نار تغلي في داخلي: ماذا أفعل حين أشعر بالغيرة والشك؟
يصفها النّاس عادةً بأنّها نّار تغلي في الصدر، شعور متداخل بين الغضب والحزن والألم والسخط في الوقت نفسه. شيطان يهمس في داخلك: يجب أن تتدخّل، ينبغي أن تقول شيئًا أو أن تفعل شيئًا، يجب أن تُبعِد مصدر الغيرة. شيطان آخر في مقابله يوسوس: لكنّك إذا فعلت ستبدو مثيرًا للشفقة، ستبدو طفوليًا، ستحرج نفسك، سيعرف الآخرون أنّك تغار. وبين هذين الشيطانين بين أن تشعر بأنّك مُكبّل وعاجز عن التدخّل وبين غضبك الذي يلحّ عليك للتدخّل تتولّد مشاعر جمّة متضاربة.
هل يمكن أن نُحبّ دون أن نغار؟ وهل يكون للحبّ لذّة وخصوصية بدون الغيرة؟ حسنًا ثمّة آراء مختلفة هنا، لكنّ هناك مسألة واحدة لا خلاف فيها، هي أنّ الغيرة الزائدة تحوّل أي علاقة مهما كانت إلى جحيم، إلى كابوس وغرفة مظلمة موحشة قد تدفع الأزواج أحيانًا إلى عدم الرغبة بالرجوع إلى البيت، وقد تدفع الزوجات إلى تجنّب النقاش وإخفاء التفاصيل تجنّبًا لمشكلات سبق وأن أثبتت الغيرة فيها قدرتها على تحويل النقاش إلى صراخ عقيم وتكسير ونوبة غضب هستيرية. ماذا أفعل حين أغار؟ وكيف أتصرّف حين أشعر بالغيرة والشكّ؟ نستعين في هذا المقال بمقولات الأخصائيين النفسيين الذين يعملون في حقل علم نفس العلاقات كي نساعدك على إدارة مشاعرك وتحسين جودة علاقتك وحتّى لا تسمح للغيرة بتدمير علاقتك الزوجية والعاطفية.
ما يجب أن تعرفه عن الغيرة
تعرف الغيرة بوصفها رد فعل إنسان ينتابه الغضب والحزن والريبة والألم والشفقة على الذات والإذلال، وربما باستجابات جسدية كالارتجاف والدوار والاكتئاب وصعوبة النوم، وذلك لخشيته من تهديد (منافس) محتمل، حقيقي أو متخيل لعلاقته أيا تكن طبيعتها(1)(2). وهي عاطفة حتمية قد يختبرها كل منا لكونها متأصلة فينا. يراها ديفيد بوس، أستاذ علم النفس في جامعة تكساس، إشارة إلى أن شريك حياتنا ذو اليد العليا في العلاقة، أو أننا مهددون وخائفون حقا من أن يتخلى عنا. من شأن إدراك كهذا أن يقودنا إلى مزيج من السخط وتذبذب الثقة بالذات والحرج واللاطمأنينة، لذا نتعمد قمع التعبير عن الغيرة(3).
تجزم “إستر بيريل”، المعالجة النفسية المتخصصة في العلاقات الأسرية، أن الغالبية العظمى من الأزواج لا يتحدثون عن الغيرة، لأن الشعور نفسه من المحرمات(4)، بينما هو في صميمه جزء من تجربة الحب متعددة الطبقات، البعض منه كفيل بتحسين حياتنا الرومانسية وبث الطمأنينة في العلاقة.
يخلص المنظرون إلى أن العلاقات الخالية من الغيرة ربما تكون دليلا على قلة اهتمام الشريك(5). وفي الشأن نفسه، يؤمن علماء النفس التطوريون أن الغيرة ليست عاطفة سلبية، بل تحذير يجب الاستماع إليه بأن علاقة مهمة في خطر، وأنك تحتاج إلى القيام بشيء حيال ذلك لإنقاذها.
