د. عبدالسلام محمد خير يكتب: سيرة أي واحد سوداني هميم..حالة(مكي سنادة)
د. عبدالسلام محمد خير يكتب: سيرة أي واحد سوداني هميم..حالة(مكي سنادة)
رائعة!..مبالغة!!..لا هذا ولا ذاك، فقط أنت شفاف،وكثرة المحبطات جعلت أية كلمة(صادقة) تفرح الكون!..كلنا من باب الإستبشار نصبح عرضة لشىء يشق طريقه إلينا من حيث ندرى ولا ندري فيجبر الخاطر،لننسى أن هناك أزمة!..هناك من يتقون الله و(يحسسوننا)بما هو إيجابي فينا لنرتب أوضاعنا والدنيا تتغير كل صباح..من أرهقتهم الأزمات ولسان حالهم(اللهم أصلح الحال)موعودون بالتلاقي مساء على خير،والحمد لله..الحمد يلهمهم فيستبشرون بخير قادم بإذن الله تلقاء(معروف)أسدوه لغيرهم ونسوه..الحكمة تقول(قد تأتيك السعادة من نافذة كنت نسيت وتركتها مفتوحة)!..فعلوا خيرا،فتركوا الباب مواربا،وتوكلوا..فكانت المفاجأ!.
(جو)مسائي مفتوح على إحتمالات الخير هيأني نفسيا للتجاوب مع سيرة مفعمة لشخصية عامة،صال وجال والآن فى بيته(حامد شاكر)!..داهمنى شعور بأن فى الأمر سر،كدعائك لأخيك فى ظهر الغيب..كلام جميل عنك(بى وراك)!..إنه إحتفاء..(مناسبة)!..هناك من يستحقون الذكر فى مقام البحث عن(كفاءات)تسعف الموقف..يا للبهاء!..وهناك من يتمتعون بخاصية الوفاء فيسطرون كلمات منصفة فى حق من هو جدير بالذكر،بل بالإحتفاء والتكريم،أكرم وأنعم..حفزني هذا السياق الفرائحي لأشرك غيري فى(سيرة)منصفة على(قروب)يتبناه كوكبة من المبدعين يتصدرهم صاحب سهرة شهيرة بذات الإسم(أوتار الليل)هو د.عمر الجزلي موثق الأجيال الذى دشن سيرته الآن بين(الجدود الشباب)واللهم بارك..وزعت(البوست)فالإنسان ميال لإشراك غيره فى تذوق ما استطاب ليعم الشعور بالإرتياح..(كأننا ما صدقنا)!..يصفو المزاج العام،نتفاءل ونستبين الخطى..أكثر الله من السير الملهمة والمناسبات الجامعة التى(تعدل المزاج) والكلمات التى(تطيب الخاطر) وتلك التى تثير الذكريات.
ثلاثية تعزز(اليقين)لنبقى بخير والدنيا تتغير..الإجتماعيات،وسيرة ناس تسر الخاطر، وذكريات صادقة ونبيلة لأهل المهن..فلتفعل الأزمات ما تفعل!..هذه شخصية(مهنية) بصمتها تفرح الكون..(يمثلها)ببراعة من هو(مكي سنادة)!.معلم، ممثل،مخرج،مسرحي،إذاعي،تلفزيوني،ثقافي،نجم،خدمة طويلة ممتازة(1963–2006) والآن لزم بيته، فى أمان الله..(عمل العليه)..عادي أن يعجب الناس بسيرته،فهو صاحب الطلة الصاخبة الملهمة على المسرح..ويا سلام!..سيرة ما شاء الله تبارك الله..تخرج فى معهد المعلمين العالي على عصر الأستاذ محمد التوم التجاني..وحين تجلي المعهد بخريجيه المتفردين أصبح(كلية التربية جامعة الخرطوم)..الطالب الأستاذ مكي سنادة بدأ حياته العملية معلما بالمرحلة الثانوية(من تلاميذه وزير إعلام- سليمان محمد سليمان،ونجم مجتمع- صلاح إدريس)..إنتدب من وزارة التربية والتعليم ليعمل نائبا لمدير المسرح القومي(الفكي عبدالرحمن)،وتتوالى المناصب..مدير إدارة الفنون المسرحية والإستعراضية،مدير مصلحة الثقافة،الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الآداب والفنون،عضو الأمانة العامة للخرطوم عاصمة الثقافة العربية،مستشار لوزير الثقافة والإعلام..مشاركات عديدة منها تأسيس الفرقة القومية للتمثيل..ختاما، مدير عام المسرح القومي..المعاش بإختياره،ليفتح صفحة جديدة.
