مقالات

د.عبدالسلام محمد خير يكتب : قاعة دكتور الفحل بجامعة المشرق

د.عبدالسلام محمد خير يكتب : قاعة دكتور الفحل بجامعة المشرق


رحم الله الدكتور عبدالمطلب الفحل..كان وكان وكان،وهو من ترك كل هذا الإرث والأثر بين الناس وعلى كل لسان،إعلاميا وعالما وإنسانا(ودبلد) بشوش،وكم يستهويه لقب(تربال)دليل العز والشهامة..وعلى كثرة ما كتب عنه وسيكتب فان مواطنا من متابعي برامجه فاجأني برسالة على الموبايل قبل يوم من لزومه سرير المستشفى كأنها تنبهنا(هذا رجل أمة.كتاب. مثقل بالعلم. يمشي على الأرض ولا يظهر عيه أنه عالم)-الفاتح أحمد عبدالله..هكذا تغلغل الفحل بين الناس..صابحتنا (سوشيال ميديا)بالتعازي نثرا وشعرا(مين فينا ما عزاك..كل زول فى الوطن ينعاك..كل طالب علم حباك.. كل سائل سؤال برجاك..كنت إنسان وكنت ملاك)- قصيدة طويلة شاعرها عبدالعزيز عثمان..ثالث الرسائل من السعودية لموثق للثقافة هو الاستاذ عبدالرحيم الشيخ(فقدت الثقافة السودانية أحد ربانها المهرة وفقدت الزومة أحد أبنائها البررة،جعل الله الفردوس الأعلى مثواه)..آمين..وكتب عنه عارفوا فضله،فأفاضوا.
(دؤوب وصبور وباحث من نوع فريد،يبحث عن الأشياء والموضوعات ويأتيك كل يوم بجديد،فيضيف إلى رصيده الضخم من المعارف والمعلومات التى يحرص على إيصالها للآخرين ..مجهود مضني ومقدر يقوم به ..الله سبحانه وتعالى قيض لنا فى هذه البلاد د.عبدالمطلب الفحل ليصدر دون معين معجما واسعا عن الأسماء السودانية نهنئه عليه ونتمنى لقراء هذا الكتاب الإطلاع على أسماء أبناء هذا البلد العظيم ومعرفة المزيد عنهم). قالها البروفسور على شمو..وزميل الدراسة فى الوسطي بروف على أحمد محمد بابكر كتب يقول(وجدت فيه صفات الذكاء والطموح والتهيؤ للقيام بدور علمي وثقافي فى مقبل أيامه، ولمحت فيه صفات الإقدام على ما ينوي فعله..وقد تبين من أيامه الباكرة أنه سيقوم بأعمال علمية جليلة ذات قيمة،وهو مكان ثقة فيما يقدم للأجيال، يربطهم بوطنهم ويجول بهم فى عالمهم الفسيح).
دكتور الفحل حاليا بجامعة المشرق التى احتفت به وكرمته غير مرة، بيانا بالعمل بنصيحة من قالوا(كرموهم قبل أن تودعوهم)..من باب هذا التكريم المفتوح يقول الدكتور عمر حاج علي رئيس الجامعة ومديرها عن دكتور الفحل(أستاذ جليل ومرب فاضل وهو من جيل يجمع بين الريادة الإبداعية والمواكبة المستمرة والتجويد المتفوق والإطلاع الغزير،وتفصح آثاره بوضوح تام عن تطوره الفكري من أديب إلى مفكر ومتبحر فى اللغة وفى التراث السوداني) .
وسيرة الفحل وهذه الجامعة قصة وفاء نادرة ليتها تعمم ..فيوم زرتها أخذني من يدي طابقا فطابق..هذه قاعة البروفسور عبد الله الطيب، وهذه قاعة البروفسور عون الشريف قاسم..مضيت أتامل المبني والمعني إلي أن وصلت إلي لافتة تحملك على التبسم، فأنت أمام مفاجاة!..(قاعة الدكتور عبد المطلب الفحل)..(قصة)!..قلتها لنفسى أمام اللوحة وصاحبها يرافقني وكأنه لم يفعل شيئا!.. كأنما الأمر(عادي)أن تحمل قاعة إسمه وهو نجم القاعات!..آخر القاعات التى تجلت فيها نجوميته هي القاعة الدولية بجامعة التكنولوجيا والعلوم الطبية حيث شارك بورقة عن مهارات اللغة فى دورة للعاملين بالإذاعة الطبية وكم كانوا سعداء به،فبراير الماضي.
بهرني أمر هذه الجامعات الجديدة وقد استقطبت أهل الخبرة وعلت أسماؤهم قاعاتها،وربما بهم حلت عليها البركة..ممن إستقطبتهم الجامعة مبكرا دكتور الفحل وقد خصصت قاعة بإسمه وتحت بصره، بل أسست مركزا للدراسات الثقافية بإسمه وهي تتأهب للإنتقال لمقرها الجديد..لم أجد تعليقا أقوله له فلقد كان كعهده متواضعا لكني تذكرت الأديب العالمى الطيب صالح فقلت(ماشاء الله تبارك الله)..فهو من أفتى بأن السودانيين لايفصحون بكل ما عندهم أمام الآخرين مخافة(الحسد)!.. وكان هذا موضوع الندوة التى إشتعلت فجأة حين بلغنا مكتب المدير الدكتور عمر حاج على فبينهما تناغم والموضوع(التوثيق)..الفحل معروف(أيضا) بقدرته على إشعال الندوات(وهو ماشي) ثم يتبنى توصياتها عبر برامجه، وربما علاقاته الواسعة.
واضح أن هذه المؤسسة الفتية(المشرق)ارادتها رسالة اخري من رسائلها أن كرموا أهل العطاء وهم فى(حالة) عطاء، فهذا أدعى لننهل من عطائهم اكثر واكثر.. ولا شك انهم إختاروا من يضرب المثل لهذا العطاء الموفور فالفحل هو من نعرف، بارك الله لبلادنا فيه وفى أمثاله،قلتها لنفسي..الفحل معلم (فخيم) وإذاعى متمرس عرفه الناس من خلال برامج شهيرة فى الاذاعة وله فى التلفزيون سهرات محضورة وعرض له المسرح القومى(التمر المسوس)..له مؤلفات و( حاجات) كثيرة يضيق المجال لحصرها، منها انه كان رئيسا لتحرير واحدة من اكثر الصحف انتشارا(الدار).
وكان وكان..كان من أعلام جامعة امدرمان الاسلامية،مجمع اللغة العربية،الاذاعة: مديرا للبرامج الثقافية،اذاعة القران الكريم، واذاعة الشعب..دكان ودالبصير35 عاما،الهجرة الى الله اكثر من الف حلقة،على الخط اكثر من تسع سنوات.الاوسمة: نجمة الانجاز فى نشر الوعي القومي 1990 وسام العلم للآداب والفنون الذهبي 2002 . فالدكتوراة الفخرية من جامعة الجزيرة فى ذات العام ..ولنا الفخر بكل هذا،جعله الله فى ميزان حسناته وجعل البركة فى أسرته ود.أحمد ابنه الطبيب الانسان..والتعازي لجمهوره العريض والحيشان الثلاثة والجامعات..إنا لله وإنا إليه راجعون.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى