مقالات

د. عبد العظيم حسن يكتب: فض الشراكة

د. عبد العظيم حسن يكتب: فض الشراكة

سيولة الشارع المشحونة تقتضي الرجوع لأصول ومبادئ العمل العام المحكوم بمرجعية عقلاء وكفاءات وطنية متجردة. الحكمة، الكفاءة، الموضوعية أو العقلانية هي مصطلحات جامعة مانعة تتفق حول النزول عن التنظير لاختبار المعرفة العلمية بالعملية لتفعيل حسن التصرف بالذات مع الأمور المتشابكة. الأكفاء ليسوا بقيادات حاسمة وحسب وإنما مرنين متى اقتضى الأمر اللين. كل كفؤ سياسي غير أن العكس ليس بالضرورة صحيحاً. فالسياسة ولكونها علم يخضع لمؤشرات القياس، فلا يجوز اختزالها في المؤامرات والتحالفات الموقوتة والفاشلة. السياسة بكلمة واحدة فن إدارة شؤون الشعوب وتوفير حاجاتها.
صحيح أن ممارسة العمل السياسي بالسودان مهنة لا تحتاج لأي مؤهلات سوى بدلة ورباط عنق وبالعدم عمة وشال. من لم تسعهم القنوات الفضائية، فبوسائل التواصل الاجتماعي المتسع للتصريحات النارية وغير المسؤولة.
الخروج من الأزمة الراهنة يتطلب التعامل مع تشكيلاته المؤلفة من أربعة مكونات: أولها: مجموعة العسكر المحدودة التي تستغل السلطة وثروة العهد البائد. هولاء العسكر ركنوا أنفسهم بزاوية البحث عن تأمين الذات غير أنهم لن يتوانوا في اللجوء للعنف للخروج عن المأزق. أما المكون الثاني فهم فلول النظام المندحر، وهؤلاء هدفهم إرباك الانتقال ليفشل فيعودوا أو على الأقل يفلتوا من المسؤولية. المكون الثالث يتألف من الساسة، وهولاء سواء أكانوا من الحرية والتغيير (1) أو (2) فلا تحدهم حواجز ومن الوارد أن يتوافقوا، في أي لحظة، لأن هدفهم السلطة المدركين أن تنازلهم عنها يعني فقدانها للأبد. رابع المكونات ويتألف من أغلبية الشارع الساحقة، وهم أصحاب الوجعة ممن أنجزوا الثورة حقيقة. هولاء لا خيار لهم سوى إنجاح الانتقال تأسيساً لدولة القانون. هذه الأغلبية لا تملك سوى الضغط على المكونات الأخرى من العسكريين والمدنيين ليتقدموا باستقالات جماعية. كافة المحللين على قناعة أن الشراكة القائمة لا أمل فيها لكونها، ومنذ يومها الأول، نشأت هشة تفتقر لأدنى مقومات الثقة والاحترام وبالتالي الاستمرار. ببساطة لا حل غير الطلاق البائن الذي يجب أن يحققه الشارع ليكون التسريح بإحسان. فهل ينجح المكون الرابع بالإفادة من مواكب 21 أكتوبر المليونية؟
د. عبد العظيم حسن
المحامي الخرطوم
18 أكتوبر 2021

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى