محجوب أبوالقاسم يكتب: قلمان في معركة وطن
محجوب أبوالقاسم يكتب: قلمان في معركة وطن
في لحظة فارقة يمر بها وطننا لم يعد هناك متسع للترف الإعلامي أو الخصومات الجانبية فالسودان يقف اليوم على حافة الاختبار الأصعب في تاريخه بعد أن حاولت دويلة الشر عبر مليشيتها أن تبتلع الدولة وتفكك مؤسساتها لكن وبفضل الله أولا ثم بتماسك القوات المسلحة والأجهزة النظامية والقوات المشتركة والمجاهدين تم تثبيت أركان الوطن ومنع سقوطه.
وسط هذا المشهد تابع الوسط الصحفي ما جرى بين الأستاذين العزيزين محمد محمد خير مستشار رئيس الوزراء والصحفي الوطني الغيور عزمي عبد الرازق لسنا في حاجة للخوض في التفاصيل، فالتفاصيل هنا ليست لب القضية بل القضية هي الزمان والسياق وخطورة اللحظة.
ما يحدث على جبهات القتال في كردفان ودارفور يتطلب أقلاما موحدة صوتا واحدا ورؤية تصطف خلف الوطن وجيشه لا وقت لخلافات شخصية، ولا مساحة لصراعات جانبية تشغل الرأى العام وتمنح العدو ما يريد شرخا في صف الإعلاميين الوطنيين الذين كانوا وما زالوا جزءا من معركة الكرامة.
الأستاذان محمد وعزمي قدما الكثير للسودان بقلميهما وفكرهما وسردهما المختلف ولكل منهما سهم واضح في معركة الوعي ومواجهة التضليل ولهذا السبب تحديدا فإنني أدعو بكل محبة واحترام إلى أن يتصافحا ويطويا هذا الخلاف نهائيا فالمعركة الحقيقية ليست بينهما بل ضد كل مرتزق وفاسد يحاول أن يهزم السودان .
على الزملاء الصحفيين أن يعملوا على إنهاء هذا الخلاف لا تأجيجه ، فقد تكرر كثيرا في الفترة الماضية وكل مرة كان المستفيد الوحيد منها هو العدو ، فالوطن اليوم يحتاج إلى أقلام موحدة وإعلام صلب وموقف لا يتزعزع.
من المهم ضرورة شطب البلاغ المقدم ضد الزميل عزمي فورا فليس هذا وقت المحاكم والشكوى بل وقت الاصطفاف.
وادعو رئيس الوزراء د. كامل ادريس إلى التدخل العاجل وحسم هذا الملف وهو الأقدر على الدفع باتجاه التوافق ودعم الإعلام الوطني والصحفيين الذين خاضوا معركة الدفاع عن الحقيقة والوطن بمدادهم قبل أصواتهم.
يبقى الوطن أكبر من كل خلاف وتبقى الكلمة الصادقة أقوى من كل ضجيج ويجب أن تتوحد الأقلام اليوم كما توحدت الصفوف في الميدان لتدعم القوات المسلحة وتدافع عن مستقبل السودان
والله من وراء القصد.
ولنا عودة
19 نوفمبر2025م
