صحةمنوعات

هل من الحقيقي أنك أكثر عرضة للمرض عندما تشعر بالتوتر؟

استراتيجيات تقليل التوتر....

يؤدي التوتر إلى إفراز هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول، والتي يمكن أن تثبط جهازك المناعي؛ ومع ذلك، فإن القلق المزمن يشكل خطورة أكبر من المخاوف قصيرة المدى.

يقول ديفيدسون: “التوتر ظاهرة واسعة النطاق للغاية. يمكنك أن تشعر بالتوتر أثناء مشاهدة فيلم رعب، أو يمكنك تجربة توتر طويل الأمد، مثل المرور بتجربة طلاق”.

يمكن للتوتر قصير المدى أن يؤثر مؤقتاً على جهازك المناعي. ويضيف ديفيس: “يتغير عدد الخلايا المناعية في الدم، لكنه يعود إلى طبيعته في غضون ساعة تقريباً، لذا فمن المستبعد أن يكون له أي تأثير كبير”.

أما التوتر طويل الأمد فقصته مختلفة. عندما يشعر جسمك بوجود تهديد، تفرز الغدد الكظرية هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول. هذه الهرمونات تهيئ الجسم لاستجابة “الكر أو الفر” (Fight or Flight)، مما يؤدي لزيادة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، ولكنه يؤدي أيضاً إلى تثبيط الجهاز المناعي.

 إضافة الكورتيزول إلى الخلايا المناعية يجعلها أقل فعالية بكثير في تدمير الخلايا المريضة.

يقول ديفيس، مؤلف كتاب “الدفاع عن النفس: دليل لدحض الخرافات حول الصحة المناعية”: “يمكننا رؤية ذلك حتى على المستوى الجزيئي. إذا أخذنا خلايا مناعية وعرضناها لخلايا مريضة، مثل السرطان، فإن الخلايا المناعية ستدمرها عادةً. ولكن إذا أضفنا الكورتيزول، فإنها تصبح أقل فعالية بكثير”. وإذا استمر هذا التعرض لهرمونات التوتر لأسابيع أو شهور، فإن نظامنا المناعي سيضعف.

 

وقد ثبت أن ممارسات مثل “اليقظة الذهنية” (Mindfulness)، والتاي تشي، وغيرها من استراتيجيات تقليل التوتر، تعمل على خفض مستويات الكورتيزول، مما يفيد المناعة. ومع ذلك، يوضح ديفيس أن إثبات ذلك أمر صعب؛ فلا يمكنك أخلاقياً تعريض أعداد كبيرة من الناس للمرض لاختبار استجابتهم المناعية، كما أن قياس “الصحة المناعية” في بيئة واقعية هو أمر معقد. ويضيف: “الأمر صعب أيضاً لأنه لا يمكنك تجنب التوتر؛ فكل تغيير في حياتنا يرتبط به قدر من التوتر، والكثير من هذه التغييرات تكون إيجابية”.
ومع ذلك، إذا كنت قلقاً بشأن التوتر طويل الأمد، ينصح ديفيس بمراجعة طبيبك العام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى