( الخرطوم وبكين) .. الخط الملاحي البحري المباشر .. هل ينعش الشراكة…؟
( الخرطوم وبكين) .. الخط الملاحي البحري المباشر .. هل ينعش الشراكة…؟
تقرير: العهد اونلاين
حظي تدشين الخط الملاحي البحري المباشر بين ميناء بورتسودان والموانئ الصينية ، وتوقيع اتفاقية الشراكة بين شركة قرين رود الصينية وشركة الخطوط البحرية السودانية ، بترحيب واسع من خبراء الاقتصاد واتحادات أصحاب العمل السوداني والغرف التجارية ورجال الأعمال بالبلدين.
وتوقع خبراء اقتصاديون ورجال أعمال، أن يسهم تدشين الخط الملاحي البحري المباشر بين السودان والصين في زيادة التبادل التجاري بين البلدين، وسرعة وصول البضائع وتقليل تكلفتها ترحيلها وخفض اسعار السلع والخدمات للمواطنين، وإنعاش اقتصاد البلدين، وجذب الاستثمارات وتوفير موارد من النقد الأجنبي، وإنعاش حركة الملاحة البحرية بميناء بورتسودان وزيادة مساهمة الموانئ البحرية في الموازنة العامة للدولة، بجانب تأمين السلع والخدمات وتخفيض اسعارها.
دفع آفاق التعاون
واعتبر محمد احمد الزين نائب الأمين العام لاتحاد أصحاب العمل ، توقيع اتفاقية تدشين خطوط النقل البحرية المباشرة بين السودان والصين، فتحا كبيرا لتوسيع ودفع آفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين ، وتعزيز الشراكة لتسهم في زيادة حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين الخرطوم وبكين فضلا عن إسهامه في تخفيض تكلفة نقل الصادرات إلى الصين وتسهيل الواردات إلى السودان، بجانب ان تدشين افتتاح خط ملاحي بحري بين الصين والسودان يعتبر حدثا مهما في تاريخ العلاقات بين البلدين ويسهم بصورة مباشرة في تقليل المدة الزمنية لوصول السلع والبضائع، داعيا رجال الاعمال لاغتنام الفرصة ودعم جهود الشركة الصيني، كما دعا الى النظر بإمكانية فتح خط طيران مباشر بين الخرطوم وبكين.
نقل بحري مباشر
وفي السياق ذاته رحبت السيدة وفاق صلاح، الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية، بتوقيع وتدشين اتفاقية الشراكة بين الاتحاد وشركة الخطوط البحرية السودانية وشركة قرين رود الصينية لفتح خط نقل بحري مباشر بين ميناء بورتسودان وموانئ الصين ، بجانب مواجهة الارتفاع الكبير في تكلفة الشحن النقل عالميا والتي تضاعفت بصورة كبيرة عقب اجراءات الاغلاق التي شهدها العالم نتيجة تفشي جائحة كورونا والحربخ الروسية الاوكرانية بما انعكس سلبا على مقدرة المواطن والمستهلك.
زيادة التبادل وخفض الاسعار
وتوقعت وفاق، ان يسهم تدشين الخط الملاحي في خفض الأسعار بتقليل تكلفة الشحن البحري الى جانب تسهيل وزيادة التبادلات التجارية مع الصين وعدد من الدول الآسيوية بالاضافة الى خلق وظائف جديدة من خلال اقامة المحطة اللوجستية المتفق عليها وفق الاتفاقية بالسودان لامداد الدول المغلقة المجاورة للسودان.
مركز لوجستي
وفي السياق ذاته توقع دكتور هيثم محمد فتحي الخبير الاقتصادي ، أن يسهم تدشين الخط الملاحي البحري المباشر بين السودان والصين، إحداث نقلة نوعية في صناعة النقل البحري والخدمات اللوجستية وتعزيز قوة ربط موانئ السودان مع نظيراتها في دول العالم، بما يُسهم في ترسيخ واعادة مكانة السودان كمركز لوجستي لدول غرب وشرق افريقيا .
واضاف دكتور هيثم محمد فتحي: هذه دلالة واضحة على أهمية الصادرات السودانية إلى أسواق الشرق الأقصى والتطور الملحوظ في إمكانات ميناء بورتسودان.
مكاسب اقتصادية
وأكد دكتور هيثم ، أن تدشين الخط الملاحي البحري المباشر بين السودان والصين سيسهم في تحقيق العديد من المكاسب الاقتصادية في مقدمتها تعزيز الربط وتقليل المدة الزمنية للشحن بين موانئ السودان مع الموانئ الصينية الرئيسية وموانئ المنطقة، بما يُسهم نحو دعم وتحفيز تصدير المنتجات الوطنية وتدفق الواردات بشكل مباشر وزيادة التجارة البينية بين البلدين، بالإضافة إلى توفير خطوط إضافية للنقل البحري للمستوردين والمصدرين المحليين والدوليين، ما يعزز تنافسية خدمات الميناء ويزيد من فرص الاستثمار في موانئ السودان على ساحل البحر الاحمر
خدمات لوجستية
وفي السياق نفسه يري الاستاذ محمد نور كركساوي الخبير الاقتصادي وعضو اللجنة الاقتصادية يقوي الحرية والتغيير ، ان شركة قرين روود الصينية، هى شركة خدمات لوجستية وليست مالكا لاسطول البواخر وانما تعاقدت مع شركات الملاحة الصينية كوسيط لتسهيل عمليات النقل البحرية بين موانئ السودان ، وجيبوتى والسعودية وما جاورها وبالعكس.
واضاف كركساوي : لكن منذ ان توقفت الشركات الملاحية الكبرى سواءا من الصين او البلدان الصناعية الكبرى بسبب أحداث قفل ميناء بورتسودان الأولى والثانية (ترك) و التى وقعت قبل احداث ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١ الماضية وتاثيرها السلبى على حركة دخول وخروج البواخر من ميناء بورتسودان بسبب تعطيل الكرينات ، وإضرابات عمال المناولة ، والبيروقراطية فى الإجراءات المصاحبة لعمليات تفريغ وشحن البواخر وقفل الطرق القومية كل هذا عطل عمل الميناء وترتب على هذا تأخير البواخر سواءا داخل المياه الإقليمية للسودان او داخل الميناء تسبب لها فى دفع غرامات زيادة فى رسوم العبور ورسوم المرابط هذا بالاضافة الى غرامات حاويات الصادر الجاهزة للشحن والموجودة داخل الميناء
خطوة جيدة تتطلب المزيد
وأكد كركساوي،، إن خطوة تدشين خط ملاحي بحري مباشر بين السودان والصين التى اقدم عليها مدير شركة الخطوط البحرية السودانية والأمين العامة لاتحاد الغرف التجارية خطوة جيدة ولكن لن تأتى أوكلها الا إذا تمت معالجة المعوقات التى ذكرناها انفا لأنها أثرت وسوف تؤثر على سمعة الأداء لميناء البلاد الوحيد وبالتالي على سمعة السودان ومعيشة المواطن السودانى.