التنمر الخفي.. 10 علامات لاكتشاف خطة زميلك السام في العمل
تضم بيئة العمل أنواعا كثيرة من الموظفين، وفي مناصب مختلفة، وتؤدي تلك البيئة غالبا إلى أشكال عدة من المنافسة؛ بعضها شريف وبعضها الآخر خبيث. ويُنظر إلى المنافسة الشريفة في العمل على أنها قوة إنتاجية إيجابية تُساعدنا في تحقيق تأثير أكبر مما يحدث في البيئات غير التنافسية، لكن ماذا عن المنافسة غير الشريفة، أو تلك التي تسعى إلى “تقويض” الآخرين وإحباط إنجازاتهم؟
والتقويض سلوك عدواني لجعل شخص ما أقل ثقة أو أقل قوة أو أقل نجاحا، وعلى نحو تدريجي يصعب اكتشافه غالبا. تقول إيمي لو -الحاصلة على الماجستير في الصحة العقلية- إن “التقويض نوع من التنمّر الخفي لا ينتبه إليه أحد”.
أما التقويض الاجتماعي في بيئة العمل فقد عدّته دراسة -نُشرت عام 2017- “شكلا من أشكال العدوان”، ويتمثل في سلوك يُمارس بمهارة لتأخير عمل زملائه، أو جعلهم يبدون سيئين؛ طمعا في الترقية، “أو لأن الشخص لديه عقدة تفوّق، أو عدم ثقة في قدراته، مما يدفعه إلى إضعاف الآخرين؛ ولعل هذا يُشعره ببعض التحسّن”، وفقا لموقع “إنلايتيو” (Enlightio).
وتناول التقويض مسلسل “الخلد” (The Mole) الأميركي الذي يُعرض على شبكة “نتفليكس” عبر منافسة بين 12 متسابقا للفوز بجائزة إحدى المسابقات، وبينهم شخص يعمل على تقويض جهد المشاركين لمنعهم من الفوز.
“التقويض” إذا هو أحد العواقب الاجتماعية السلبية للأداء الجيد في مكان العمل، عندما تكون في قمة أدائك في العمل ثم فجأة تنتشر إشاعات بغيضة تقوض نجاحك، وتكتشف أن بعض زملائك ينتهزون الفرص لتقويض إنجازاتك، عبر تعليقاتهم وأساليبهم الخفية؛ لتعزيز طموحهم الخاص.
علامات على تعرضك للتقويض
من أهم العلامات المميزة لسلوك الأشخاص الذين يحاولون تقويض زملائهم في العمل وفقا للخبراء ما يلي:
- يتنمرون خفية: تنصح إيمي لو بألا نتجاهل إحساسنا الداخلي بأن هناك شيئا ما غير مريح، وأن بعض الأشخاص الذين قد يبدون ودودين ولطيفين وكريمين للوهلة الأولى، يحاولون تقويضنا، من دون أن يُظهروا ذلك. وقد يستخدمون الاقتراحات أو النصائح البناءة لتقويض زملائهم بمهارة، وإظهار أنهم متفوقون عليهم؛ حسب الدكتور ترافيس برادبيري مؤلف كتاب “الذكاء العاطفي 2.0”.
- تنافسيون بشكل مفرط: إذ تتملكهم عقدة التفوق، إلى جانب شعورهم بعدم الأمان، إذ إن نجاح غيرهم يمثل تهديدا لهم، مما يضعهم في حالة تنافس دائم تدفعهم إلى التقويض.
- يتحدثون عنك بصورة سيئة: يروّج هؤلاء غالبا إشاعة أن عملك غير احترافي، وأنه ليس من العدل أن تقوم بهذه المهمة؛ إلى آخر ما قد يراهن عليه الشخص اليائس لبناء نفسه عن طريق تمزيق الآخرين، وسعيه إلى تقويضهم عن طريق الإشاعات، لشعوره بتهديدهم لوجوده.
- يسطون على أفكارك: فهم يهتمون بما تفعله ويعترفون بقدراتك، لكنهم قلقون بشأن منافستك، ويحرصون على البقاء متقدمين عليك بخطوة؛ لذلك يحاولون باستمرار أخذ أفكارك وتقديمها باسمهم.
