د . حسن التجاني يكتب:..وهج الكلم..الاعلام السالب المخيف….!!

د . حسن التجاني يكتب:..وهج الكلم..الاعلام السالب المخيف….!!
كل من هب ودب صار اعلامي ومشهور اكثر من الاعلامي الذي تلقي الاعلام علما وخبرة…وللاسف الامي هو الاخر صار اعلامي محترف يصدقه الناس.
* قبل ظهور الاسافير بهدفها (السلبي) قاتلها الله وانتشارها بصورة مزهلة كان الاعلام قاصرا علي اصحاب المهنة والعارفين بامرها لذا نسبة البلاوي فيها كانت قليلة جدا وتكافحها محاكم المعلوماتية متي وقعت في طورها المائي …لكن الان لا محاكم تستطيع ان تحسم الامر لكبر رقعة انتشاره ومخالفاته المتكررة .. وغالبا العقوبات تنتهي بالصلح والتسويات غير المفضية لعقوبة تجعل الامن الاعلامي مستتب .
* الاعلام المخيف كان اعلام الجريمة العنيفة والذي تخصص في عكس الجرائم وملاحقة دوافعها واسبابها وللعجب كان القارئ السوداني لا يحب الا مثل هذه الصحف التي تنقل له اخبار واسرار الناس الخاصة جدا ويستمتع لها ويتابعها بالحصول علي الصحيفة مبكرا.
* الشرطة كانت تحرص كثيرا بألا تخرج اسرار الناس للناس عبرها
وكل المجرمين والمجرمات وان حكمت عليهم المحاكم وادانتهم كانت الشرطة تحجب صورة وجوههم من الاعلام بل تلزم الاعلام بتغطية (عيونهم) باعتبارها اكثر جزء في الانسان يوضح او تتضح فيه شخصية المجرم .
* الاعلام لولا الشرطة ما كان يعير الامر كثير اهتمام بل كان سيأتي بصورة المجرم علانية باعتبار ان ينتبه المجتمع بعد ان يتعرف عليه لكن خصوصية الانسان وتكريم الله لخلقه جعل ذلك محل رعاية واهتمام من القانون الوضعي.
* لذا كنا نقول ان العلاقة بين الشرطة والصحافة المختصة في الجريمة تحديدا تتشابه في كثير
في اوجه نشاطاتها فكلها تبحث عن الحقيقة وكشف طلاسم الجريمة .. فبينما الشرطة تسعي لكشفها بغرض العدالة …تسعي الصحافة لتمليكها للمواطن بغرض التوعية والتوجية
بالطبع هذا المقصد الذي ينبغي ان يسود في عالم الصحافة لكنه للاسف هو غير ذلك تماما.
* في الوقت الذي تسعي الشرطة لكشف الحقيقة لاجل العدالة تسعي الصحافة للكسب المادي والسبق الصحفي بغرض التميز….لذا تظل العلاقة بين الصحافة الجنائية والشرطة خطين متوازيين لا يمكن ان يلتقيا الا نادرا.
* ولكي يلتقي هذان الخطان يجب علي الشرطة ان تسارع وتبادر في تمليك الاعلام ما يمكن من اخبار حول الحادثة فور وقوعها حتي لا يضطر الاعلام لاستقائها والحصول عليها من مصادر غير معتمدة..مثلا من المواطنيين الذين يجهلون الحقيقة تماما وهذا يؤثر لاحقا في مجريات العدالة ويؤثر في الرأي العام الذي يظل يشكك في تحقيق العدالة والقضاء في القضية لاحقا.
* تجنبوا الاعلام السالب الذي اخذ يؤثر في الرأي العام ليس في الجريمة فحسب بل في كل شئ السياسة والاقتصاد والامن والتعليم والصحة …بسبب كثرة قنوات التواصل الاجتماعي المنتشرة في الاسافير دون رحمة ولا شفقة…وعجزت الاجهزة العدلية علي ملاحقتها والنيل منها .
* هذه الايام ينشط الاعلام المخيف جدا وهو اعلام الحرب ومعركة الكرامة …الذي ينقل اخبار كاذبة ومخيفة تزلزل اركان الاستقرار الامني المجتمعي وتؤثر كثيرا في محصلة النتائج المشجعة علي استقرار الاوضاع عامة لدي المتلقي ايا كان .
* لكن هذا الانتشار السالب من الاعلام له مبرراته وله اسبابه ودوافعه المتمثلة في غياب الاعلام الرسمي الذي يجب كان ان يكون حاضرا في كل مكان وزمان نافيا ومكذبا ومصححا لاي خبر لا يصب في مصلحة البلاد والعباد استراتيجيا.
* لكن للاسف كثير من القائمين علي امر الاعلام ببلادنا يجهلون مفاهيم الاعلام الاستراتيجي الذي يجب ان يصاحب المرحلة
مثلا… اين الناطق الرسمي للقوات المسلحة فمنذ ان ذهب العميد نبيل باسباب واهية وغير مقبولة لم يظهر
خليفته في اي توضيح ويبدو ان الخطة كانت قد رسمت هكذا بان يعم الصمت طويلا لارضاء اطراف وجهات نخشي علي غضبها منا وهذا طبع السودانيين عامة المجاملة وترضية الناس اولا ولو كان خصما علي الناس والوطن ..فصمت بديل العميد نبيل عبد الله ولم ينطق حرفا فترك الحبل علي (الغارب) لكل من هب ودب ان يحلل بفهمه وجهله ما شاء وجاطت القصة واصبح المواطن ضحية للاسافير تفعل فيه وبه ما تشاء.
سطر فوق العادة :
الاستاذ خالد الاعيسر الوزير الحالي للاعلام …غير مناسب للوزارة في هذه المرحلة نهائيا …فهو اعلامي ناشط جيد ..يصلح لمنصات النقاش التي تتطلب الصوت العالي والشجاعة كما كنا نفعل سابقا في اركان النقاش بالجامعات او علي طاولة الحوارات بالبرامج الاذاعية والتلفزيونية …ففيها يمكن ان تقول ما تشاء دون قيود وسلاسل لكن الاستوزار يقيدك ويجعلك مكبلا لا تقول الا ما يرضي خط الناس (الفوق)وهذا ما لم ينتبه له خالد او من اتي به…الان الاعيسر اتحرق علي مستوي الوزير وحتي كناشط لا يمكن له من عودة وان اراد .
(ان قدر لنا نعود)





