د.خالد أحمد الحاج يكتب : في ناس كده
تحبير
د.خالد أحمد الحاج
في ناس كده
* ما يؤسف له أن معدلات الجريمة في ازدياد مستمر رغم أن ديننا الحنيف قد حرم السرقة واعتبرها من الممارسات غير المرضي عنها لأن الكسب في هذه الحالة مصدره حرام، وبالرغم من تحذيرات الأئمة والدعاة من هذا الفعل إلا أن أساليب الاحتيال لسرقة عرق الآخرين تتفوق على البحوث والدراسات وتتصدر الميديا أكثر من أعمال البر والإحسان.
* ما يدعو إلى الحيرة فعلا أن إغاثة متوجه بها لمناطق متأثرة بالفيضانات تنهب في وضح النهار، إنهيار القيم هذا يحتاج بالفعل إلى حزمة قيم وتنبيه مستمر، حقيقة إن النفس لأمارة بالسوء إلا من رحم ربي.
* إنهيار القيم يولد حالة من الفوضى، وتراجع الفضيلة ليحل محلها الطمع، والبحث السريع عن الغنى، ألم تلاحظوا أن التهريب قد ازداد خلال الفترة الأخيرة بصورة مزعجة، ربما كان تهريب معدن الذهب، وما يسببه من ضرر للاقتصاد والأمن القومي يجعلنا نسأل ما الذي جعل البعض يفكرون بهذه الطريقة ؟ تفنن في أساليب إخفائه أولا يدري من يفعل ذلك أنه يتسبب في معاناة شعبه وزيادة الضائقة عليهم، غير تسببه في تشريد الطلاب من المدارس، وإضعاف العملة الوطنية لأن انتعاش الجنيه مربوط بصادر الذهب.
* ما يدعو للأسى فعلا أن البعض لا هم لهم سوى ترويج المخدرات، لا يكترسون كثيرا إن فقدت الدولة رصيدها من قوى المستقبل (الشباب)، المهم عندهم الكسب، في اعتقادي أن ما يتم رصده من حالات تهريب بالمطارات والموانئ البحرية والطرق القومية قليل مقارنة بما يتم بطرق أخرى، من كانت هذه أفعاله، لا أعتقد أن له علاقة بدين البتة، وإلا لما تجرأ على المولى عز وجل، وسعى لتدمير عقول شبابنا.
* المجتمع بحاجة إلى مشروع إصلاحي متكامل، نواته الأسرة، مروراً بالمدرسة، والشارع، ومجموعة الرفاق، والجامعة، نريد مشروعاً منهجيا يخاطب القضايا الملحة بأسلوب شيق وسهل، دون أن يؤدي ذلك للتجريح، أو التقليل من قيمة المذنب، فهو في النهاية بشر، والبشر يخطئون ويصيبون، المهم الاعتراف بالخطأ، والسعي لتداركه، النفس البشرية تألف الخير، وتأبى الظلم والتظالم لأنه محرم.