(الدعم العربي للسودان) .. هل سيكون بديلا لفقدان مساعدات المانحين والبنك الدولي……؟

(الدعم العربي للسودان) .. هل سيكون بديلا لفقدان مساعدات المانحين والبنك الدولي……؟
تقرير: سنهوري عيسى
علاقات التعاون بين السودان والدول العربية قديمة ومتطورة، حيث تجسد هذا التعاون في أشكال مختلفة من الدعم العربي للسودان سواء بتقديم المساعدات الإنسانية لدرء الكوارث الطبيعية والفيضانات او المنح والقروض أو تمويل مشاريع تنموية أو تدفق رؤوس الأموال العربية لاستثمار الفرص الاستثمارية بالسودان أو دعم السودان في المحافل الدولية والإقليمية والتى من بينها رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان، أو رفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية الإرهاب.
وبرز ثمة سؤال … هل ييكون الدعم العربي بديلا لققدان السودان للدعم الدولي بتعليق البنك الدولي والمانحين لدعمهم للسودان بعد قرارات الخامس والعشرين من شهر أكتوبر الماضي.. خاصة وأن الدول العربية ذات الارتباط بمجريات الأحداث في السودان والحريصة علي استقراره استشعرت معاناة الشعب السوداني والاقتصاد الوطني وتداعت في أبوظبي لمحاولة راب الصدع في المعونات والمساعدات المالية الدولية المتوقعة للاقتصاد السوداني.. ؟
بديل مناسب
ويري خبراء اقتصاديون أن الدعم العربي للسودان سيكون بديلاً لفقدان الدعم الدول ومساعدات المانحين والبنك الدولي خاصة وأن الدول العربية ودول الخليج بصفة خاصة ظلت على الدوام تقدم الدعم بكافة أنواعه للسودان، ودعا الخبراء الي تجميع الدول العربية والصناديق والمنظمات في هيئة واحدة يتفق عليها لتكون بديلا لفقدان الدعم الدولي للسودان وتوظيف الدعم العربي وفق شراكة قطرية علي غرار الشراكة القطرية الموقعة مع البنك الدولي والمانحين حتي يتمكن الاقتصاد الوطني من امتصاص صدمة فقدان الدعم الدولي للسودان.
حجم الدعم الدولي المعلق
سبق وأن صمم البنك الدولي نظاما للمعونة الإنمائية الرسمية للسودان بالاستناد الي مذكرة الشراكة القطرية مع السودان التى وصدرت في أكتوبر (2020) ، والتى تشمل (30) بندا شخصت الأوضاع الاقتصادية بالبلاد، واولويات الدعم التنموي المطلوب في مجال البني التحتية والكهرباء والزراعة والري والصحة والتعليم ودعم المرأة والشباب ودعم الأسر السودانية عبر برنامج ثمرات لتبلغ جملة الدعم الدولي للسودان وفق مذكرة الشراكة نحو (2,6) مليار دولار ، خصص منها مبلغ (780) مليون دولار للكهرباء، و(575) مليون دولار للزراعة والري وحصاد المياه وحفر الآبار بدارفور وكردفان, و(300) مليون دولار للصحة والتعليم، و (100) مليون دولار لمشاريع دعم الشباب والمرأة وريادة الأعمال، و (820) مليون دولار لبرنامج دعم الأسر السودانية ( ثمرات)، و(100) مليون دولار دعم إضافي لقطاع الصحة لمواجهة تداعيات كورونا .
وكان من المتوقع أن ينساب الدعم والمساعدات والتمويل من البنك الدولي والمانحين ولكن بعد قرارات الخامس والعشرين من شهر أكتوبر الماضي أعلن البنك الدولي تجميد مساعداته للسودان كما أعلنت الدول المانحة ايقاف مساعداتها المرتقبة للسودان الأمر الذي انعكس سلبا على موازنة العامة للدولة للعام الجديد 2022م والتي تواجه معضلة حقيقية فيما يتعلق بتقديرات العون الخارجي المتوقع ، وحجم السحب من المنح والقروض ويتوقع أن يفاقم هذا عجز الموازنة الجديدة واستمرار ارتفاع التضخم وتراجع قيمة العملة الوطنية الجنيه مقابل العملات الأجنبية بجانب استمرار عجز الميزان التجاري.
بديل مجرب
ويري الباحث الاقتصادي دكتور هيثم محمد فتحي، أن الدعم العربي للسودان سيكون بديلاً لفقدان الدعم الدولي ومساعدات المانحين والبنك الدولي ، مبينا في هذا الصدد أن الدول العربية وخاصة دول الخليج ظلت تدعم السودان علي الدوام بكافة أنواع الدعم وهنالك شواهد كثيرة على ذلك سواء في الدعم الانساني أو الدعم لدرء الكوارث الطبيعية والفيضانات أو الدعم الفني أو الدعم التنموي بتمويل مشاريع تنموية في السودان عبر الصناديق السيادية للدول أو مؤسسات التمويل العربية أو تدفق المنح والقروض أو تدفق رؤوس الأموال العربية للاستثمار في السودان عبر الهيئة العربية للاستثمار أو عبر الصناديق السيادية للدول العربية وخير دليل على ذلك شركة سكر كنانة ومشاريع الهيئة العربية للاستثمار بولاية النيل الازرق منطقة (اقدي) .
التعويل على الدعم العربي
ونوه دكتور هيثم إلي أن السودان منذ الاستقلال في خمسينات القرن الماضي ظل يعول على دعم الدول العربية والأشقاء بدول الخليج العربي ، كما يؤكد الواقع أن الدعومات العربية للسودان أكبر بكثير من الدعم الدولي ، حيث ظل السودان يعول على الدعم العربي في مجالات مختلفة سواء منح او قروض أو دعم مباشر أو دعم سلعي أو دعم تنموي أو دعم لدرء الكوارث الطبيعية بجانب تدفق الاستثمارات ورؤوس الأموال العربية للاستثمار في السودان.
بديل متاح
وعضد دكتور أحمد التجاني صالح الخبير الاقتصادي، من القول بأن الدعم العربي سيكون بديلاً متاحا للسودان لفقدان الدعم الدولي ومساعدات المانحين ، واضاف التجاني: يتوقف ذلك علي حجم الدعم العربي ، ونوعية الدعم ومجالاته ، هل دعم في شكل معونة ومنحة أو في شكل قروض لفترة محدودة، أو دعم الاحتياطي النقدي لبنك السودان المركزي في شكل ودائع بالنقد الأجنبي،
بجانب تحديد حجم الدعم أوجه صرفه هل سيصرف في المساعدات الإنسانية أو التنمية أو الاستثمار في مجالات ذات عائد سريع .
آلية توظيف الدعم العربي
ودعا دكتور أحمد التجاني إلي تكوين آلية للإشراف على صرف وتوظيف الدعم العربي للسودان يتفق عليها بين حكومة السودان والدول العربية لتحديد أولويات الدعم العربي وأوجه صرفه، خاصة بالقطاعات الاقتصادية ذات العائد السريع وفي مقدمتها الإنتاج للصادر من استرداد تكلفة التمويل وزيادة العائد من النقد الأجنبي.
دعم إيرادات الموازنة
وفي السياق يري محمد نور كركساوي الخبير الاقتصادي، ان
الدعم العربى للسودان مهم وداعم لبند إيرادات الموازنة العامة للدولة، ولكنه لن يكون بديلا او يسد فجوة الفاقد من المساعدات الدولية ودعم المانحين المباشر وغير المباشر باعفاء الديون وتوفير الأقساط المستحقة Arryr loans .
ودعا كركساوي الي معالجة الخلل السياسى الداخلى فى هذه المرحلة ، حتى لا نفقد التعاون والدعم الدولى.