الدكتور : مصطفى محمد محمد صالح يكتب : القاعده الفكرية

.خواطر فكريه (18)
.بقلم الدكتور/ مصطفى محمد محمد صالح القاعده الفكريه
هناك أسئلة فطرية ملحة يسأل عنها الإنسان نفسه بشكل طبيعي ودائم وهو من أين أتيت؟ ومن أين أتي أبي؟ ومن أين أتي جدي؟ ولماذا أتيت؟ ولماذا أتو؟ وماهو مصيري ومصيرهم؟ وهذه الأسئلة في مجملها تشكل العقدة الكبري والإنسان يبحث بحثاً داؤبا و متواصلا لايجاد إجابات شافية وكافيه ، لهذه الأسئلة فالاجابات علي هذه الأسئلة ستشكل المسار الفكري والاتجاه الفلسفي لحركة حياة الإنسان في معترك الحياه، ،هناك إرتباط وثيق وقوي بين الإجابات علي هذه الأسئلة والسير في طريق النهضة والارتقاء من أجل عماره الأرض وفق الأساس الفكري للاجابات التي يتم التوصل اليها. ولن يتم الاجابه على هذه الأسئلة الاساسيه إلا عن طريق الفكر المستنير: والذي يعني التعمق في الواقع وربطه بما حوله. وحتي يكون حل العقدة الكبري حلا صحيحا يتطلب في الحل عده شروط هي: 1/أن يكون الحل يوافق الفطرة. 2 /ويقنع العقل. 3 / ويملء القلب طمأنينة. واذا حلت العقدة الكبري وفق الشروط المذكورة،سوف تحل باقي العقد لأنها جزء من كل. فالعقيده : من عقد عليه القلب وصدقة تصديقا يقنين ، والعقيدة هي الإيمان و الإيمان: هو التصديق الجازم المطابق الواقع عن طريق دليل . عليه فالعقيده يمكن النظر إليها من عده زوايا: 1/ هي القاعده الفكريه بمعني: أنها الفكره التي يقاس بها كل الأفكار عن الحياه. 2 /وهي أيضا الفكره الكليه :أي الفكره التي يحكم بها علي كل وقائع الحياه . 3 /وهي كذلك قياده فكريه: أي تقود الإنسان في معترك الحياه. ومن خلال هذا العقيدة يمكن النظر للكون من زاويه خاصه، وهي تعبر عن وجه النظر للحياه. ومن العقيده سوف ينبثق منها نظام متكاملة لكل شؤون الحياه .ولقد عمد مبدأ الإسلام العظيم علي حل العقدة الكبري حلا صحيحا واشترط للدخول فيه الاعتراف والإقرار الصادر عن الإدراك الواعي بهذا الحل لذلك فإن الإسلام مبني على قاعده واحده وهي العقيدة وهي أن هناك خالق كل شيء، وأنه أوجد الأشياء من العدم فهو واجب الوجود قال تعالى في محكم التنزيل في سوره الفرقان الايه (2)”وخلق كل شيءفقدره تقديرا ” صدق الله العظيم. ولقد اوجبت العقيدة الاسلاميه الإيمان بما قبل الحياه الدنيا وهو الله سبحانه وتعالى ،وبما بعدها هو يوم القيامة ،وبالتالي فإن الإسلام أقام كل بناؤه علي أساس هذه العقيده. وجعل العبودية المطلقة لله وحده وهي الشطر الأول لركن الإسلام الأول فهو المدلول المطابق لشهادة أن لا إله إلا الله والتلقي في كيفيه هذه العبودية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الشطر الثاني لهذا الركن ولقد أنزل الله سبحانه وتعالى الإسلام وحيا علي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لينظم حركه حياه الإنسان في معترك الحياه علي أساس نظام رب العالمين وأن يعتقد اعتقادا جازم أنه سيحسب يوم القيامه علي جميع أعماله في الحياه الدنيا . ومن ذلك يمكن القول بأن الإسلام العظيم هو مبدأ يقوم علي عقيده ينبثق منها نظام. ومن المهم جدا لأي أمه تسعي للنهضة والسير في طريق الرقي ضرورة الربط المحكم بين العقيده التي تشكل ركيزتها الإيمانيه والنظام الذي انبثق منها حتي تكون أمه مبدئية حيه . نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يعز هذه الامه العظيم وان يرحم علمائها ٠