شمس الدين المصباح يكتب: خطبة الجمعة !!
شؤون وشجون
خطبة الجمعة !!
السادة خطباء المساجد الأفاضل ،
رجاء ، وليس أمر ،
فى خطبة الجمعة القادمة ،
من فضلكم لا تحدثونا في خطب الجمعة عن إقتراب شهر رمضان ،
ولا عن فضل شهر رجب ،
والنصف من شعبان ،
ولا عن الإسراء والمعراج ،
ولا عن الوحدة الوطنية ،
ولا عن نبذ العنصرية والطائفية ،
ولا عن إختلاف المذاهب والتعدد والجهوية ،
ولا عن عاد وثمود وعبدة الأصنام ،
ولا عن القربي وإفشاء السلام !!
الناس يعيشون في ضائقة إقتصادية لم تحدث من قبل !!
والناس يعيشون أزمة معيشية مهلكة وقاتلة !! والناس تئن من شظف العيش وقسوة الحياة !!
ومن جشع التجار وطمعهم وسطوتهم !!
الناس تبكي بصمت دون دموع !!
إعلموا ، أن من يجلس أمامكم
ويستمع إلي خطبتكم ،
هم أناس سارحون مقهورون ،
معكم فقط بأجسادهم !!
بالهم وفكرهم مشغول في كيفية تأمين جرعة حليب لأطفالهم أو ترتيب وتجهيز مصاريف الفطور والدراسة ، أو تدبير قيمة دواء منقذ للحياة ، أو دفع فواتير وأقساط بايتة ومتراكمة ، أو سلفية وديون متأخرة !!
أو ترتيب قيمة مواصلات تتغير وترتفع كل يوم بتغير فهم ومزاج وسطوة الكمسنجية والمسؤولين !!
وتتغير بتغير المناخ وإرتفاع درجة البرودة والحرارة والهذيان !!
*شؤون :*
من فضلكم أيها الخطباء الأجلاء ،
تحدثوا عن حرمة إحتكار السلع ،
وعن التراحم فيما بين الناس ،
وعن وجوب مراعاة المعسر في الدَين الذي عليه ، وعن أهمية التكافل الإجتماعي والتراحم والمؤازرة والمساندة في ظل هذه الضائقة والجائحة !!
وعن مصير المحتكرين والفاسدين في ظل هذه الأزمات المفتعلة !!
حدثونا أن المعاملة من الدين ،
وأن الدين ليس صلاة وصيام وعبادات فقط !!
احكوا لنا -(أيها الخطباء)- عن فضل من يسامح في حقه ، إذا كان ميسوراً ، وفضل من يدخل السرور إلى قلب إنسان يعاني الحرمان ، وفضل من يطعم الجائع ويغيث الملهوف ويكفي حاجة المحتاج !!
ويحفظ له ماء وجهه وكرامته !!
*شجون :*
قال علي بن عبد الله بن عباس :
إن إصطناع المعروف قربة لله ،
وحظ في قلوب العباد ،
وشكر باق !!
(مكارم الأخلاق)