أما في العلاقات التي تكون فيها مشاعر الغيرة معتدلة وعَرَضية، فإنها تكون بمثابة تذكير للأزواج بعدم أخذ بعضهم البعض كأمر مسلم به، فتُقوِّي الأواصر وتحثهم في أحيان كثيرة على تقدير بعضهم وبذل جهد واعٍ للتأكد من أن شريكهم يشعر بذلك.
أخذ “دانيال فريمان”، أستاذ علم النفس الإكلينيكي في جامعة أكسفورد، على عاتقه إجراء أبحاث في موضوعات الصحة العقلية، بما في ذلك الأوهام والبارانويا (جنون الارتياب)، ليستنبط فريمان أن الغيرة تسمم العلاقات إذا ما تُرِكت دون رادع، فهي تدمر الثقة التي هي عنصر أساسي في أي علاقة صحية وناجحة، وهو ما يمكن أن يترجم إلى أفعال تلصصية، و”ما بدأ كشراكة بين أنداد، يمكن أن يتحول إلى علاقة غير سعيدة بين الحارس والسجان”. ما يعزز ذلك أن مراكز العاطفة في الدماغ (تلك التي تجعلنا نشعر بالغيرة) موصولة بشكل منفصل عن مراكز التفكير في الدماغ، وهذا يعني أن عواطفنا يمكنها تجاوز العقلانية والمنطق(6).
لذا، في أكثر أشكالها تطرفا، تمسي الغيرة الدافع الرئيسي لقتل الشركاء الرومانسيين، أو محاولة السيطرة على الشريك/ة وتضييق الخناق عليه/ا، كالمراقبة والمطاردة المستمرة للتأكد من وجهتهم المقصودة، أو التعدي على حريتهم وعزلهم عن الأصدقاء والعائلة، أو محاولة تقويض احترامهم لذاتهم وإقناعهم بأنه لن يكون هناك أي شخص آخر لديهم، والمطالبة بمعرفة مساره وإظهار عدم الأمان والخوف غير العاديين، وتوجيه اتهامات باطلة، والتشكيك المفرط في سلوكيات الشريك/ة ودوافعه/ا، وتفقد الرسائل الإلكترونية متوقعا إيجاد ما يشير إلى خيانة زوجية أو كذب، ومراسلته/ا دون توقف عندما يكونان في مواقع منفصلة.
قد تكون الغيرة الذكورية أكثر خطورة، ففي الدول الغربية وحدها 50-70% من النساء البالغات اللائي يتعرضن للقتل يتم قتلهن على يد الزوج أو الحبيب السابق، بينما يموت 3% فقط من الرجال المقتولين على يد شريكة حياتهم الحالية أو السابقة. ويميل الرجال والنساء أيضا إلى الاستفزاز بمحفزات مختلفة، بالنسبة إلى الرجال، عادة ما يكون احتمال الخيانة الجسدية أكثر إزعاجا، في حين أن النساء أكثر عرضة للانزعاج بسبب الخيانة العاطفية.
ولأن الغيرة قد تدفعنا لارتكاب أفعال لا تشبهنا أو تشكل الطريقة التي نشعر بها تجاه أنفسنا والعالم من حولنا، فنحن في أمسّ الحاجة إلى فهم أصولها والطرق المثلى للتعامل معها والوعي والجهد الذي يتطلبه للتغلب عليها، حيث إن ذلك هو حجر الأساس للعلاقات السليمة.
لماذا قد تنتابنا الغيرة والشك؟
استطلعت دراسة لـ”روبرت ريدل”، أستاذ علم النفس في جامعة إنديانا، جذور الشك والغيرة اللذين لا يستندان إلى أسباب واضحة(7)، لتستنتج أن الأشخاص الذين أظهروا تطرفا في غيرتهم بلغوا مستويات قصوى من القلق وانعدام الأمان وتدني احترام الذات، مرورا بتجارب سابقة صادمة كالتعرض للخيانة أو الهجر أو الإساءة. هي عقبات عاطفية قد لا يتمكن المرء من تخطيها، ليُقدَّر له أن يدور في حلقات مكررة وكأنه محكوم بالخداع أو الأذى أو الرفض؛ ما يهيئه لأن يكون يقظا في علاقاته اللاحقة.