كأنما فى الأمر مكي سنادة آخر مدهش وسجل إنجاز آخر مشرف..كم من عمل درامي شاهق ومسرحية(تكسر الدنيا)!..كأننا نسينا،فهو مؤلف ومخرج ومصمم ديكور و(أي حاجة)باهرة!.(المنضرة،الحيطة المايلة،المقاصيف،سفر الجفا،نبتة حبيبتي،الدهباية،على عينك ياتاجر،خطوبة سهير،هذا لايكون وتلك النظرة،من كي لى كي،سنار المحروسة،قمر بني هاشم)..عناوين شهيرة تذكر الناس بحكماء موصولين بالمجتمع وقضاياه،يستعصى حصرهم،حمدنا الله عبدالقادر،هاشم صديق،بدر الدين هاشم،خالد المبارك،الطاهر شبيكة،أبو العباس محمد طاهر،على البدوي،إبراهيم البزعي- كمثال..تركت مكي يحصرهم فى أول توثيق لتجربته المباركة الممتدة من التعليم للإذاعة فالمسرح والتلفزيون ومرافق الثقافة والتواصل الخارجي مع مؤسسات ثقافية وعدة دول،مشاركا وضيف شرف ومحكما..إنتاج كثيف وتأثير بالغ وشخص(كاريزما) يشهيك فى البساطة والنقاء وإبتسامة ذكية، زكية.
هناك كاتب سيرة يذكرنا فيقول:(بدون تحفظ الأستاذ مكى سنادة أنزه من وقف على خشبة المسرح..لم يستدع(عشيرته)الصحفية من الكردافة ذوى المكانة المؤثرة فى تكوين الرأى العام منذ ستينية القرن الماضى مثل يحى متوكل،بكرى الخضر،عثمان سنادة،محمدعثمان عباس،عثمان خالد، النعمان على الله،وكاتب السطور(الذى لم يذكر إسمه)وزملاء المهنة بوزارة الاعلام،محمدعربى،سعيد أحمد خير،محمود محمد مدنى،محمود وصفى،حسان سعدالدين،وود البكرى)..أسماء جديرة بالذكر،وبالإحتفاء،والسؤال عنهم،أين هم اليوم،بورك فيهم،ورحم الله من رحلوا..معظمهم أساتذة لجيل الصحافة والإعلام الحاضر..شخصيا أعتز بمعرفتهم،فمنهم تلقينا الدرس الأول فى الصحافة.
يواصل كاتب سيرة مكي:(دوما كان يقول لا أريد إشادة من صديق، إنما أريد نصح وإرشاد).. ويثير الذكريات بلا حدود:(فى أول وفد إعلامى للتكامل مع مصر برئاسة نائب وكيل وزارة الإعلام الأستاذ محمد نصرعثمان زارنا عمالقة الشاشة المصرية (لمصافحة) مكى..وكشف الأستاذ كمال الشناوى أن مكى كان أول الدفعة..وكان المفروض أن يعمل بمعهد الموسيقى والمسرح بالقاهرة، وبالسينما المصرية،ولكنه غلب المصلحة الوطنية..يومها إقترح كمال الشناوى على صديقه حمدى بدر الدين أن يذيع النشرة الرئيسية للتلفزيون المصرى،هو وعمر الجزلى..وقد كان).
يتزايد العرفان بفضل أهل الفضل..لقد تواترت إسهامات جهيرة للتوثيق..(أسماء فى حياتنا) وألوان من البرامج فى الإذاعة الأم وسائر الإذاعات والقنوات(بيوت وحكايات)و(نجوم بعيدة)مثالا..ولا تكف الصحف عن سيرة رموز البلد ونجومها وأفذاذها فى كل مناسبة وطنية،فكأنما هذا مقامهم..لقد أعطوا وما استبقوا شيئا، فأصبحوا مضرب مثل لغيرهم فى حب الوطن والمهنة، وإثارة الذكريات المجددة للمعنويات والطاقات فى مواجهة الأزمات..محض صدفة أهاج الشجون بسيرته من هو مكي سنادة- هميم على المسرح وبين الناس..حين تراه يشعرك بأنه مقدم على شىء خطير، فتترقبه!..يذكرك بمن يتحركون بهمة ملهمة فى البيوت والمناسبات والمؤسسات ومواقع إتخاذ القرار..ما أحوج المجتمع والدولة لأمثال من شهرته أنه(هميم) وله(رؤية)مخرج مدير، كارزما، جدية محببة..وإنه معلما كان..والله المستعان.
د.عبدالسلام محمد خير