
إقالة مسؤولين أوكرانيين كبار بسبب الجواسيس وموسكو ترفض إشراك دول أخرى بمحادثات الحبوب
أقر البرلمان الأوكراني اليوم الثلاثاء إقالة رئيس الأجهزة الأمنية إيفان باكانوف، والنائبة العامة إيرينا فينيديكتوفا باقتراح من رئيس البلاد فولوديمير زيلينسكي بسبب عجزهما عن مكافحة الجواسيس والمتعاونين مع روسيا، في حين رفضت الأخيرة مشاركة دول أخرى في محادثات أزمة الحبوب الأوكرانية العالقة، والتي تستضيفها تركيا حاليا بمشاركة الأمم المتحدة.
وقال البرلماني الأوكراني ديفيد أراخاميا على حسابه في تليغرام ونواب آخرون إن البرلمان صوت لصالح إقالة رئيس الأجهزة الأمنية والنائبة العامة، وذلك باقتراح قدمه الرئيس زيلينسكي.
وكان زيلينسكي قال أول أمس الأحد إنه سيستغني عن رئيس الأجهزة الأمنية والنائبة العامة لعدم كفاية الجهود التي يبذلانها في مكافحة الجواسيس. وقال الرئيس الأوكراني “قررتُ إعادة النظر في بعض المسؤولين داخل إدارة الأجهزة الأمنية”، في حين اشتبه بارتكاب 3 من كبار المسؤولين في هذه المؤسسة الخيانة العظمى في الأشهر الأخيرة.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أنه اليوم الثلاثاء نُشر مرسوم رئاسي يقضي بإقالة فولوديمير هوربنكو من منصب نائب رئيس جهاز الأمن الأوكراني.
وقال أندريه سميرنوف، نائب رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية -أمس الاثنين في تصريحات متلفزة- إن أوكرانيا سوف تستمر في تحديد هوية الأشخاص الذين “يعملون لصالح العدو، والذين يسربون معلومات للعدو في الشهر السادس من الحرب”.
وستدخل الحرب في أوكرانيا شهرها السادس في 24 يوليو/تموز الجاري، وليس هناك حصيلة إجمالية لعدد القتلى المدنيين بسبب الصراع حتى الآن.
الأسطول الروسي
وعلى الصعيد الميداني، قال فولوديمير هافريلوف نائب وزير الدفاع الأوكراني إن أوكرانيا تستعد لتدمير أسطول البحرية الروسية في البحر الأسود بأسلحة غربية، وتستعد أيضا لاسترجاع شبه جزيرة القرم (جنوب).
وأضاف هافريلوف في مقابلة مع صحيفة “التايمز” (The Times) البريطانية أن الجيش الأوكراني كان يبني قدراته الصاروخية المضادة للسفن للحماية من التهديد الروسي.
وأكد أن بلاده كانت تنتظر استلام أسلحة بعيدة المدى من الدول الأخرى (الداعمة) لشن هجوم على القوات الروسية.
كما أوضح أن استهداف الأسطول الروسي أمر لا مفر منه وضروري لضمان أمن الشعب الأوكراني وفق تعبيره.
ويمثل أسطول البحر الأسود ذراع موسكو الممتدة نحو المياه الدافئة، وتعتبره روسيا حائط صد على حدودها الجنوبية. ويبدو تأثيره واضحا في حرب روسيا الدائرة على أوكرانيا.
وتتركز هذه القوة البحرية في البحر الأسود وبحر آزوف، وتضم سفنا حربية وزوارق قتالية وغواصات وفرطاقات.
وقد أعلنت أوكرانيا في أبريل/نيسان الماضي أن الطراد “موسكفا” (السفينة الرئيسية في الأسطول الروسي بالبحر الأسود) غرق بعد استهدافه بصاروخين مضادين للسفن، وقد وصفت كييف ذلك بأنه “حدث عسكري هائل”، و”أكبر خسارة للأسطول الروسي منذ الحرب العالمية الثانية”.
بينما نفت روسيا استهداف طرادها الشهير وأكدت أنه غرق في أثناء عملية سحبه متأثرا بعاصفة وظروف جوية سيئة.
دونيتسك وخيرسون
وفي جبهات دونباس شرقي أوكرانيا، قال بافلو كيريلينكو حاكم مقاطعة دونيتسك إن شخصا واحدا على الأقل قتل اليوم الثلاثاء في هجوم روسي بالصواريخ على وسط مدينة كراماتورسك، مضيفا أن الهجوم أحدث انفجارات مدوية وأدى إلى نشوب حريق في مبنى سكني.
وكان هناك عمال إنقاذ في موقع الهجوم. وأظهرت صورة -نشرها كل من أولكسندر هونتشارينكو رئيس بلدية كراماتورسك، ومجلس المدينة عبر الإنترنت- أعمدة دخان تتصاعد من مبنى سكني.
وفي خيرسون جنوب شرقي أوكرانيا، قال مسؤول إقليمي معين من روسيا اليوم إن القوات الأوكرانية قصفت جسرا رئيسيا في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في جنوب أوكرانيا بصواريخ هيمارس التي زودتها بها الولايات المتحدة.
ويقول محللون عسكريون إن أنظمة صواريخ المدفعية العالية الحركة (هيمارس)، التي وصلت حديثا والأكثر دقة وأبعد مدى من قطع المدفعية الأخرى، يمكن أن تغير الموازين لمصلحة كييف في محاولتها شن هجوم مضاد في جنوب أوكرانيا.
وفي مقطع فيديو نشرته وكالة “تاس” الروسية للأنباء، قال كيريل ستريموسوف نائب رئيس الإدارة التي عينتها موسكو لمنطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا؛ إن كييف قصفت جسر أنتونيفسكي وأصابته بأضرار لكن من دون أن يلحق أذى بأحد.
والجسر الذي يبلغ طوله كيلومترا واحدا هو إحدى نقطتي عبور فقط إلى الأراضي التي تسيطر عليها روسيا على الجانب الغربي من النهر، وهي الأراضي التي تشمل خيرسون المدينة الرئيسة في المنطقة والتي كان يقطنها 280 ألف نسمة قبل بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.
واستولت روسيا على خيرسون والمنطقة المحيطة من دون مقاومة تُذكر في الأيام الأولى من الحرب، لكن المسؤولين الأوكرانيين تحدثوا عن هجوم مضاد مزمع تُستخدم فيه الأسلحة المقدمة من الغرب لاستعادة المنطقة.
ملف الحبوب
وفي جانب آخر، عبرت موسكو عن رفضها إشراك دول أخرى في مفاوضات تصدير الحبوب العالقة من أوكرانيا. وتجري حاليا مفاوضات بين مسؤولين عسكريين من تركيا وروسيا وأوكرانيا، إضافة إلى وفد من الأمم المتحدة.
ودعا سيرغي فيرشينين نائب وزير الخارجية الروسي إلى عدم تسييس مسألة تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية، مشددا في تصريحات صحفية، قبيل هذه المفاوضات المرتقبة في تركيا، على عدم إلقاء اللوم على روسيا باستمرار حالة الأمن الغذائي في العالم بأسره.
وقالت الخارجية الروسية إنه إذا أزالت أوكرانيا الألغام من الموانئ، فسيتم ضمان عبور سلمي لسفن الشحن، وذكرت الوزارة أن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا بواسطة سفن مخصصة لنقل الحبوب أمر غير ممكن.
وفي 13 يوليو/تموز الجاري، استضافت مدينة إسطنبول التركية اجتماعا عسكريا بمشاركة مسؤولين من تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة لمناقشة سبل نقل الحبوب الأوكرانية العالقة.
وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار آنذاك أن المجتمعين اتفقوا على إنشاء مركز تنسيق في إسطنبول يضم ممثلي الأطراف المعنية.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” (Sputnik) الروسية عن مصدر وصفته بالمطلع أن المشاركين في محادثات حل أزمة الحبوب العالقة نجحوا في “إحراز تقدم جاد”، وأشار المصدر إلى أنه لا تزال هناك “مشكلات فنية” تتعلق بالجولة التالية من المفاوضات.
وأعرب الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مؤخرا عن أمله في التوصل إلى اتفاق بشأن استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود خلال الأسبوع الجاري.