يوسف عبد المنان يكتب: ..خارج النص..الانسحاب مطلوب

يوسف عبد المنان يكتب: ..خارج النص..الانسحاب مطلوب
حينما اكتشف الوزير خالد الأعيسر، خلال اجتماعات وزراء السياحة العالمية بالمملكة العربية السعودية، أن السعوديين والعرب قد استقر رأيهم على ترشيح شخصية من دولة الإمارات لرئاسة المنظمة؛ جاء انسحابه من تلقاء إرادته تعبيرًا عن نبض الشارع السوداني الرافض ـ في هذا التوقيت تحديدًا ـ لأي لقاء مع الإماراتيين ولو في الشارع العام.
هذا الانسحاب أعاد التذكير بأن السودان استطاع تعبئة الرأي العام الدولي لرفض سلوك مليشيات الدعم السريع التي تتلقّى الدعم من الإمارات.
وفي أخبار الرياضة، أسند الاتحاد العربي لكرة القدم ـ وهو اتحاد عنصري غير معترف به من قبل الفيفا ـ لحكم إماراتي إدارة مباراة تنافسية في ملحق بطولة العرب بين المنتخب الوطني ونظيره اللبناني.
وقبل أن يقرر اتحاد معتصم جعفر، وهو اتحاد لا يشبه المرحلة الحالية برخاوته وعجزه عن تنظيم المنافسات الرياضية، تقديم مذكرة احتجاج على اختيار حكم من دولة بيننا وبينها حرب ودماء وشهداء؛ كان على الاتحاد أن يمتلك إرادة إقامة المباريات داخل السودان، خاصة وأن أكثر من 60% من المدن آمنة وملاعبها صالحة للعب.
هنا، على لاعبي ومنتخب السودان أن يمارسوا عصيانًا رياضيًا ويرفضوا خوض المباراة إذا أصر الاتحاد العربي على تعيين هذا الحكم الإماراتي. ولا يخرج علينا من يبرر أو يتماهى مع المليشيا ليقول إن الرياضة شيء والسياسة شيء آخر، ويستشهد بمباراة الولايات المتحدة وإيران في مونديال 1994؛ لأن المنافسات التي ينظمها الفيفا تختلف تمامًا عن مسابقات الاتحادات الجهوية العنصرية مثل الاتحاد العربي.
الانسحاب أمام لبنان لا يترتب عليه أي عقوبات دولية، وربما يفرض الاتحاد العربي عقوبات بطرد الفرق السودانية من بطولة كأس العرب؛ وهي بطولة أصلًا لا تشارك فيها الأندية الكبيرة في شمال أفريقيا مثل الرجاء المغربي والترجي التونسي والأهلي المصري والمولودية الجزائري. ولن يخسر السودان شيئًا إذا طُرد من هذا الاتحاد، تمامًا كما لم تعد الجامعة العربية ذات جدوى بعد أن أصبح تل أبيب أقرب للعرب من مكة والمدينة.
من هنا، فإن مقاطعة البطولات العربية احتجاجًا على موقف العرب من حرب السودان، والانسحاب من المباراة بسبب تعيين حكم إماراتي، هو الخيار المطلوب من لاعبينا قبل اتحادنا الرخو.





