علي سلطان يكتب : رمضان في ام القيوين ذكريات ونفحات
وطن النجوم
علي سلطان
رمضان في ام القيوين ذكريات ونفحات
وتبادلنا الرسائل المقروءة والمسموعة والمرئية عبر التطبيقات المتاحة احتفاءا بمقدم شهر رمضان الكريم المعظم..وهذا الاحتفاء العظيم الذي شغل الناس وأشعل وسائل التواصل الاجتماعي حركة لا تهدأ وسيلا جارفا من التهاني والتبريكات.. ومتابعة لهلال رمضان في كل الدول الإسلامية من مسؤولين وفلكيين وافراد.. وهكذا اسهمت التكنولوجيا والانترنت في تقريب المسافات ولم الشمل واتساع رقعة التواصل والمحبة حول العالم.. ويحصد المتابعون الحسنات حصدا مع الأدعية والابتهالات والدعوات عبر السوشيال ميديا.
ومن بين مئات الرسائل التي تلقيتها وهي كلها رسائل تفرح القلب بجمال التواصل ودوام المحبة بين الناس الذين قد تفصلك عنهم آلاف الكيلومترات ولمَ تسعد برؤيتهم منذ سنوات طويلة.. ولكن رغم بعد المسافة الا ان الصلات الطيبة باقية عبر الرسائل اليومية التي تحمل الدعاء والامل وتشيع الفرحة والاطمئنان.. تلقيت رسالة صوتية من اخي الحبيب عزالدين الحاج المقيم في امارة ام القيوين بدولة الامارات العربية المتحدة.. ثم تبادلنا في عدة رسائل صوتية متتالية في التو واللحظة طمانني فيها على احوال اصدقائنا واصحابنا الذين عشنا معهم زمنا طويلا في ام القيوين.. وقد اطلعني على عدد من الوفيات التي احزنتني كثيرا ومنها وفاة السيد سلطان بن عمير رحمه الله وكان مديرا عاما لبلدية ام القيوين لنحو عقدين من السنوات وكان خلال عقد الثمانينيات المدير الإماراتي بين عدة مديرين لبلديات الدولة من غير المواطنيين بل من السودانيين واذكر منهم كمال حمزة مدير عام بلدية دبي و المهندس عبداللطيف مدير بلدية الشارقة و المهندس مختار مكي مدير عام بلدية عجمان واحمد عوض الكريم مدير عام بلدية ابوظبي.. ولا اذكر بالضبط ولكن اظن ان بلديات ام القيوين وراس الخيمة والفجيرة كان مديروها من مواطني الامارات في فترة ماقبل الاتحاد ومابعده حتى نهاية التسعينيات.. وبعد ذلك اصبح مديرو كل بلديات دولة الإمارات من ابنائها المواطنين.
وعرفت من الاخ عزالدين خبر وفاة الاستاذ المحامي راشد هلال من ابناء ام القيوين وهو احد المع المحاميين الاماراتيين
رحمه الله.. وكذلك المدرس السوداني-المصري ابراهيم قاسم الذي ظل لسنوات مدرسا في امارة ام القيوين وتوفي في القاهرة وهو ابن خالة الفنان المصري المعروف محمد منير. وسالته عن عدد من الاخوة الذين تركتهم هناك في ام القيوين من السودانيين ومنهم حسن عباس وعوض عباس والمصور فرح وحسين القاضي وغيرهم..!
وكنت قد التحقت باذاعة ام القيوين في اكتوبر 1979 ومكثت فيها لعدة سنوات كانت من أجمل سنوات عمري.. وتعرفت على الاخ عزالدين منذ وصولي الى ام القيوين وكان نعم الصديق وقد قدم لنا وقتها مساعدات قيمة لا انساها ابدا وكان ذلك عهده و دابه مع كل السودانيين الذين يفدون الى ام القيوين فهو من الرعيل الاول في تلك الامارة الهادئة.
كان شهر رمضان مميزا هادئا جميلا في ام القيوين وكان افطار رمضان كل يوم في بيت من بيوت السودانيين هناك.. حتى العزابة كانوا ضمن جدول الافطار وكان معظهم من الطباخين المهرة الذين يتفننون في اعداد المائدة السودانية الرمضانية.. وكنت خلال الاسبوع افطر مرتين او ثلاث في الاذاعة فكان الافطار منوعا بين الاكل الإماراتي والسوداني والمصري والهندي. وكانت برنامجنا الإذاعية منوعة خلال شهر رمضان ونذيع عددا من المسلسلات المحلية والخليجية والعربية ونقدم مسابقة يومية ذات جوائز قيمة.. ومن البرامج السودانية التي احضرتها من الاذاعة السودانية هدية لاذاعة ام القيوين تلاوات قرانية للمقرئين عوض عمر ومحمد بابكر رحهما الله وبرنامج لسان العرب للراحل فراج الطيب وعدد من الأغنيات السودانية لعدد من كبار المطربين السودانيين..وعمل بالاذاعة عدد غير قليل من السودانيين منهم حسن عباس وعوض عباس والناير عبدالكريم وفريد يوسف وميرغني الرحمابي وحمودي رحمهما الله.. وابو ورقه ومحمد خير السائق.. اضافة الى شخصي..
وكان معظم السودانيين يعلمون في الحرس الوطني بام القيوين واذكر منهم الضباط كمال شريف وخضر الكجم و عثمان بشير رحمهم الله.. وكان المصور التلفزيوني بالديوان الاميري هو الاخ حسين القاضي والمصور الفوتوغرافي هو الاخ فرح داؤد..وكان هناك عدد من القضاة والمستشارين في حكومة ام القيوين.
و َعملت اضافة الى عملي كمذيع بالاذاعة مراسلا لصحيفة الاتحاد وكنت اول مراسل صحافي في الامارة.. ثم تحولت منها الى جريدة البيان بعد صدورها من دبي عام 1980ثم تفرغت للعمل في صحيفة الاتحاد عام 1985وتركت الاذاعة ولكن لم اترك ام القيوين فقد واصلت سكني فيها لعدة سنوات متنقلا بين عدد من أحيائها.. وغارقا في تفاصيل الحياة اليومية هناك بكل الحب والهدوء وراحة البال.