مقالات

سعاد سلامة تكتب: ..همس البوادي..الاستقلال حين تولد الفكرة وطنًا

سعاد سلامة تكتب: ..همس البوادي..الاستقلال حين تولد الفكرة وطنًا

 

لم يكن الاستقلال في تاريخ الشعوب لحظة احتفال تُرفع فيها الرايات فحسب بل كان قبل ذلك كله فكرة ناضجة تشق طريقها بصبر في الوعي الجمعي حتى تتحول إلى وطن يُطالب بحقه في الحياة فالتحرر الحقيقي لا يبدأ من حدود الجغرافيا بل من حدود العقل ولا يُصنع بقرار عابر بل بتراكم فكري وثقافي طويل النفس.

في التجربة السودانية جاء الاستقلال تتويجًا لمعركة وعي خاضها المثقفون والشعراء والصحافيون قبل أن يخوضها الساسة تشكّلت الفكرة في المدارس والمنتديات،وفي الصحف والقصائد والأغنيات الوطنية حيث أعادت الثقافة تعريف الإنسان السوداني بذاته وأيقظت فيه الإحساس بالكرامة والانتماء والحق في تقرير المصير

لقد أدرك رواد الحركة الوطنية أن الاستعمار لا يسيطر على الأرض وحدها بل يسعى قبل ذلك إلى إخضاع الوعي فكان التصدي له ثقافيًا وفكريًا بقدر ما كان سياسيًا ومن رحم هذا الوعي ولدت مؤسسات وطنية مثل مؤتمر الخريجين الذي مثّل لحظة التقاء بين الثقافة والفعل السياسي وأسهم في تحويل الفكرة إلى مشروع وطني جامع

وكان للكلمة دورها الحاسم كلمة تُكتب في صحيفة أو تُلقى في ندوة أو تُنشد في أغنية فتصل إلى أبعد منابر الوجدان الشعبي هكذا صارت الثقافة جسرًا يربط النخبة بالجماهير وحاضنة للفكرة التي تحولت تدريجيًا إلى حلم ثم إلى مطلب ثم إلى وطن مستقل.

إن الاستقلال، في جوهره ليس نهاية معركة بل بداية اختبار. فحين تولد الفكرة وطنًا تصبح مسؤولية حمايته وتجديد معانيه واجبًا دائمًا والاستقلال الذي لا يُصان بالوعي ولا يتجدد بالثقافة يظل مهددًا في جوهره مهما اكتملت مظاهره الشكلية
واليوم ونحن نستدعي ذكرى الاستقلال لا نحتاج فقط إلى استحضار التاريخ بل إلى استعادة روحه روح الفكرة الأولى التي آمنت بأن الوطن يُبنى بالعقل المستنير والضمير الحي والثقافة التي تظل في كل المراحل خط الدفاع الأول عن الحرية والكرامة.

لعب الوطنيين السودانيين دورًا بارزًا في تحقيق استقلال السودان حيث قادوا النضال ضد الاستعمار البريطاني وكان من أبرزههم
الإمام عبدالرحمن المهدي الذي قاد الحركة الوطنية السودانية وطالب بالاستقلال.
والبطل علي عبداللطيف مؤسس حزب الاتحاد السوداني ودعوته للاستقلال.

ومحمد أحمد المحجوب قائد الحركة الوطنية السودانية وكان أول رئيس وزراء للسودان بعد الاستقلال.
والزعيم إسماعيل الأزهري قائد الحركة الوطنية السودانية وكان أول رئيس للسودان بعد الاستقلال
قاد الوطنيين السودانيين النضال ضد الاستعمار البريطاني وطالبوا بالاستقلال كما شاركوا في مؤتمر الخريجين عام 1938م الذي طالب بالاستقلال و ساهموا في تأسيس حزب الأمة السوداني الذي قاد الحركة الوطنية السودانية.ولعبوا دورًا مهمًا في إعلان الاستقلال في الاول من يناير 1956م
بذلك تظل مساهمات الوطنيين السودانيين في تحقيق الاستقلال رمزًا للشجاعة والتضحية ودورهم في بناء السودان الحديث لا ينسي

فاصلة
كمالعبت القوات المسلحة السودانية دورًا بارزًا في تحقيق استقلال السودان وقدمت تضحيات جسيمة في سبيل استقلاله واستمرت في الدفاع عن السودان ووحدته رغم التحديات التي تواجه البلاد من الحرب اللعينة التي فرضت عليها تظل القوات المسلحة السودانية رمزًا للشجاعة والتضحية في تحقيق الاستقلال والوحدة الوطنية وعاش السودان حرا ابيا في عيداستقلاله ال70
وعاف الله الوطن الجريح والرحمة والمغفرة لشهداءنا الأبرار وعاجل الشفاء للجرحى والمصابين وردالله الماثورين .
اللهم أمنا في أوطاننا

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى