
(تعدد المبادرات) .. هل سيحل الأزمة السودانية.. أم يعقدها…؟
تقرير: سنهوري عيسى
تطاول أمد الأزمة السودانية ، بينما تذداد الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية سوءا يوماً بعد يوم ، في ظل غياب الحل والتوافق بين القوي السياسية رغم تعدد المبادرات المطروحة لحل الأزمة السودانية.
وبرز ثمة سؤال جوهري عن تعدد المبادرات .. هل سيسهم في حل الأزمة السودانية.. أم يعقدها… وما فرص الحل لتجاوز الوضع الراهن بالبلاد….؟
وتباينت آراء القوي السياسية عن تعدد المبادرات ودوره في الحل الأزمة السودانية أو تعقيد المشهد، بينما تري قوي سياسية أن تعدد المبادرات أضر بالأزمة السودانية وآخر الحل، تري قوي سياسية أخري، أن تعدد المبادرات يهدف إلى إعادة النظام السابق ، بينما تري قوي سياسية أخري، أن كل المبادرات تسبح ضد تيار الثورة السودانية ، وتسير عكس عقارب ساعته
أضرار تعدد المبادرات
ويري الاستاذ حسن رزق رئيس التيار الإسلامي العريض، إن تعدد المبادرات أضر بالأزمة السودانية وعقد المشهد لتمسك كل صاحب مبادرة بمبادرته التى يري أنها الحل، بجانب رفض بعض الأطراف السياسية لهذه المبادرة أو تلك لكونها لا تحقق مصالحها ، مما عقد المشهد السياسي وصعب مهمة الوصول إلى حل وتوافق سياسي لإكمال مهام الفترة الانتقالية وإجراء الانتخابات.
فرص حل الأزمة السودانية
وأكد رئيس التيار الإسلامي العريض، أن فرص حل الأزمة السودانية تكمن في جمع المشتركات المتوافق عليها، وجمع المختلف عليها والجلوس لمناقشة الموضوعات والقضايا المختلفة حولها للوصول إلى توافق يفضي إلى إكمال مهام الفترة الانتقالية وإجراء الانتخابات
التعدد يعكس أهمية الوصول لحل
ولكن عادل خلف الله الناطق باسم حزب البعث العربي الاشتراكي، يري أن تعدد ما يطلق عليها بالمبادرات فى جانب منها تعكس شعورا عاما عن أهمية التوصل لحل لما وصلت الى اوضاع البلاد فى كل المناحي بعد انقلاب 25 اكتوبر الماضى ، كم أن تعددها يعكس فى جانب منه فشلها ايضاً و تقاصر مضمونها عن بلوغ سقف الحل الذى يعبر عن حقيقة الصراع وتمسك قوى الحراك الشعبى السلمى بتطلعاتها وعدم استعدادها للتفريط فيها ، مهما تعاظمت التضحيات.
الدوان في فلك التسوية
واضاف خلف الله : المبادرات تتعدد عناوينها ، وتدور فى فلك ما يسمى بالتسوية او المصالحة وفى اطار شراكة مع من قوضوا الانتقال بالاستيلاء على السلطة بالانقلاب،رغم التحسينات البلاغية والمبررات التى تقترن بتوالدها ، وهى بذلك لا تقدم لا حل ولا جديد .
الحل الوحيد
وأكد خلف الله ، أن الحل الوحيد والمتمسكة به قوى الحراك، هو اسقاط الانقلاب وانتهاء ما ترتب عليه لتأسيس دستوري انتقالى جديد، فى قصر فترة، تقوده سلطة مدنية ديمقراطية ،وفق برنامج محدد المهام ومحدود المؤسسات، متوافق عليه من قبل مكونات أوسع جبهة من قوى النضال والحراك السلمى ، تنقل البلاد لمرحلة متقدمه ،باجراء انتخابات شفافة وديمقراطية.
تحديد مواقف أصحاب المبادرات
وطالب عادل خلف الله، أصحاب المبادرات بان يكفوا عن مبادرة اخرى، ويحددوا موقعهم .. هل هم مع قوى الديمقراطية والتحول الديمقراطى .. ام مع الانقلاب وشرعنة سلطته … فلا توجد منطقة وسطى .
