وأشار -في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” (2022/9/9)- إلى أن صناع السياسات لا يجوز لهم التلاعب بأسعار مصادر الطاقة بهذه الطريقة، لأنها تجعل الدول الأوروبية في وضع تصادمي في ظل امتلاك روسيا لموارد الغاز.

جاء ذلك على خلفية أن اقتراح سقفٍ لسعر الغاز الروسي لم يحظ بدعم واسع من وزراء الطاقة بالاتحاد الأوروبي خلال نقاشهم مقترحات تقدمت بها المفوضية الأوروبية لمواجهة ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز، في حين قالت موسكو إن أسعار الطاقة يحددها الطلب وإن مساعي دول مجموعة السبع لوضع سقف للأسعار لن تحقق الهدف منه.

وذهب بروس إلى أن موسكو تحاول إثارة القسمة بين الدول الأوروبية، ويجب عليها أن تكون مستعدة لذلك، عن طريق تحمل فروق أسعار الغاز الغالية، بخاصة أنه لا يمكن فرض مقاطعة للغاز الروسي لاعتماد أوروبا عليه، وهذا ما يجعلها تقوم بأمور محددة رغما عنها لا تخدم مصالحها.

تفكيك الوحدة الأوروبية

من جهته، رأى ماتياس بروغمان رئيس تحرير صحيفة “هندسبلات” الألمانية أن روسيا تحاول استخدام هنغاريا لتفكيك وحدة الصف الأوروبية، معتبرا أنه لا ينبغي تحديد سقف لسعر الغاز القادم من روسيا، بل كل الغاز المستورد القادم حتى من الدول الصديقة، لأن سوق الغاز تخضع للتلاعب بشكل كبير.

أما الباحثة في الدبلوماسية الاقتصادية وأمن الطاقة ليونيلا ليكا، فقالت إنه هناك وضعا طارئا من أجل تنويع مصادر الطاقة، بخاصة أن هناك عوامل تؤثر في حاجة الدول من ضمنها ارتفاع الاستهلاك أو انخفاضه، موضحة أنه سيُنظر خلال الأسبوع القادم في هذه المسألة لاتخاذ قرارات بشأنها.

ورأت أنه لا ينبغي الخضوع لمنطق التهديد الروسي لأن موسكو تريد فرض واقع معين مستغلة الأحداث السياسية، كذلك أشارت إلى وجود فروق من حيث الهياكل بين الدول الأوروبية في تعاملها مع مسألة الغاز.

ومن ضمن المقترحات التي سيناقشها وزراء الطاقة ترشيد الاستهلاك في أوقات الذروة، بالإضافة إلى وضع سقف لأسعار الغاز الروسي، كما يناقش وزراء الطاقة مقترح فصل أسعار الكهرباء عن الغاز.

ونقلت “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal) عن وثيقة أوروبية أن الاتحاد الأوروبي سيقترح تقليل كل دولة استهلاكها الإجمالي للكهرباء بنسبة 10%.

المصدر: الجزيرة