
الرباعية.. السم في الوجبة الدسمة
بقلم : علي يوسف تبيدي
مشروع الرباعية الذي يضم الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية ومصر والإمارات الذي يهدف للتوسط بين طرفي الحرب في السودان لم يجد القبول والتجاوب منذ الوهلة الأولى من غالبية المواطنيين السودانيين بل الآلية الرباعية أيضا وجدت التلكؤ والشروط القاسية من القيادة العسكرية والجيش الوطني.
الشاهد أن عملية الشد والجذب في خطوات المشروع الرباعي ظلت تراوح مكانها بسبب تباعد الشقة بين أصحاب المبادرة والقوات المسلحة في ظل وجود الإمارات كطرف أساسي في التوسط والتي يري الجيش بأنها الدولة التي اطالت أمد القتال في السودان واشعلت نيران الصراع الدامي وبذات القدر تري القيادة العسكرية بأن هنالك غموضا ومعالم خفيه في تصور الآلية التفاوضية الرباعية لايشجع علي الانخراط في الطاولة ولا يدعو للاطمئنان حول مستقبل الجلوس مع مليشيا دقلو.
أيضا توجد العوامل النفسية و الأخلاقية التي تلامس مناطق وخذ الضمير وتخاطب مدلول التاريخ والتي تفرز انعكسات مايترتب حول تفاوض الذين مارسوا القتل والسرقة والاغتصاب والتعذيب والترويع ضد المواطنيين العزل وأثارها علي الشارع والجيش!!
فهنالك من يردد أليس تفاوض المليشيا بكل جرائمها الوقحة وانتهاكها للشرف المجتمعي علي النحو المشهود.. يعتبر خيانة لدماء الشهداء وصك براءة علي تاريخ المليشيا الأسود بل هو طوق نجاة لهم من المساءلة القانونية!!
مهما يكن فأن برنامج الرباعية سوف يظل متعثرا فهو يمضي خطوة للأمام وخطوتين للوراء.. أنه تفاوض تحفه الهواجس والظنون يتحرك بالعصا الأمريكية لكنه لايصمد أمام المنطق وألحق والانحياز للعقل وتفهم طبيعة القضية التفاوضية والحرب كأنما تحمل السم في الوجبة الدسمة.. سوف يسدل الستار علي هذا التفاوض المتعثر عندما يموت الحصان في الشوط الاخير!!.





