(اغلاق شريان الشمال) .. مصر الأكثر تضررا
تقرير: العهد اونلاين
دخل اغلاق طريق شريان الشمال أسبوعه الثاني دون التوصل إلى حل للمشكة التى تفجرت في أعقاب تطبيق زيادة كبيرة في أسعار الكهرباء علي كافة القطاعات السكنية والزراعية والصناعية والتجارية والحكومية والمستشفيات، والجامعات والمدارس ومراكز الخدمات الصحية والتعليمية والمياه والسفارات ، مما دفع مزارعو الولاية الشمالية الي اغلاق طريق شريان الشمال احتجاجا على تطبيق زيادة الكهرباء بعد أن ألغيت من قبل المجلس السيادي الى حين مراجعتها عند مناقشة الموازنة العامة للدولة للعام 2022م، ولكن أقرت الموازنة الجديدة تطبيق زيادة الكهرباء والتى يري خبراء اقتصاديون أن آثارها كارثية على قطاعات الإنتاج الزراعي والصناعي بزيادة تكلفة الإنتاج وزيادة اسعار السلع والخدمات، بجانب تعدي آثارها زيادة تكلفة الإنتاج الي زيادة الأعباء على المواطنين وتاثيرها سلباً على معاش الناس وزيادة الركود بالاسواق المحلية ، بينما يطالب مزارعو الولاية الشمالية الحكومة بإلغاء زيادة الكهرباء علي القطاع الزراعي كشرط لفتح الطريق أمام حركة التجارة بين مصر والسودان.
تاثيرات اغلاق الشريان
وحذر خبراء اقتصاديون من التداعيات الخطيرة والتأثيرات السالبة لإغلاق شريان الشمال الرابط بين السودان ومصر علي إقتصاد البلدين ومعاش الناس وزيادة اسعار السلع والخدمات بالاسواق المحلية، وايقاف الصادرات السودانية الي السوق المصري والأسواق الخارجية.
ويري دكتور عزالدين ابراهيم الخبير الاقتصادي، أن اغلاق شريان الشمال يؤثر سلباً على الموازنة العامة للدولة للعام 2022م بفقدان الإيرادات الجمركية، وعائدات الصادر، بجانب ارتفاع أسعار السلع والخدمات نتيجة لتوقف حركة التبادل التجاري بين البلدين.
واضاف دكتور عزالدين: هذه الاحتجاجات وإغلاق الطرق تشكل ضغوط محلية علي الحكومة وتؤثر سلباً على القطاعات الاقتصادية خاصة قطاعات الإنتاج والصادر والوارد.
مصر الاكثر تضررا
وفي السياق ذاته عضد دكتور محمد خير محمد حسن عميد كلية الاقتصاد الأسبق بجامعة أمدرمان الإسلامية من القول بتأثر حركة الصادر والوارد بين السودان ومصر نتيجة لإغلاق شريان الشمال الرابط بين البلدين والمؤدي الي المعابر الحدودية بين البلدين.
واضاف دكتور محمد خير: مصر الأكثر تضررا من ن اغلاق شريان الشمال نتيجة لأن الميزان التجاري بين البلدين لصالح مصر التى تصدر الي السودان ما قيمته( 750 ) مليون دولار ، وتستورد مواد خام من السودان وتعمل على تصنيعها وتستفيد من القيمة المضافة كما تعيد تصديرها للخارج وتوفر موارد من النقد الأجنبي، بينما يبيع السودان منتجاته الخام إلي مصر بالعملة المحلية وليست بالدولار ، كنظام دفع سائد الآن ويفقد السودان الحصول على عائدات الصادر بالعملة الأجنبية ، وهذه جزئية ينبغي تصحيحها في مسار التبادل التجاري بين البلدين .
تأثر إقتصاد البلدين
ويري دكتور محمد الناير الخبير الاقتصادي، أن اغلاق شريان الشمال الرابط بين السودان ومصر، يؤثر سلباً على اقتصاد البلدين، كما يؤثر على حركة التجارة بين الولاية الشمالية والخرطوم وبقية الولايات.
وانتقد دكتور الناير تباطؤ الحكومة في حل مشكلة اغلاق الطرق الحيوية بالبلاد سواء اغلاق شرق السودان أو اغلاق شريان الشمال الان، واضاف : هنالك خلل واضح في التعامل مع قضية اغلاق شريان الشمال خاصة وأن سبب الإغلاق هو زيادة الكهرباء، والحكومة جمدت تعرفة الكهرباء الجديدة، إلي حين إجازة الموازنة الجديدة، وبعد اجازتها طبقت زيادة الكهرباء والتى تؤثر سلبا على المنتجين ، الأمر الذي دفع مزارعو الولاية الشمالية الي اغلاق طريق شريان الشمال، وبالتالي لابد من تحرك عاجل لحل المشكلة حتي لا تتفاقم آثارها السالبة علي إقتصاد البلدين.
تأثر مصر
وأضاف: شريان الشمال يعد معبرا لأكثر من 65%من حجم التبادل التجاري بين البلدين ، كما أن السودان يتأثر سلباً لإيقاف الصادرات الي مصر وعبرها إلي الخارج، كما تتأثر الواردات من مصر وعبرها إلي السودان مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات وزيادة أعباء المعيشة للمواطنين، بينما تتأثر مصر بايقاف التبادل التجاري مع السودان خاصة وأن الميزان التجاري بين البلدين لصالح مصر التى تصدر ما قيمته (750 ) مليون دولار الي السودان وفقا لاحصاءات رسمية ، بينما يصدر السودان الي مصر ما قيمته ( 400 ) مليون دولار كمواد خام أولية كان ينبغي أن يتم تصديرها إلى مصنعة ، فيما تستفيد مصر من المواد الخام السودانية وتعمل على تصنيعها وتصديرها كمنتجات مصرية وبالتالي مصر الأكثر تضررا من اغلاق شريان الشمال.