واضاف: ما عدا ذلك خدمة لخطة قائد الانقلاب لشراء الوقت بالارباك والمناورة ، والتى لم تخف حقيقة تشبثه وتفرده بالسلطة .
عكس عقارب ساعة الثورة
وفي السياق ذاته يري كمال كرار عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي، أن كل هذه المبادرات تتجه عكس عقارب ساعة الثورة حين تختزل الأزمة وكأنها تتمثل في عدم التوافق السياسي، بينما حقيقة الوضع ان هنالك انقلاب عسكري قطع الطريق علي الانتقال، ويريد ان يعيد انتاج النظام البائد
واضاف كمال كرار: إذن كل المبادرات لا تتطرق لكيفية اسقاط الانقلاب او استكمال مهام الثورة، واصحابها يريدون تكوين حكومة مدنية تحت ظل العسكر.
مواصلة النضال الجماهيري
وأكد كمال كرار ، أن الامر المهم ان معظم من قدموا المبادرات هم جزء لا يتجزأ من الانقلاب ومن الداعمين له والمتواطئين معه.
واضاف كرار : ان الحل للازمة، يكمن في طريق التغيير الجذري واللاءات الثلاثة ، ومعناها مواصلة النضال الجماهيري حتي اسقاط الانقلاب.
المبادرات لاستمرار بقايا النظام السابق
وفي السياق ذاته يري احمد حضرة القيادي بالتجمع الاتحادي وقوي الحرية والتغيير المجلس المركزي، أن دمج المبادرات يعني أن تأخذ من كل مبادرة من طالحها وان كان فيها صالح لترضي وتشرك جميع اصحاب المبادرات وليس الغرض الأساسي منها إيجاد حل حقيقي وان كان مدرجا في مبادرة واحدة ولكنه الحل السليم .
واضاف حضرة : هذا الدمج يعني إشراك أصحاب المبادرات المقدمة في الهياكل التي يفترض أن تقوم بالتنفيذ للصيغة النهائية المفترض انها ستحل الاشكالية أي إشراك بقايا النظام ومن تعاونوا مع عساكر الانقلاب وهذه هي المشكلة الكبيرة محاولات عودة الفلول بمختلف السبل والطرق وهذا الدمج هو احدي اجتهاداتهم في العودة.
المحافظة على المصالح
ومضى حضرة الي القول: لا يعقل أن يسهم من كان سبباً في المشكلة اصلا ودعم مدبري ومنفذي الانقلاب لمصالحه الخاصة ولم يراعي الضرر الكبير علي الوطن والمواطن وللأسف لازال يطمع في إن يكون هو من يقدم الحلول لضمان بقائه للمحافظة علي مصالحه وليس لايجاد حل حقيقي لأزمة البلد .
تجاوز محطة المبادرات
لكن الاستاذ علي يوسف تبيدي القيادي بالحزب الاتحادي الديموقراطي يري أن الأزمة تجاوزت محطة المبادرات واصبح هناك إعلان دستورى اوسياسي لعدد من الكتل والتحالفات السياسية تطرح فيه رؤيتها لخارطة طريق لاكمال الفترة الانتقالية، إلا ان سمة خلافات متابينة بين القوى السياسة في بعض التحالفات تعطل الإعلان الدستوري وهناك عنصر استطحاب بعض القوي الجديدة للمشهد خلق خلافات مثل انضمام الاتحادي الاصل والمؤتمر الشعبي.
تحمل القوي السياسية لمسؤولياتها
واضاف تبيدي : يجب ان تستوعب كل القوى السياسية التي تؤمن بالديمقراطية ودولة القانون وهذا سوف يساهم في نجاح الفترة الانتقالية واكمالها حتى نتجنب اخطأ الفترة السابقة التي صاحبت ادائها كثير من الهنات مثل احتكار الشعب وممارسة الإقصاء ، ونأمل أن تتحمل القوى السياسية مسؤولياتها التاريخية والتواضع من أجل الوطن وهموم المواطن.