يشرح “آمبر تروبلود”، معالج للزواج والأسرة، انعدام الأمن بكونه خوفا نابعا من عدم الاستحقاقية أو عدم الجدارة بأحد. فيما عنت الدكتورة “ليزا فايرستون”، مؤلفة كتاب “اقهر صوتك الداخلي النقدي”، بفحص الدونية من خلال ردها إلى الناقد الداخلي (الصوت الداخلي الناقد)، في علم النفس يعادي ذلك الصوت صاحبه، يهمس له بالأفكار والمشاعر المدمرة، ويدفعه إلى مقارنة نفسه بالآخرين وتقييمها والحكم عليها ومساءلتها(8). من شأن ذلك أن يغذي مشاعر الغيرة، داسا ملاحظات نقدية مشوشة مثل “سينتهي بك الحال بمفردك، عليك ألا تثق بأحد مجددا”.
تعتقد المعالجة النفسية “ماريسا بير” أن من يستشعرون نقص احترام الذات كثيرا ما يقارنون أنفسهم بالآخرين، يصدّقون أن من حولهم أفضل منهم وأن شريكهم سيتخلى عنهم عاجلا أم آجلا لأنهم ليسوا أذكياء أو جذابين أو ناجحين أو حتى مبدعين كفاية. تفضح تلك المشاعر عن نفسها على هيئة: الشك الذاتي، والغيرة، ولوم الذات، والوحدة؛ وقد تؤدي إلى سلوكيات ضارة، مثل التسوق القهري والأكل بنهم والغيرة والهوس في العلاقة.
القلق من المجهول وغير المؤكد وحده يمكن أن يبتكر أفكارا مثل: “ماذا لو وجد شريكي شخصا آخر أكثر جاذبية وتركني؟!”. الانغماس في تلك الأفكار المتصورة هو ما يصنع أزمة الثقة والسلوكيات التي سبق ذكرها، والتي تُشعر شريكك بأنه محاصر ومختنق في العلاقة.
تقتات الشكوك الذاتية من الغيرة، لتغرس بذور الشك والظن وعدم اليقين: “لماذا تعمل في وقت متأخر؟!”، “ماذا يفعل عندما أكون بعيدا؟!”، “لم يولي كل هذا الاهتمام لما تقوله؟!”؛ لكن السؤال الحقيقي: لماذا تعتقد أن شخصا ما يمكن أن يهدد علاقتك؟ يحدث ذلك لأنك تقارن نفسك دون وعي بشخص آخر معتقدا أنه أفضل منك بطريقة أو بأخرى، فيفاقم الشعور العميق بعدم الأمان، ويزيد من حدة الأحاديث الذهنية غير الصحية.
تبدأ في إخبار نفسك أن شريكك أو أطفالك أو أصدقاءك سيختارون ذلك الشخص الآخر بدلا منك للتواصل أو التسكع معه، ليمثل كل شخص تهديدا محتملا، وبالأخص أصدقاء شريك الحياة. وفي مثل هذه السيناريوهات، قد ينتهي بك الأمر إلى مطالبة شريكك بعدم مقابلة رفاقه، وقد لا يرضخ هو غير العالم بما يدور في ذهنك لمثل هذه المطالب. كتبت الدكتورة “ليزا فايرستون” أن توجيه الانتقادات تجاه طرف ثالث محسوس يهددنا من شأنه أن يكوّن أفكارا انتقادية تجاه أنفسنا لتتحول فكرة مثل “ماذا يرى فيها؟” إلى “إنها أجمل بكثير/أنحف/أكثر نجاحا مني”، لذا حتى وإن تحققت أسوأ مخاوفنا وتعرضنا للخيانة، فكثيرا ما نتفاعل مع الوضع من خلال توجيه الغضب إلى أنفسنا وإدانتنا(9).
