عبد المنعم شجرابي يكتب رحيل الجميل
عبد المنعم شجرابي يكتب رحيل الجميل
*** الهلال يهبط دولة الإمارات العربية في العام 1987 لملاقاة الأهلي القاهري كان الترحيب كبيراً من رجالات الدولة .. وعلى جانب آخر من السودانيين تقدمهم السيدان كمال حمزة بدبي والمهندس مختار مكي مدير بلدية عجمان
*** وأنا أدخل البلدية لم يكن مختار مكي غربياً علي فقد تعرفت عليه بعلاقة ربطته بأخي وصديقي وخالي الراحل المقيم محمد خير عبدالرحيم ( أبو طارق ) بأمانة الشباب بالاتحاد الاشتراكي
*** ماغاب مختار يوماً رغماً عن مشاغله الجسام عن زيارة بعثة الهلال والتوقف على حالها والذهاب بقيادتها إلى بيته الرحيب لتناول الغداء أو العشاء
*** عاد مختار إلى السودان هلالياً أكثر إخلاصاً ووفاءً .. ينصح ويناصح .. ويشارك وينفعل ويتفاعل .. وبعد ضغوط وإلحاح وإصرار قادها عدد من رموز الهلال على رأسهم زعيم الأمة الزرقاء الطيب عبدالله وافق على العمل الإداري ليتشرف به منصب نائب الرئيس
*** الخليفة ( المختار ) مختار مكي الحنفي ظل الصوفي المنجذب بالنوبة .. وسبحة اللالوب .. والجلباب الأخضر .. فجاءته الخلافة خليفة للطريقة الإسماعيلية بالخرطوم وكان قدرها ومقاسها فشيد بالخرطوم تلاتة المسجد وأقام المسيد الذي يضم العشرات من الحفظة والصبية طالبي حفظ القرآن الكريم
*** المهندس مختار مكي تملك مطبعة تميزت بالتقنية العالية فطبعت الدفتر والكتاب والكراس .. وإنسانيته الكبيرة هي التي ساقته منها إلى العلاج ليقيم مستشفى المودة بقلب الخرطوم وبكل التخصصات على رأسها الكلى وقسطرة القلب
*** المستشفى الخاص حوله الرياضيون إلى مستسفى عام ومظلة مجانية للتأمين الصحي وشخصياً إضافة لأفراد أسرتي وأقاربي كنت أدفع خجلاً بالمزيد من المرضى الغبش .. الغلابة .. التعابة والخليفة مختار يطلب المزيد بعبارة دائمة ( يا شجر عليك الله ما تحرمني من الأجر ) وهكذا ظل مستشفى المودة يعالج بالطب وقبله ب( المودة )
*** الخليفة مختار الإنسان عاش حمامة سلام .. ومجلس أجاويد يجمع الفرقاء .. ويصلح ذات البين .. ويدعو للتصافي .. والتلاقي .. والمحبة .. والسلام
*** أعلم أن معاناته كانت أكبر وأن صحتي هي الأفضل لكن شفقته علي كانت أعظم وعبر إتصالاته يراني أكثر مما أسمعه ويوصي ويوصي ويوصني أكثر على أولادي وزوجتي التي كان أول من ذهب معي إلى والدها لخطبتها وتنتهي الوصايا وأنا أدخل عليه حزيناً باكياً لأراه مُسجَّى بمستشفى مدينة نصر التخصصي بالقاهرة
*** أختي الكريمة ابتسام وبناتك مودة وملهمة وميادة الخليفة مختار مكي الحنفي الذي إختاره الله إلى جواره ليس فقدكم الخليفة فَقْد الإنسانية .. والوطن .. والصوفية .. والهلال .. والخير .. والجمال نسأل الله له الرحمة والمغفرة بعدد كل حرف طبعته مطبعته وبعدد كل جرعة دواء تناولها مريض بمستشفاه وبعدد كل سبحة سبحت وحرف من القرآن تلي بمسجده ومسيده وبعدد كل خطوة في الخير مشاها نسأل الله له الرحمة بعدد الحصى والنجم والتراب
إنا لله وإنا إليه راجعون
عبدالمنعم شجرابي ..