- يحاولون تخريب عملك عمدا: ويكون ذلك من خلال عدم مشاركة المعلومات المهمة لمشاريعك، أو تعمّدهم عدم الرد على رسائل البريد الإلكتروني أو المكالمات الخاصة بك في الوقت المناسب.
- لغة جسدهم تُظهر الازدراء: إذ تميل عيونهم للابتعاد عن عينيك إذا شعروا بالتهديد، أو لا يتواصلون بالعين على الإطلاق، أو يتجنبون الوقوف بالقرب منك.
- يضيّقون عليك الحديث بمحاولة الحد مما يمكنك قوله، أو مقاطعتك لإبداء وجهة نظرهم، لتقليل تأثيرك على فريق العمل، ولشعورهم بأنه يمكنك القيام بأشياء لا يستطيعون القيام بها.
- يفرضون عليك عزلة: فلا يشملونك في رسائل البريد الإلكتروني الجماعية أو المحادثات، ويستبعدونك من الاجتماعات والمناسبات الاجتماعية؛ لحرمانك من أية معلومات حول العمل والقرارات المهمة، وجعلك تشعر بالغربة.
- يسخرون منك أو يستخفون بك: فشعورهم بالتهديد من نجاحك أو قوتك يجعلهم يُلقون “النكات” عن عدم كفاءتك، ويُقللون من شأنك أمام الآخرين، لتأكيد أنهم أفضل منك ولا يمكن تحديهم.
- ينتقدون عملك ولو كان جيدا: فشعورهم بأن لديك موهبة أكثر منهم يجعلهم ينتقدون عملك باستمرار، حتى ولو كان جيدا لمجرد أنهم لا يحبونه، أو يعتقدون أنه يمكن أن يكون أفضل.
طرق لهزيمة التقويض
يرى برادبيري أن “القدرة على تحييد المقوِّضين من أعظم الخصال”، وذلك من خلال:
- التحكم في النفس: فالتحلي بالهدوء واجتناب الغضب أمر بالغ الأهمية عند التعامل مع زميل عمل مقوِّض؛ فقد أظهر بحث للدكتور برادبيري “أن 90% ممن يحققون أفضل أداء في العمل كانوا يتحلون بالقدرة على التحكم في مشاعرهم، لإبعاد من يمارسون التقويض، بدلا من ترك غضبهم ينفجر بشكل لا يمكن السيطرة عليه”.
- التركيز على الحلول: فعندما يتعلق الأمر بمن يسعون إلى التقويض، فإن تركيزك على مشكلات سلوكهم، وصعوبة التعامل معهم يتيح لهم أن ينالوا منك. وبدل ذلك ركز على إيجاد الحلول لتكون أكثر فاعلية، وتحتفظ بموقع القيادة.
- المحافظة على الصحة العقلية: فالتقويض هجوم يهدف إلى العرقلة، ويضر بالرفاهية النفسية للشخص وعلاقاته في العمل. وقد أظهر مقال بحثي أن الذين تعرضوا للتقويض في العمل يعانون من ضعف في الصحة العقلية، الذي يتمثل في مشاعر الانزعاج والقلق والاكتئاب وغيرها من الأعراض التي يمكن أن تؤثر على الأداء بدرجة كبيرة.
- المواجهة: ليس من السهل دائما مواجهة شخص يتصرف بشكل سيئ، ولكن إذا انتظرت وقتا طويلا، فمن المحتمل أن يصبح زميلك أكثر عدوانية؛ لذلك إذا شعرت بالتقويض فيجب أن تعالج الموقف فورا قبل أن يؤدي إلى مشكلات أكبر. وتقول فيكتوريا بنتشون (مستشارة التفاوض في إحدى شركات التدريب) إن هؤلاء يحصلون على قوتهم عندما تستجيب لأساليبهم العدوانية بإبداء التنازل، وترى أن “أفضل دفاع في وجه هؤلاء الأشخاص هو كشف الأساليب التي يستخدمونها ومقاومتها، وليس الهرب من المواجهة”.
- حزم الحقائب: فأبسط خيار هو أن تزن إيجابياتك وسلبياتك لمعرفة إذا كان الأمر يستحق عناء القدوم كل يوم إلى العمل في هذه الأجواء المحبطة؛ فإذا كانت السلبيات أثقل فابدأ في حزم حقائبك، والبحث عن وظيفة جديدة في مكان عمل أكثر صداقة.