( الخارجية وفولكر ) .. ما وراء الاستدعاء …؟
( الخارجية وفولكر ) .. ما وراء الاستدعاء …؟
تقرير : العهد اونلاين
استدعاء وكيل وزارة الخارجية السفير دفع الله الحاج علي، الأربعاء, لفولكر بيرتس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، رئيس بعثة ( يونيتامس)، وإبلاغه لفولكر إستياء وعدم رضا حكومة السودان تجاه التصريحات الإعلامية التي صدرت منه بشأن تظاهرات (٣٠) يونيو قبيل انطلاقتها، طرح عدة تساؤلات عن ما وراء الاستدعاء ودلالاته ومستقبل العلاقة بين الحكومة ومبعوث الأمم المتحدة بالسودان.
وكان وكيل وزارة الخارجية حسب بيان صادر من الوزارة قد أكد أن مثل هذه التصريحات غير مقبولة لما فيها من وصاية ومساس بالسيادة الوطنية.
وطرح استدعاء فولكر بيرتس من قبل وزارة الخارجية سؤالا جوهريا .. هل الاستدعاء مقدمة لطرده لتجاوزه تفويضه ومسه للسيادة الوطنية .. أم محاولة لترويضه لتغيير مواقفه وايقاف تصريحاته السالبة والتى تثير غضب الحكومة السودانية، ودفعه إلى تسهيل عملية الحوار السوداني والتوصل إلى تسوية للأزمة السياسية السودانية…؟
تجاوز التفويض
ويري خبراء دبلوماسيون ومحللون سياسيون، أن فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان، ظل يتجاوز تفويضه وتكررت تصريحاته السالبة، وأمام الحكومة السودانية خيارات محددة للتعامل مع فولكر بيرتس.. أم بطرده بتقديم طلب للأمم المتحدة بأنه أصبح شخصاً غير مرغوب فيه، أو تقديم طلب بإنهاء تفويض البعثة الأممية بالسودان، بينما بري خبراء دبلوماسيون إن استدعاء فولكر بيرتس من قبل وزارة الخارجية، قصد به إبلاغه غضب واستياء الحكومة السودانية من التصريحات بشأن التظاهرات السلمية، وتذكيره بأن الحكومة السودانية يمكن أن تطرده ، بجانب الضغط على فولكر لترويضه وايقاف تصريحاته السالبة ضد الحكومة السودانية والتركيز على دور المسهل في عملية الحوار السوداني من التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة السودانية.
تكرار تجاوزت فولكر
ويري بروفيسور حسن الساعوري المحلل السياسي والاستاذ بالجامعات السودانية، أن فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان، ظل يكرر تجاوزته لتفوبضه ويمس بتصرفاته وتصريحاته السيادة الوطنية.
واضاف الساعوري: حديث فولكر عن مظاهرات 30يونيو قبيل انطلاقها هي ليست المرة الأولى لتجاوزت فولكر وليست الأخيرة ، ولذلك تم استدعاؤه من قبل وزارة الخارجية لإبلاغه باستياء الحكومة السودانية من تصريحاته وأنها تمس السيادة الوطنية وأنه تجاوز تفويضه..
خيارات الحكومة للتعامل فولكر
وحول خيارات الحكومة السودانية للتعامل فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان وتجاوزاته المتكررة يقول بروفيسور حسن الساعوري، إن الحكومة السودانية أمامها خيارات محدودة.. أم أن تطرد فولكر بيرتس بتقديم خطاب للامم المتحدة بأنه شخصاً غير مرغوب فيه، وتقوم الأمم المتحدة بتغييره بشخص آخر.. أو تقديم طلبا للأمم المتحدة بإنهاء مهام بعثتها في السودان.
واضاف دكتور الساعوري: إنهاء مهام البعثة الأممية بالسودان يحتاج إلى موافقة من مجلس الأمن الدولي، ولكن طرد فولكر بيرتس باعتباره شخص غير مرغوب فيه وتغييره بشخص آخر أمر ممكن وهذا خيار ساهل يمكن تحقيقه من قبل الحكومة السودانية بالتعاون مع الأمم المتحدة.
غضب واستياء الحكومة
وفي السياق ذاته يري السفير الرشيد ابوشامة المحلل السياسي والخبير الدبلوماسي، أن استدعاء فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان ومن قبل وزارة الخارجية يعكس غضب واستياء الحكومة السودانية من تصريحات فولكر بيرتس بشأن تظاهرات 30 يونيو قبيل انطلاقتها.
واضاف ابوشامة : لذلك جاء الاستدعاء لفولكر لإبلاغه باستياء الحكومة السودانية من تصريحاته التى تري فيها مساس بالسيادة الوطنية والوصاية، وتذكيره بتفويضه، ودوره كمسهل في الحوار السوداني .
ترويض فولكر
ولم يستبعد السفير الرشيد ابوشامة، أن يكون استدعاء فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان من قبل وزارة الخارجية، محاولة لترويضه وتغيير مواقفه، وايقاف تصريحاته السالبة تجاه الحكومة السودانية، ودفعه لتحريك عملية الحوار السوداني عبر الآلية الثلاثية للحوار من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة السودانية.
استبعاد طرد فولكر
واستبعد السفير الرشيد ابوشامة، أن تقدم الحكومة السودانية في الوقت الراهن علي طرد فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان، واضاف: طرد فولكر ليست من مصلحة الحكومة السودانية ، وستخسر الداعمين الدوليين، لاسيما وأن فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان جزء من الآلية الثلاثية للحوار التى تضم الي جانب الأمم المتحدة، الإتحاد الإفريقي ومنظمة الايقاد، وبالتالي ليست من مصلحة الحكومة السودانية طرد فولكر.
واضاف السفير الرشيد ابوشامة: الحديث عن طرد فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان مجرد إشاعة، ولكن الحكومة السودانية ستضغط على فولكر بيرتس لتغيير تصريحاته السالبة وستسعي الي ترويضه وليست طرده.