محجوب أبوالقاسم يكتب:الإعلام يتقدم…مبادرة اعلاميون لأجل السودان

محجوب أبوالقاسم يكتب:الإعلام يتقدم…مبادرة اعلاميون لأجل السودان
في ظل هذه الحرب اللعينة التي أشعلتها مليشيا آل دقلو على الشعب السوداني وما خلفته من نزوح ولجوء وتمزيق للنسيج الاجتماعي لم تعد الكارثة محصورة في دماء سالت أو مدن استبيحت بل في جرح غائر تركته تلك المليشيا في نفوس السودانيين، من ذل وهوان ووجع لا يهدأ ، وقد كان أهل دارفور وكردفان في قلب هذا الألم إذ عاشوا فصولا من الفقد الذي لا يحتمله إنسان.
لكن وسط هذا السواد أضاءت مبادرة جديدة شمعة أمل مبادرة ولدت من رحم المهنة ومن ضمائر حية أدركت أن دور الإعلام لا يقتصر على نقل المأساة بل يمكن أن يتحول إلى صانع فعل ومخفف كرب.
تداعى عدد من الإعلاميين وفي مقدمتهم إعلام الكرامة ليضعوا أمام أنفسهم سؤالا أخلاقيا قبل أن يكون مهنيا ماذا يمكن أن نقدم لأهلنا في دارفور وكردفان وكيف يمكن للإعلام أن يكون قوة مبادرة لا مجرد ناقل للحدث
ومن هنا ولدت مبادرة إعلاميون لأجل السودان مبادرة تهدف إلى تسيير قافلة مساعدات إنسانية للنازحين من ويلات الحرب من المتاثرين من دارفور وكردفان، خطوة تكشف وعيا عميقا بقدرة الإعلام على تجاوز حدود الاستديو والبيان إلى ساحات الفعل الإنساني المباشر.
لقد تقدم الإعلام هذه المرة على قطاعات كثيرة كان من المفترض أن تبادر فكان هو الضمير الحي الذي يسبق المؤسسات ويعيد تشكيل المعادلة بأن الإعلام لا يوثق فقط… بل ينقذ أيضا.
شكلت الجلسة التي احتضنها منزل سعادة السفير الفريق اول ركن عماد الدين عدوي بالمعادي لحظة التأسيس الحقيقية لهذه المبادرة تمنيت أن أكون هناك شاهدا على ميلاد هذا الفعل الإنساني الجليل لكن ظرفا قاهرا منعني من تلبية الدعوة ومع ذلك وصلني صدى الحدث كما لو أنني كنت بينه حماس، إرادة، ووعي بأن السودان يحتاج الآن لكل يد تمتد ولقلب يحمل عبء أهله.
إن الدور الذي بدأته هذه المجموعة يجب أن يتحول إلى تيار واسع، المطلوب اليوم أن تتكاتف قبيلة الإعلام بأفكارها منصاتها خبراتها وعلاقاتها لدعم هذه المبادرة وتوسيعها كما أن المجتمع بكل قطاعاته مدعو ليكون شريكا أصيلا ،فالمأساة ليست حكرا على منطقة ولا النجدة مسؤولية فئة دون أخرى.
كل التحية لأعضاء المبادرة ومؤسسيها وتحية خاصة للاستاذة سمية سيد وللمهندسة أميمة عبدالله ولكل الأيادي البيضاء التي فكرت وأسست ودعمت وحلمت دون فرز أو تمييز.
وأدعو زملائي الإعلاميين في الداخل والخارج إلى أن يجعلوا من هذه المبادرة نموذجا للالتزام الأخلاقي والإنساني في زمن الحرب فحين ينجح الإعلام في مدةيد العون يصبح القلم أكثر فاعلية من أي رصاصة.
إعلام يتقدم ووطن ينتظر منا أن نكون قدر الجرح وقدر الأمل.
ولنا عودة
1ديسمبر2025م





