سعاد سلامة تكتب: ..همس البوادي..حقوق الإنسان بين الاحتفال العالمي ومسؤولية المجتمع الدولي عن الأزمات

سعاد سلامة تكتب: ..همس البوادي..حقوق الإنسان بين الاحتفال العالمي ومسؤولية المجتمع الدولي عن الأزمات
أوجاعنا لا تنتهي حتى في إحتفئاتنا وافراحنا الخاصة يظل هنالك حزن ودمع يتحكم في إستجابتنا نحو العالم تمر هذه الأيام ذكرى إعلان دباجة حقوق الإنسان التي أصدرتها الأمم المتحدة وبينما يحتفي العالم بهذا الإعلان ينزف الجرحى من الأطفال في الفاشر ويتعرض آخرون منهم للتهجير القسري من القرى والأرياف وتكتب التقارير الإحصائية أن أكبر عدد من الأرامل في تاريخ بلادنا وثقة في هذه المرحلة والسؤال اين المؤسسات العالمية من حقوق الإنسان
والإمارات اليوم وعلى لسان وزيرالدولة الإماراتية قبحها الله تقول انهم يتعهدون بهدنة حرب لمدة ثلاث اشهر فإي هطل واي تدخل ضد الإنسانية فكيف لدويلة الشر أن تتعهد بهدنة الحرب إن لم تكن جزء منها علينا وكما قرأت في تصريحات صادرة من قانونيين في ورشة اقامتها المفوضية القومية لحقوق الإنسان من الضغط على المجتمع الدولي لمعاقبة دويلة الامارات وكل الذين شاركوا بمرتزقتهم في انتهاك حقوق الإنسان في بلادي
في كل عام يتجدد الحديث عن حقوق الإنسان بوصفها جوهر الكرامة الإنسانية ومحور النضال العالمي من أجل العدالة ومع حلول اليوم العالمي لحقوق الإنسان تتوجه الأنظار إلى واقع الشعوب ومعاناتها حيث تكشف هذه المناسبة عن التحديات والانتهاكات التي ما تزال تعصف بالعديد من المناطق حول العالم وبينما يتحدّث العالم عن تعزيز المسؤولية الدولية في حماية الشعوب يبرز ملف السودان بوصفه أحد أكثر الملفات تعقيدًا وإثارة للجدل
يشهد السودان منذ سنوات صراعًا دمويًا خلّف أزمات إنسانية هائلة شملت نزوح الملايين وانهيارًا شبه كامل
للخدمات الأساسية وفي خضم هذا الوضع برزت تقارير دولية وإعلامية متعددة تتحدث عن تورط أطراف إقليمية ودولية في تأجيج الصراع سواء عبر الدعم العسكري أو السياسي أو اللوجستي
يأتي اليوم العالمي لحقوق الإنسان ليذكّر العالم بأن قيمة الإنسان يجب أن تبقى فوق كل حسابات السياسة والمصالح فاحترام الكرامة الإنسانية هو أساس الاستقرار والتنمية وهو معيار تُقاس به حضارة الأمم
في هذا اليوم تتجدد الدعوة لحماية المدنيين وصون الحريات وتعزيز العدالة وترسيخ مسؤولية مشتركة بين الحكومات والمجتمع المدني والإعلام كما يبرز صوت المتضررين من الحروب والظروف القاسية بوصفه أصدق تعبير عن حاجة العالم لإنصاف حقيقي
إن الاهتمام بالإنسان ليس شعارًا بل التزام عملي يبدأ من توفير الأمن والخدمات والحقوق الأساسية وصولًا إلى بناء مجتمع واعٍ يدافع عن الكرامة الإنسانية
الرسالة واضحة الإنسان اولا.
*فاصلة*
يبقى السودان جرحًا نازفًا في ضمير العالم ويمثل امتحانًا حقيقيًا لالتزام الدول بمبادئ حقوق الإنسان وفي اليوم العالمي يتجدّد النداء بضرورة تحقيق دولي مستقل ومحاسبة كل جهة دولة كانت أو جماعة إن ثبت تورطها في معاناة المدنيين
فالعدالة ليست انتقامًا بل هي خطوة ضرورية نحو سلام دائم يضمن للشعب السوداني حقه الكامل في الحياة الكريمة.
اللهم أمنا في أوطاننا





