العميري..كان نضيف اكتر من الصفاء الإنساني..
العميري..كان نضيف اكتر من الصفاء الإنساني..
___
يكتب / هيثم الطيب،بين صاحي ونايم في صباحية جنب النيل
وكدة..!!
+ 4/يوليو /1989م
رحل عبد العزيز العميري،بين صوته وصوتنا فيه كبلد وناس وأحلام،الوحيد الكان بجري وبسابق الريح عشان يكتب أحلامه الواسعة والخاصة والعامة،كان بجري والله واضع فيهو القوة والطاقة واللطافة والاحتمال عشان يحقق حاجاتو،كان بجري عشان عايز يكتب الصورة المثالية للبلد وبكرة،كان بجري عشان شايف في جواهو أحلام كتيرة بتطلع منو في ونستو،قصصو،خوفه،
همسه،صرخاته الحميمة البسمعها لوحده،دي قيمة الفنان صرخاته الصعبة بسمعها براهو،والبقية اللطيفة للناس،كان بجري وبصارع عشان تفاصيله الكتيرة دي عايزة اكتر وزمن أجمل،بنتخيل إنو كان بقول،البطلع مني في يوم واحد مفترض يكون بساوي مية يوم من الجواي،لازم اليوم بي مية..
جملة لطيفة ،ونديانة ومليانة بعمق مخيف وخيال صعب يضعف وينهزم ويتراجع،خيال شايف حكمة الإبداع في ثورته وثورة الإبداع في حكمته،خيال عايز يختصر المسافات زي القطر،خيال عايز آلة كاتبة سريعة جدا تطلع حاجات السنين الجواهو في أيام قليلة،وقليلة أيام عمرو كانت،وكانت كتيرة ماشة وجاية ،مقلقة،وبتنقط زي موية الزير ومرات تنزل زي موية بابور الموية،ومرات تجري ومرات ترقد جنب البحر،ومرات تعمل جكة خفيفة ومرات سريعة..
الأيام عندو مقلقة،يمكن كانت بتحس إنها بسيطة والثانية الواحدة لازم تساوي سنة جري شديد..
جري شديد كانت حياته،شديدة حياته في اتجاه حق شايفاهو عيونه البتطل على حلمي وحلمك في البلد،حياته الشديدة دي كانت بتقول (يا نديدي)،وبعدها كل سوداني بغني (يا نديدي)،مليانة بيهو كحلم سوداني انقطع بعد أربعة يوم من انقلاب عسكري،وبقى مارق..
مارق فينا كغنا..
وداخل فينا عمرا سمح زي العميري..
العميري السمح بعد كم وتلاتين سنة صوت وصورة حاضرة هناك مع المراكبية في النيل..
ومعانا..
ومعانا..
سمحة زي ابتسامة البت النازلة التحتانية تغني (بيتنا نضيف ومرشوش)..
كان نضيف اكتر من الصفاء الإنساني المثالي..