سعاد سلامة تكتب: ..همس البوادي ..حديات المصير لمرحلة ما بعد الحسم: ملحمة الإعمار وإعادة البناء

سعاد سلامة تكتب: ..همس البوادي ..حديات المصير لمرحلة ما بعد الحسم: ملحمة الإعمار وإعادة البناء
ملحمة الإعمار وإعادة البناء هي الإختبار الحقيقي القادم لما يميز شعبنا ودولتنا من قيم الثبات والإقدام والصمود والمثابرة والإيمان الراسخ بالله والانحياز القاطع لما يعلى شأن الوطن. قرارات المجلس السيادي الأخيرة بتعين رئيس مجلس الوزراء وعدد من أعضاء مجلس السيادة كان لها الأثر الأكبر في النفوس
هكذا أيها الأعزاء يتمحور تطلع السودانيين الحادبين على مصير دولتهم ومستقبل أجيالهم اللاحقة. وقد اقعدت بلادهم فترات عصيبة من ويلات التناحر عليه
إن مرحلة ما بعد الحسم وهي مرحلة البناء وإعادة الإعمار التي تشكل تحديا مصيريا خطيرا لوطننا لابد أن تحشد لها كل قوى دولتنا الشاملة عسكرية وأمنية واجتماعية واقتصادية وسياسية وعلمية وإعلامية. ليصبح كل جهد فكري وميداني وتعبوي مصوبا نحو غاية واحدة هي بناء سودان آمن مستقر متقدم ومتطور متجاوز لكل ما خلفته الحرب التي فرضت عليه دولة وجيشا وشعبا ومؤسسات
فالمطلوب هو مراعاة توفر المزيد من القيم والاستعداد الفطري والمكتسب في من يتم تقديمهم لتولي أعباء المرحلة التاريخية المطلة التي ينبغي أن يتولى اخيار الأخيار خلالها
رسم استراتيجية البناء وإعادة الإعمار في وطن فاقمت الحرب اللعينة أجزاءه رغم موارده الطبيعية والبشرية الجمة وما يتميز به من استراتيجية في الموقع وخصوصية في البنية الاجتماعية والثقافية التي شكلها البعدان العربي والأفريقي
إن مهام وواجبات حكومة ما بعد الحسم ينبغي أن يتوفر فيها من المعول على قدراتهم الأكاديمية والمهنية والقيمية والذاتية في سبر أغوار المشكل السوداني المتطاول منذ استقلال البلاد. ومن الرجال والنساء الموثوق في مبادراتهم المشهود بقابليتهم لفتح آفاق للعمل على صعد البناء الداخلي والتواصل العربي والإفريقي المشترك والانفتاح الدولي القائم على احترام السيادة وتبادل المصالح والمنافع في سبيل انعاش الاقتصاد الوطني وبناء منظومة عسكرية أمنية مواكبة ومتطورة
اهتداءا بما أظهره جيش السودان ومن ساندوه وقاتلوا معه من تجربة وحكمة وقدرة أدهشت العالم واحبطت نوايا المدبرين ومحققت دعم المساندين وخيانة وندالة باعة الضمائر والذمم من بني الجلدة المرجفين
إذ لابد أن يكون وزراء الحكومة المرتجاة تلك من الحائزين على القبول الواسع بين فئات وشرائح المجتمع الواعية ومكوناته الرشيدة المتعددة ممن تتوفر لديهم الرؤية الكلية لدور الجميع وإسهامهم دون حجر أو إقصاء إلا لمن ظلم وخان وغدر
مجابهة التحديات والمخاطر والمهددات التي تواجه البلاد على أن يكون خدام شعبنا القادمون من المشهود لهم بالنزاهة والمصداقية والموضوعية ومن المعروفين بالزهد في ما يصب في خانة الأطماع الذاتية ومن يرسخ في قيمهم الصدق والإيمان وطاعة الله والتعبير عن آلام وآمال من وثقوا في أهليتهم وباركوا ترشيحهم
وأن يراعوا أن السودان بلد متميز في جغرافيته رواده الوطنيين نجحوا في وضع استراتيجية تحريره وسينجحون في وضع استراتيجية تعميره
وهذا برأينا فالنهضة الاقتصادية الكلية للوطن لا تتحقق إلا بوضع استراتيجية شاملة واضحة قابلة للتنفيذ توازن بين الرغبات والحاجات على أن يظل السلام المستدام الأرضية المعينة والمساعدة لها على بناء وطن آمن ومستقر
وعليهم واعني الوزراء القادمين من بقية الوزراء الذين لم يتم تكليفهم إدراك أن دور المؤسسات العلمية والبحثية وإسهام علماء البلاد وخبرائها أساسي في تصميم مشروعات التنمية والنهضة الشاملة وهو ما يقتضي تسليمهم وقناعتهم بأن حل الأزمة الراهنة والأزمات المحتملة للوطن المحدقة بالوطن لا يتحقق إلا بوحدة الصف وتكامل وتلاقح رؤى القوى السودانية السياسية والمجتمعية والفئوية كافة
ثم إن العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية ينبغي أن تقوم على المصالح والمنافع المشتركة بعيداً عن الإملاءات
والتدخل في ما يمس سيادة البلاد ويخدش كرامة شعبها مع التأكيد على أن الفصل بين السياسة والمهنية هو ما يجنب البلاد والناس مغبات الإقصاء والعزل التعسفي الذي يشرد الكفاءات والكوادر الوطنية وقد ظل هذا الداء يتكرر مع كل تغير سياسي تشهده البلاد
*فاصلة*
فعلينا جميعا تعزيز نبرة المناداة بالتوافق مع من يستحقون على دستور دائم للبلاد يستلهم قيم واعراف وعادات وتقاليد مجتمعاتها باعتباره المرجعية التي تنطلق وفقها البرامج والمشروعات لخلاص البلاد من جميع أزماتها
اللهم أمنا في أوطاننا.





