينما هو استهوته النخلة لخصائصها الأزلية ..الاستاذ المعلم عاشق النخلة (عباس كيجاب) نخلة (الغابة ) الوريفة المعطاءة.. جذوره ملوكية ضاربة فى أعماق الأرض والتاريخ.
(الكيجاب) هو الحصان القوى الجموح، الذى لا يرضى الضيم و الهوان.. سيرته عامرة بجلائل الاعمال..الميلاد 1943 فى حلة (أبكر).. فما أسعد (بت الإسيد) بمولده، وما أسعد (السلطان) بقدومه .. تمرغ فى تراب (مسيد
حاج بلول) بالغابة.. و يا له من تبر ولا تراب، ثم مدرسة الغابة النصفية ومنها إلى مدرسة الغابة العربية ( المصرية) -دفعتها الاولى المميزة، تشهد لهم محافل الانجاز فى البلاد.
عمل معلما.. إغترب فى السعودية، بمدينة الخرج حيث النخيل والمياه الرقراقة- ألم أقل لكم إنه كالنخلة عطاء ورواء، حيثما حل وجد صنوه فى العطاء؟!.. إنها النخلة وإنه كيجاب.. ثم معهد بخت الرضا لتدريب المعلمين،
منارة العلم والتربية فى ذلك الزمن الجميل.. ثم إنداح كالعسل المصفى أو قل كالماء العذب الزلال فى كل أصقاع السودان معلما و مربيا لا يشق له غبار.
تخرجت على يديه أجيال وأجيال، الأن يتبوؤن أعلى المراتب.. عمل فى مهنة الأنبياء النبيلة حتى إحدودب الظهر وإخشوشنت الأيدى،وبعدها تقاعد.. ترجل الفارس عن فرسه الجموح (الكيجاب)..لم يجلس فى (الأرتيق)
ليأكل ملاح (الأوريق) ، لكنه شمر السواعد وأفلح الأرض .. له حديقة غناء جمع لها من كل بستان زهرة ومن كل بلد شجرة – من الإستوائية شجرة الباباي، ومن البجر الأبيض المتوسط العنب والفراولة، ومن السافنا شجرة الهشاب، ومن الغابة المانجو أبو سمكة والهندية
والكشتنير، وتسمع أصوات العصافير على الأشجار تسبح الخالق وتحمده (قوق ..قوق ..قوق)!.
هو عضو فعال فى جمعية ( Sudanese Palm dates Society) فلاحة النخيل السودانية المحتفلة به.
. تأسست عام 2003م- تهتم بنشر الوعى فى مجال النخيل ومنتجات التمور وطرق تصنيعها..هو كاتب لا يشق له غبار فى مجلة (النخيل) والتى يرأس تحريرها البروفسور أحمد على قنيف، وزير الزراعة الأسبق
المناسبة جامعة المهرجان الدولي الرابع للتمور السودانية، المكان قاعة الصداقة، الزمان 30 نوفمبر2022م تنظمه جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والإبتكار الزراعي- الأمارات، بالتعاون مع وزارة الزراعة والغابات السودانية وجمعية فلاحة ورعاية النخيل
السودانية ..إحتفالية خضراء مبتكرة ، عامرة- معارض، تسويق، ندوات، محاضرات، وزيارات حقلية.. وهو يوم عرس هذا (السلطان) كيجاب وتكريمه من قبل هيئة هذه الجمعية فى هذا المقام الدولي.. تكريم مستحق، لدوره الكبير ولإسهامه المميز فى هذه الجمعية.. إنه تكريم
صادف أهله.. وحوله يتبارى حملة الأقلام والأدباء والشعراء، وفاء لسيرة معلم أعطى وطنه وأهله- ما إستبقى شيئا.. شرف بلده (الغابة)-بأن أحبها وأحبته فاخلص لها وبه تتفاخر اليوم.
عباس سلطان كيجاب نفسه أديب شاعر مجيد..نقتبس هنا من ديوانه بعض أبيات من قصيدة يصف فيها بلدته الحبيبة (الغابة الخضراء)
يقول لا فض فوه:
بلادى هنالك صوب الشمال .. كأسطورة من نسيج الخيال
يداعبها النيل عند الغروب .. ويطبع قبلاته فى الرمال
وللنيل فى شطئه فتنة.. وللبدر فى سمائها جلال
كأن النخيل على جانبيه .. عذارى حوين الصبا والجمال
هنالك عشت ربيع الحياة.. هنالك الصبا دافىء لا يزال
ربوع بها رسم خطواتنا .. مراجيحنا تحت تلك الظلال
إن الغابة الخضراء تكتسي حلة زاهية اليوم بتكريم رمز من رموزها، إن شئت قلت: كرمنا المعلم المخضرم،وإن شئت قلت كرمنا الشاعر الغريد، وإن شئت قلت كرمنا عضو جمعية فلاحة ورعاية النخيل السودانية والذى كان له باع و ذراع فى نهضتها و تطويرها..لها ولروادها التحية، والشكر.
هذه بعض ملامح عباس والنخلة، المحتفى بهما فى مقام دولي أخضر باه. .. متعه الله بالصحة والعافية وأثقل الله موازين حسناته بصنائع المعروف.
الرياض – المملكة العربية السعودية