بقلم الدكتور مصطفى محمد محمد صالح يكتب: التقوى فى إدارة الموارد الاقتصادية من أسس النجاح
بقلم الدكتور مصطفى محمد محمد صالح يكتب:
التقوى فى إدارة الموارد الاقتصادية من أسس النجاح
خلق الله سبحانه وتعالى، الخالق المدبر الكون والإنسان والحياه ،وقدر لكل المخلوقات خصائص ونواميس، وقوانين تضبط حركتها فى هذا الوجود ، من سعى بجد لدراستها ، واكتشف أسرارها،وأخذ بها، فإنها تعطيه ثمارها ،سواء كان مسلم أو غير مسلم ،قال تعالى في محكم التنزيل في سوره الاسراء الايه (20)”كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وماكان عطاء ربك محظورا” صدق الله العظيم . ثانيا قصه تحمل فكره: روي النبى صلى الله عليه وسلم قصه رجل فى زمن من الأزمان، كان يسير فى فلاه ، وأثناء سيره سمع صوتا فى سحاب يقول: أسقى مزرعة فلان ، فتعجب الرجل من مماسمع، فسأل نفسه :هل ماسمعته حقيقه أم خيال؟ فأثار ذلك فضوله، وأراد أن يعرف حقيقه الأمر فسار خلف السحاب، حتى نزل المطر فى وادى وأخذ الماء يتجمع ،وسار فى مجرى ،حتى وصل إلى مزراعه معينه ، فوجد فيها رجل يعمل بجد واجتهاد ويسقى زرعه ، فسلم عليه، وسأله: أنت صاحب المزرعة فقال: الرجل نعم فقال له :ماأسمك ؟فقال له: فلان نفس الإسم الذى سمعه فى السحاب، فتأكد له أن الصوت الذى سمعه ،هو صوت أحد الملائكة، فقال له: صاحب المزرعة ولماذا تسأل عن أسمى؟ فروى له ماسمعه من صوت فى السحاب وتتبعه للسحاب إلى أن نزل المطر ،ووصل إليه الماء، وطلب منه أن يفسر له الأمر فقال صاحب المزرعة: أنه يقسم عائد المزرعة عند الحصاد إلى ثلاث: الثلث الأول: يخرجه لعياله، والثلث الثانى؛ يتصدق به، أما الثلث الأخير: فيستخدم فى المزرعة حفاظا على دورة الإنتاج وأستمراريته . ثالثا دلالات ومعانى القصة: المدقق فى تفاصيل وقائع هذه القصه يلاحظ فى طياتها العديد من المعاني والدلالات الفكريه يمكن استنتاجها فى جملة النقاط التالية : 1 / أستخدم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،العديد من الأساليب الدعوية، فى طرح وتقديم أفكار وأحكام الإسلام، بشكل ملفت ومؤثر، على العقول والنفوس وتهيئتها لفهم، وأستيعاب تلك الأفكار، ولعل من أبرز وأهم تلك الأساليب، الأسلوب القصصى، بأعتباره من أميز الأساليب الدعوية فى جذب الإنتباه، ومخاطبة العقول والقلوب لإستقبال الأفكار بسلاسة . 2 /لم يترك رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أى أمر من أمور الدنيا والآخرة، فيها خير وصلاح الأمة ،إلا وخبرها بها، ليزيد وعيها و فهمها لمبدأ الإسلام العظيم. 3 / لم يحدد الرسول صلى الله عليه وسلم زمان ومكان القصه ، وإسم الرجل، لأن ذلك ليس مهما ،وإنما المهم فى مضمون وطبيعة ودلالات القصة والعبرة التى تحملها فى طياتها . 4 /أن كل الوقائع التى تحدث فى الوجود،مهما كان فهمنا وادراكنا لها، هى من مشيئة وإرادة مدبر الكون والإنسان والحياه، عليه كان من الضرورى الثقةوالإيمان التامة، فى طلاقه قدرة رب العالمين باعتبار ذلك من مقتضي العقيده الاسلاميه. 5/يسخر الله سبحانه وتعالى، بما له من طلاقه القدرة، بعض مخلوقاته لخدمة ومساعده المؤمنين على فعل الخيرات والقيام بطاعات . قال تعالى في محكم التنزيل في سوره المدثر الايه (31)” ومايعلم جنود ربك إلا هو ” صدق الله العظيم. 6 /تعتبر التقوى السلاح الأقوى فى إدارة الموارد المالية ، و الاقتصاديه،بل هى من أساس النجاح والتميز . 7/تحثنا القصه على أهمية الصدقات، لما فيها من الخير الكثير. 8/حتما تعود الصدقات بالخير الوفير والبركة والنماء على صاحبها. 9/مانقص مال من صدقة ،وإنما يخلفه الله. 10 /أن حياة المسلم لاتستقيم ،لا بتطبيق نظام رب العالمين . 11 / أهمية التوازن والتخطيط الاقتصادى فى إدارة المشاريع الاقتصادية باحترافية، بين تغطية المتطلبات الاساسيه للأسرة، والإنفاق فى وجه الخير ،والحفاظ على استمرارية و نجاح المشروع من خلال توفير الموارد المالية التى تكفى ذلك. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يعز الإسلام والمسلمين ويرفع راية الدين ويرحم علماء المسلمين. .