ماذا أفعل كي أتخلص من الغيرة؟
أولا: لا تنكر شعورك
الاعتراف بالغيرة هو اعتراف بالحب وبالضعف، إنكارها يُذكي لهيبها، ويعاظم من سلطتها عليك، لذا اهدأ واقبل بعواطفك بروية دون التصرف بناء عليها. تعلم أن تُهدِّئ من روعك قبل الرد، سواء بالمشي أو بالتقاط أنفاس عميقة لكيلا يفلت منك ما قد يستوجب الندم. وعليه، يوجد ذلك النهج الموصى به فاصلا بينك وبين غيرتك، يمنعك من فقدان أعصابك أو الهلع، والانتباه إلى نوعية الأفكار التي قد تطرأ ببالك والوعي بما تشعر وعلة ذلك الإحساس. ويمكنك تفكيك غيرتك بالكشف عن السبب الجذري لها من خلال طرح الأسئلة الصحيحة.
إليك بعض الأسئلة لمساعدتك على فهم العواطف والمشاعر بشكل أفضل:
- ما الكلمات التي يمكنني استخدامها لوصف هذا الشعور؟
- ما الذي حفّز لدي هذه المشاعر؟من أين يأتي هذا الاعتقاد لدي؟
- إذا كان لهذه المشاعر صوت، فما الذي تحاول إخباري به؟
- ما العواقب التي قد تترتب على ذلك الشعور؟
ومتى ما علمت الباعث المتواصل لها، استطعت الرد على استفهامات كهذه، فهل يشعر الشريك الغيور بعدم الأمان لأنكما لا تقضيان الكثير من الوقت معا بوصفكما زوجين، أم هل كان شريكك غير مخلص في الماضي وأنت قلق من حدوث ذلك مرة أخرى؟(10) عندما نشعر بالغيرة يمكننا أن نفكر في الأحاسيس والصور والمشاعر والأفكار التي تولدها الغيرة، هل يثير السيناريو الحالي شيئا قديما، ديناميكية عائلية، أم تصورا ذاتيا سلبيا طويل الأمد؟ كلما تمكنا من ربط هذه المشاعر أو ردود الأفعال المبالغ فيها بالأحداث الماضية التي أوجدتها في المقام الأول، أصبحنا أكثر وضوحا في وضعنا الحالي.
ثانيا: كن يقظا متى تصبح غيرتك مؤذية
إذا كانت غيرة أحد الطرفين غير مبررة، فقد تكون هذه علامة حمراء، خاصة إن كانت الغيرة تتضمن ثورة وتوقعات غير واقعية واتهامات ولهجة هجومية، علاوة على ذلك إن لم تكن موقفا، بل نمطا سلوكيا متكررا. كن واعيا بأن الغيرة تجعلك تنظر عن كثب وربما عن تحيز لفكرة ما دون أن تتحرى الدقة.
في تلك الحالة، تجنب المواقف التي من المحتمل أن تثير لديك شكوكا كاذبة. في أحد الاستطلاعات، وجد الباحثون أن أولئك الذين شعروا بالغيرة يميلون إلى مراقبة نشاط شركاء حياتهم على منصات التواصل الاجتماعي، وكلما تعقبوهم على فيسبوك وجدوا المزيد من الأدلة التي تثير هلعهم؛ ما يؤدي إلى المزيد من التلصص وخلق حلقة لا تنتهي.
ثالثا: اخلق جوا من الثقة
حتى تتقي اتقاد الغيرة، اخلق جوا من الثقة والالتزام. لا تتصرف بما يمليه عليك صوتك الداخلي الناقد، من أن تستسلم أو تتوقف عن السعي لإنجاح هذه العلاقة أو انتقاد أو مهاجمة شريك حياتك، فتلك ديناميكية علاقة قد نجرح فيها من نحب ونقوض مشاعر الحب التي يشعر بها شركاؤنا تجاهنا ونثير مشاعرهم الخاصة بعدم الثقة والخوف، لنشجعهم دون عمد على أن يصبحوا أكثر انغلاقا وأقل انفتاحا بشأن مشاعرهم وأفكارهم وأفعالهم، وينطبق الحال ذاته علينا(11). ويتطلب بناء تلك الثقة ما سنتطرق إليه في النقطتين المقبلتين.
