محمد عبدالقادر يكتب: ..علي كل..تصريحات ترمب . تريثوا الشيطان مازال فى التفاصيل…

محمد عبدالقادر يكتب: ..علي كل..تصريحات ترمب . تريثوا الشيطان مازال فى التفاصيل…
لاينبغي التقليل من أهمية اي دور يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة الامريكية لإنهاء الصراع فى اي مكان بالعالم، غير أن الطريقة التى عبر بها الرئيس دونالد ترامب امس عن رغبته فى التدخل لايقاف حرب السودان وهو يستجيب لطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان امس تبدو مثيرة للقلق أكثر من كونها باعثة على الاطمئنان.
تصريحات ترامب بشأن رغبته التدخل لإنهاء الحرب فتح الباب أمام كثير من الاسئلة المرتبطة بتغافله المتعمد عن ما أحدثته الحرب من فظائع ودمار وما اقترفته بحق السودانيين من ابادة جماعية وقتل على أساس الهوية وجرائم نهب وسلب وقتل واغتصاب للمدنيين …
على غير كثير من المتابعين والمراقبين والمرحبين بتصريحات الرئيس الأمريكي ، بمن فيهم الرئيس عبدالفتاح البرهان ارى أن التريث مطلوب فى التعليق على ما أعلنه الرجل، وهو يتعاطى مع فظائع الحرب بطريقة تنطوي على قدر من التقليل والاستهتار بمأساة بلد مثل السودان شهد كل العالم ما اقترفته يد المليشيا المجرمة بحق شعبه من فظائع كان آخرها فى الفاشر، وبارا..
ماذا يعني أن يكون السودان غير مدرج فى اهتمامات الرئيس ترامب طيلة فترة الحرب الفائتة ومبعوثه الشخصي مسعد بوليس يجوب العواصم جيئة وذهابا لفرض إرادة اللجنة الرباعية ، ويقدم وصفات التسوية المشوهة التى رفضها السودان حكومة وشعبا، ثم كيف ينخرط وزير خارجية واشنطن فى أنشطة وتصريحات حول الحرب دون أن يكون للرئيس اهتمام بهذا الملف الذى مازال يقيم عواصم الدنيا ولا يقعدها جراء الانتهاكات التى اقترفتها الجنجويد فى الفاشر وبارا، وماهو تفسير الغيبوبة التى يعيش فيها رئيس الدولة العظمى وكبار القيادات فى الكونجرس والاحرار فى كل العالم يخرجون فى كل يوم للضغط على واشنطن حتى توقف صادرات السلاح للامارات التى تقتل الشعب السوداني كل يوم…؟!..
موقف ترامب يبدو غريبا بالفعل وهو يتعاطى شأن السودان على هامش اهتماماته، رغم تحركه لايقاف الحرب بين اوكرانيا وروسيا، واسرائيل وايران، وهندسته واشرافه على سلام غزة، الذى شهد توقيعه فى أرض مصر ..
الشاهد أن ترامب يعلم كل شئ، ولكنه يتغافل حتى يداري سوءة فشل دبلوماسيته فى التعامل بالنزاهة الكافية مع ما يحدث من حرب فى السودان، وأنه ربما أراد أن يحفظ ماء “وجه الرباعية” التى تقودها بلاده لإنهاء الحرب وقد شيعها السودانيون الي مزبلة التاريخ لأنها طرحت سلاما يجعل من القاتلة الامارات وسيطا لتحقيق تسوية مشوهة تعيد الدعم السريع للمشهد ..هذا الأمر رفضه بالطبع السودانيون فى كل انحاء العالم، ولربما أراد ترامب أن يخفف الضغط على ابوظبي وحكامها وهو يعلن أنه سيعمل مع شركاء آخرين بينهم مصر والسعودية والامارات.. هكذا قالها ترامب وهذا ممكن القلق …
اتمنى أن تتريث حكومتنا وتنتظر المقترحات الأمريكية للتسوية وإيقاف الحرب حتى لاتفاجأ فى اللحظة الحاسمة بأنها إعادة لانتاج اللجنة الرباعية وقد ضغط الشعب السوداني المكلوم لرفض ما جاءت به جملة وتفصيلا قبل أن يستجيب مجلس الأمن والدفاع فى اجتماعه التاريخي المشهود، وتخرج بإعلان التعبئة العامة والاستمرار فى خيار الحسم العسكري رغم كلفته العالية…
على الحكومة الانتباه جيدا لتفادي فخاخ الولايات المتحدة الأمريكية التى مازالت الحليف الوفي للامارات، وان لا تستعجل الانسياق وراء خطاب ترامب الذى جاء استجابة ” لجودية” ولي العهد السعودي ولم يكن نتاجا لجهد المؤسسات الأمريكية ، او انفعالا بمايشهده السودان من فظائع وانتهاكات، وجرائم ضد الإنسانية…
اما ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ومملكته التى يحبها السودانيون فهما جديران بالشكر والتقدير على ما اجزلاه من عطاء لنصرة الشعب السوداني وتحقيق أمنه واستقراره ، فالسعودية تستطيع أن تفعل ما تريد لأنها دولة ذات تاريخ وسيادة ومصالح مشتركة مع بلادي ، وتمتلك ثقلا دوليا وإقليميا يجعلها صاحبة الكلمة واليد العليا ، ورغم أنها تأخرت كثيرا فى التدخل بثقلها الذى نعلم.. ولكن أن تأتي متأخرا خير من الا تاتي، واتمنى ان تكمل جميلها وتقدم رؤية تستوعب السلام الذى يريده السودانيون بالتعاون مع القوى الوطنية المخلصة فى الداخل ..





