
حفلات شباب السودان في عواصم النزوح.. الرقص على أصداء الفجيعة!!
محسوبون على الشعب السوداني من (قاع المجتمع) يثيرون دهشة العالم
لا فرق بين هؤلاء وبين داعمي المليشيا من أبناء هذا الوطن الذين خانوا العهد فمن لم يقف معنا في هذه الحرب فهو ضدنا..!!
مطالبات بأن تتخذ الدولة إجراءات ضد هؤلاء الشباب بالتنسيق مع سفاراتنا في الخارج
كتب: نزار حسين
أثناء سيلان شلال الدم السوداني الذي غطى الأرض ثم تبخر حتى منع الرؤية ليصبح كل شيء أحمر قانيا داكنا كئيبا مائلا للسواد..
وحين ملأت صرخات الحرائر المغتصبات الأفق ومنعت جميع الأصوات من الوصول سواها، أنيناً وثكلاً وخنيناً ونشيجاً..
وفي اللحظة التي توارى الأمان عن الأمكنة جميعها واعتلى الخوف الجدر والبيوت والجبال والطرق..
وحين تداعى الرجال من أبناء السودان الشرفاء لمعسكرات التدريب وحمل السلاح جنباً إلى جنب أسود القوات المسلحة،
تحملهم النخوة والغضب والثورة على الباطل..
حين تسابقت حتى النساء للتدريب وحمل السلاح بعد أن أصبحن هدفاً من أهداف مليشيا الدعم السريع التي لا تقوى إلا على الضعفاء من النساء والأطفال وكبار السن..
وفي ظل واقع مأساوي من النزوح والموت جوعاً بسبب الحصار في الفاشر وغيرها..
ذُلّ المواطنين في المناطق التي سيطر عليها أوباش المليشيا من قُطَّاع الطرق وخريجي السجون والقتلة المأجورين..
اغتيال الناس على أساس العرق والهوية والقبيلة والانتماء وبلا سبب..! وسرقة أموالهم وممتلكاتهم بل وحتى بناتهم..!
في وقت ملأ اللهيب الكثير من مدن السودان وكاد يعم جميع الأرض واكتوى الناس بالغضب وماتوا بالقهر..
ضاعفت ت فئة من أبناء هذا الشعب (العاقين)، من الألم وأمعنت في الضغط على الجراح وأرسلت غمامة من الخزي زادت ضباب الفجيعة الذي عتم الرؤية في السودان..!
فئة من الشباب انتشروا في المدن المختلفة بعد أن هربوا من جحيم الحرب، كان شعارهم المجون والطرب والميوعة والاختلاط الفاجر..
لم يكن ليخطر على مخيلة أحد أن يفعل ذلك شباب رضعوا من ثدي هذه الأرض وتشربت أجسادهم بلهيب شمسها الحارقة..!
(سفراء) الخزي!!
في عاصمة مصر، القاهرة، وفي كثير من مدنها، انتشرت حفلات صاخبة تضم شباب سودانيين، يبرأ السودان إلى الله منهم..
حفلات وجمهور من الطراز الرخيص، أغنيات تافهة بكلمات يعف اللسان عن نطقها والقلم عن كتابتها، وألحان هي أقرب لأغنيات (الزار)، ذلك الطقس الشيطاني الذي كان ينتشر في حقب قديمة في هذا البلد اتسمت بالجهل والبعد عن الدين، ألحان تستحضر الجن والمردة في حضور السحرة والمشعوذين..
صارت الأنغام المصاحبة لتلك الطقوس هي العنوان لحفلات هؤلاء الشباب في مصر وفي العواصم المختلفة..
لكأنك تلمح الشيطان بين جموع السكارى بالطرب الماجن..!
ظلت هذه الفئات تقوم بحفلاتها، طيلة فترة الحرب، بعد أن ولوا الدبر هاربين من ويلاتها، وكأن الدم الذي يسيل في الخرطوم والجزيرة وبارا والفاشر ليس دمهم..!
لكأن تلك الحرائر التي اغتصبت و(بيعت) وقتلت، ليست عروضهم ولكأن الشيوخ الذين ذلوا ونكل بهم ليسوا آباءهم ولكأن الأرض ليست أرضهم..!
مغنيات من الطراز الساقط.. علت أصواتهن العواصم عاراً علينا لفت الأنظار وحقَّر تاريخنا ومرَّغ جباهنا العالية في أتربة المدن
بأفحش القول وأفحش الفعل..!
بل تخطى الأمر الحدود، بظهور فئات من المتشبهين بالنساء، من بني جلدتنا.. يتغنون وتمجدهم المواقع وتنتشر إعلانات حفلاتهن في المجموعات الخاصة وفي الوسائط المختلفة ويتهافت المصفقون للباطل وأسرى (النغم الهابط)، عليها يتسابقون على تذاكرها..!
ولسان حال العالم يتساءل هل هؤلاء حقاً من السودان؟!
فنانات بلا وازع ولا رادع ولا ولي.. ومخنَّثون بكامل صفات الفحش والبذاءة.. والمؤسف أن حولهم المئات من أبناء وبنات هذا الوطن..!!
غضبة شعبية!!
هذه الحفلات وهذا النشاط المبتذل شكل حالة من الغضب لجميع شرفاء هذا الوطن في كل مكان.. ودعا كثير من الناس لاتخاذ إجراءات قانونية ضد هذه الفئات التي لا تستحق وثيقة الانتماء لهذا الوطن فقد أثبتوا أن جرحه لا يؤلمهم وأن مصابه ليس مصابهم وأنهم في معزل عن هذا الجسد الواحد الذي تداعت له أعضاؤه في كل مكان من العالم..!
فالسودانيون في كل مكان الآن قلوبهم يتوقف نبضها بسبب ما يحدث في الفاشر وتذرف دموعهم ليل نهار لتملأ الكون حزناً ومن تمكن منهم من اللحاق بركب القتال لم يتأخر..
إلا أن هؤلاء ظلوا سادرين في جرحهم لمشاعر الشعب بلا أدنى حياء أو مراعاة أو إحساس، ناهيك عن التفكير في اللحاق بركب المدافعين عن هذه الأرض التي تكالب عليها أعداؤها..!
مطالبات تسري في الأسافير بأن تتخذ الدولة إجراءات مستحقة بالتنسيق مع سفاراتنا في الخارج، لإيقاف هذا العبث..
ووجب علينا أن ندعم هذا الاتجاه بالداخل وبالخارج، فهذه الفئة المُخذِّلة لن يجد منها السودان في حاضره ولا في مستقبله سوى الخزي والعار والشنار..!
حريٌّ بالقائمين على الأمر وضع حد لهذه الفئة التي تستفز مشاعرنا وتمس رجولتنا وغيرتنا على هذا الوطن وتؤكد أن العملاء والداعمين للمليشيا بالسلاح والرأي والكلمة ليسوا وحدهم من يستحقون القتال والمحاربة والتجريد من أي صفة تنسبهم لهذا الوطن وهذا الشعب الشامخ العظيم.