رابعا: أَولِ اهتماما لتعزيز احترامك وتقديرك لذاتك
هناك عدة طرق لتعزيز احترامك لذاتك، منها محاولة إبراز الأشياء الإيجابية فيك، بسرد إنجازات حياتك، أو القيام بما يجعلك سعيدا، أو اتباع تدريب في غاية البساطة يسمى “أنا كافي”، وهو أحد أشكال التأكيد الإيجابي المصمم لتحدي اللاوعي الذاتي وفك حصار الأفكار العقلية السلبية أو غير المفيدة.
تعد هذه الممارسة قوية جدا وفعالة في حال تكرارها عدة مرات في اليوم وممارستها بانتظام، فقد تأتي بنتائج طويلة المدى، وتؤثر في الطرق التي تفكر بها، وتشعر بها تجاه نفسك إذ تعالج منبع الغيرة وجها لوجه، ألا وهو الاعتقاد بأنك لست كافيا كما أنت. فبالتشديد على ذلك، وبحب ذاتك دون انتظار ذلك من أحد، يتغير الأمر الذي ترسله إلى عقلك(12)، فتحل التأكيدات الإيجابية محل السلبية، وترسل رسائل إيجابية، ويصبح هذا ما تعتقده؛ ما سيغير نظرتك إلى نفسك، من عديم القيمة إلى جدير، من غير محبوب إلى محبوب، من لا يكفي إلى كافٍ.
عندما ترى نفسك كافيا وجديرا ومحبوبا، لن يصبح هناك متسع للغيرة، لأنك قد تصالحت مع ذاتك ومع عيوبك. لا شك في أن الأمر يتطلب مستوى من النضج العاطفي للتعامل مع ذلك، واستعدادا لتحدي صوتنا الداخلي الناقد وجميع حالات عدم الأمان التي يولدها. يتطلب الأمر أيضا قوة إرادة للصمود ومقاومة التصرف بناء على ردود أفعالنا المتهورة الغيورة، وحينها نكون أكثر أمانا في أنفسنا وفي علاقاتنا.
إحدى الطرق الأخرى التي ينصح بها هي سرد 101 شيء تحبه فيك. قد يبدو الرقم كبيرا، لكن هناك سبب وجيه لذلك. لا يتعين عليك إجبار نفسك على كتابتها دفعة واحدة. خذ وقتك، ويمكن أن يكون الأمر بسيطا، مثل: “أحب رؤية نفسي في المرآة”(13). بحلول إعدادك للقائمة، سيكون لديك ما يتجاوز المئة سبب لتحب نفسك وتدرك استحقاقك لتلك المحبة.
خامسا: صارح شريك حياتك بتلك الغيرة
لكي لا تسيطر عليك الغيرة تماما، جد شخصا مناسبا للتحدث معه وطريقة صحية للتعبير عما نشعر به. الأشخاص الذين يدعمون الجانب الإيجابي منا، والذين يساعدون في منعنا من اجترار أحزاننا أو الانغماس في أحزاننا هم الأصدقاء الذين نريد التحدث إليهم عن غيرتنا. التنفيس لهؤلاء الأصدقاء أمر جيد ما دام أن الأمر يتعلق بالتخلي عن أفكارنا ومشاعرنا غير المنطقية، مع الاعتراف بأنها مبالغ فيها وغير عقلانية(14). لنتخفف منها ونمضي قدما.
من المهم الحفاظ على اتصال مفتوح وصادق في تواصلك مع شريك حياتك وطرح موضوع الغيرة عليه. لا تحاول خوض حوار قبل النوم مباشرة أو عندما تكون على وشك الخروج. وأَولِ اهتمامك للطريقة التي تتحدث بها: إذا عبرت عن الغضب أو السخرية، أو وجهت الاتهامات إلى شريك حياتك، فلن يساعدكما ذلك. يجب أن تكون مباشرا، لكن ليس عدائيا، اشرح مشاعرك بهدوء، وناقش كيفية إيجاد حل.
سيمكنك هذا من أن تكون أكثر رضا، ويمنع شريكك من الشعور بالارتباك بسبب سلوكك الغيور. إذا كنا نأمل بالحصول على ثقته ولكي يتمتع بثقتنا، فعلينا أن نستمع إلى ما يقولونه دون أن نكون دفاعيين أو متسرعين في إصدار الأحكام. لا يتعلق خط الاتصال المفتوح هذا بتفريغ مخاوفنا على شريكنا، وإنما بالسماح لأنفسنا بأن نكون متصلين به، حتى عندما نشعر بعدم الأمان أو الغيرة. هذا يساعد بشكل طبيعي شريكنا على فعل الشيء نفسه، فقد لا يكون شريكك قد لاحظ هذا السلوك، أو ربما لم يدرك شعورك حيال ذلك. اغتنم الفرصة للتحدث عن أي حدود للعلاقة قد ترغب في إعادة النظر فيها، أو ناقش طرقا للحفاظ على علاقتك قوية.
إذا كنت تثق بشريكك ولكن لديك شكوك بسبب تجارب العلاقات السابقة، فحاول إيجاد بعض الطرق التي يمكن أن تساعد بها كلاكما في تحسين الموقف. كأن تتخذ قرارًا بتغيير سلوكك وأن تقتنع أنك لا تستطيع التحكم في سلوكيات وقناعات ومشاعر الطرف الآخر على الدوام، لكن يمكنك التحكم في ردة فعلك، وإذا لزم الأمر اطلبا المساعدة المهنية كزوجين.
أدوات ستساعدك
- كتاب “التغلب على الغيرة والتملك”
في كتاب “التغلب على الغيرة والتملك (Overcoming Jealousy and Possessiveness)” قد يعينك المعالج النفسي “بول هوك” على تجاوز شعورَي الغيرة والتملك من خلال تطبيق مبادئ العلاج الانفعالي العقلاني (RET) الذي سبق أن وضعها عالم النفس “ألبرت إليس”، وتنص بشكل أساسي على أن العلاج يكمن في التفكير المنطقي. ما يرمي إليه “هوك” هو إبراز حقيقة أن الغيرة ليست سوى عاطفة مكتسبة يمكن الخلاص منها بمجرد استئصال مصدرها وتبني منظور جديد عن نفسك وعن الآخرين (غير مترجم إلى الآن).
————————————————————————————–
المصادر:
- Sarah DiGiulio, What your jealous feelings are telling you and What you should do about them?. (2019)
- Michelle B, Why You Feel Jealous And How To Use It to Your Advantage. (2019) Sara Eckel, Listening to Jealousy. (2016)
- Esther Perel Q&A Part I: Jealousy & Modern Relationships
- Sarah DiGiulio, What your jealous feelings are telling you and What you should do about them?. (2019)
- Sheri Stritof, How to Deal With Jealousy in a Relationship (2022)
- Harini Natarajan, What Causes Jealousy In A Relationship? How To Stop It? (2022)
- Jealousy And The Toll It Takes, (2021)
- PsychAlive, How to Deal with Jealousy
- Gwendolyn Seidman Ph.D, What’s Really Behind Jealousy, and What to Do About It, (2014
- Sheri Stritof, How to Deal With Jealousy in a Relationship (2022)
- Kelsey M, Green With Envy? Here’s How to Stop Being Jealous, According to Psych Experts (2021)
- Marisia Peer, How To Stop Being Jealous—7 Ways To Get A Grip On Jealousy. (2020)
- Centerstone.Org, Jealousy And Relationships
- Michelle B, Why You Feel Jealous And How To Use It to Your Advantage. (2019)