أكثر من(100) تلميذ في الفصل: مدارس (الفيحاء) …مأساة تلاميذ ..!!!
أكثر من(100) تلميذ في الفصل: مدارس (الفيحاء) …مأساة تلاميذ ..!!!
تحقيق :هويدا حمزة
(الصف الأول 87 تلميذاً، الصف الثاني 90، ثالث102، رابع 105،خامس92، سادس106، سابع 87، ثامن 100تلميذ بينما الوضع الصحي 40 تلميذاً بالصف)…!
عفوا عزيزي القارئ هذا الوضع لا يوجد في أي ريف من أرياف الولايات النائية بل في مدينة الفيحاء الراقية في منطقة شرق النيل وفي مدرستيها اللتين كانتا توصفان بـ( النموذجية) لسيرتها الطيبة في التحصيل لدرجة أن العام السابق حاز أحد طلابها على مقعد بين العشر الأوائل.
في مدرسة البنات
وفي فصل الثامن لا يوجد ممر فالفصل ممتلئ على جانبيه ولأنه لا يسع الجميع فقد أضطرت إدارة المدرسة لوضع كنب إضافي في الممر ليحتمل الإضافات الجديدة من الطالبات ومن ثم على الطالبة التي تريد الذهاب إلى دورة المياه مثلاً أن تصعد فوق الكنب لتعبر كما ذكرت لي الطالبة إيلاف ابراهيم التي قالت لـ(الإنتباهة ):الحتة ضيقة ونحن مابنقدر نطلع والبنات كتار شديد ومنهم العاوزة تستفيد والماعاوزة ، والماعاوزين يستفيدوا يتكلموا في الحصة ونحن مابنقدر نتكلم بعدين عشان في أزمة كورونا المرض ممكن ينتشر لأنه مافي تباعد والبنات مالابسين كمامات لازم أية واحدة تحافظ على كمامتها والمعقم في شنطتها ويكون في إهتمام من الإدارة والإزدحام والتلامس الحاصل ده غلط لأنه في متحورات خطيرة.
أما ربى فتح الرحمن فتقول (عندنا كتمة نفس والتهوية سيئة وكذلك المقاعد وعموما الفصل كله سيئ أما الكتب فلا تَوجد ).
وضع مأساوي
(نسرين حاتم).. كانت أكثر فصاحة في توصيف الوضع داخل الفصل والمدرسة عموما فتقول (الفصل ضيق والكنبة عادي يكون فيها خمسة والبنات أحجامهم كبيرة مابنقدر نكتب وأساساً مافي كتب، البيئة المدرسية سيئة جداً خاصة الحمامات الأطفال يحتاجون لاستخدام دورات المياه كثيراً، لا نتوقف عن نظافة المكان ولكن الروائح الكريهة تظل موجودة، خلف الفصول وفي طريق دورات المياه يوجد شجر كثيف ذو أشواك دائماً نتأذى منها يومياً كل يوم تلميذة تصاب في رأسها طبيعي نحن في حالة مستشفيات، الأكل في البوفيه دائماً يقطع هنالك تلميذات لا يجدن فطور، أما الأزيار فقذرة وتملأ بالخرطوش الذي يستخدم لملء جردل الحمام مع العلم أنه توجد (8) حمامات بها جردل واحد ومغرفة واحدة تستخدمها حوالي (500) طالبة ولا توجد براميل للإحتياجات الخاصة بالبنات، لا يوجد ترتيب ولا نظام الفصول دائماً متسخة حتى المكانس غير متوفرة البنات(طبيعي في حالة مكنستي ومكنستك) نحن نقوم بالنظافة لكن أساساً مواد التنظيف غير متوفرة والمشكلة الكبرى أنهم بحرقوا النفايات داخل المدرسة ومنا مريضة الأزمة ومريضة الغدة الدرقية والجيوب الأنفية، جئنا لندرس ولكننا نصاب بالأذى ومضطرين نعيش في هذا الوضع ).
منطقة شدة
في الصف السادس وجدت الأستاذة نجلاء وداعة وهي بالكاد تجد مكاناً تقف فيه لتؤدي حصتها بين التلميذات الجالسات على الأرض سألتها عن عدد التلميذات بالفصل فقالت حوالي (130) تلميذة بينما الوضع الطبيعي ألا يزيد العدد عن (60) وقالت أنه من الصعوبة مراقبة هذا العدد ومتابعة الأداء وتصحيح الكراسات خاصة التلميذات الجالسات على الأرض فهن لا يستطعن التجاوب مع المعلم الذي لا يستطيع أن يسمعهن بصورة جيدة كما إشتكت من عدم توفر الكتب وقالت أنهم الآن يشركون كل (2) في كتاب وقالت إن العام السابق كان الفصل به (70) تلميذة. لكن هذا العام التحويلات كثيرة من المدارس الخاصة لأنها أصبحت غالية شديد مما جعل من يسكنون حول المدرسة بتحويل أبنائهم خاصة أن مستوى المدرسة ممتاز وفي العام الماضي أذيعت طالبة َمنها ضمن الـ10 الأوائل ولكنها تجزم بأن تحقيق مثل تلك النتيجة صعب في مثل هذه الظروف.
أما الأستاذة عايدة محمد الحاج فالصف الرابع الذي وجدتها تدرس به حصتها يضم أكثر من (80) طالبة ما يشكل إزدحاماً كبيراً بسبب التسرب من المدارس الخاصة بسبب ارتفاع الرسوم وأقرت بأنها لا تستطيع متابعة الجميع بصورة دقيقة بل قالت (مافي أية متابعة) ومن ناحية صحية قالت إن الوضع سيئ أما الكتب فقالت (لم نستلم أي كتاب عدا كتب المرحلة المتوسطة ورفعنا الوضع ده لمكتب التعليم لكن لا توجد أية نتيجة ).
مضطرون
عزة عبدالله أم لطفلين بالمدرسة أول وسادس إشتكت من الإزدحام لدرجة أن يجلس التلاميذ على الأرض خاصة بالسادس ولكنها مضطرة لقبول هذا الوضع لأن المدرسة قريبة من المنزل خاصة أن المدرسة لم تكن بهذا الوضع سابقاً وأضافت إلا نراجع ليهم في البيت).
لا توجد وظائف عمالية
أستاذة سلوى فؤاد بمدرسة البنات قالت إن دورات المياه قذرة بينما تقوم البنات بتنظيف المدرسة حيث لا يوجد فراش بالمدرسة نسبة لعدم وجود وظائف عمالية أقرت بخطورة حرق النفايات في المدرسة وطالبت بتوفير مكب وقبل ذلك أكياس نفايات.
مناشدة
(الإنتباهة) تضم صوتها إلى صوت أسرة المدرستين ولجنة الخدمات وتناشد الخيرين والشركات الكبرى بالمساهمة في هذا العمل الكبير في إطار مسؤوليتها المجتمعية من أجل الأطفال رجال ونساء المستقبل) لأنه هذا هو الاستثمار الحقيقي لأن التحصيل في مثل هذه الأوضاع التي رصدتها (الإنتباهة) خلال جولتها في المدرستين صعب للغاية على التلاميذ والمعلمين على حد سواء.
المصدر: الانتباهة