مقالات

شمس الدين المصباح يكتب: ..شؤون وشجون..د، الرشيد الزين ،،يبكي عليه البأس والجود والشعر !!

شمس الدين المصباح يكتب: ..شؤون وشجون..د، الرشيد الزين ،،يبكي عليه البأس والجود والشعر !!

 

قال تعالى في محكم تنزيله :
(وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بإذن اللهَّ كِتَاباً مُؤَجَّلاً) .
وفي (آل عمران) أيضا قال تعالى :
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ) .
صدق الله العظيم .
وقال تعالي في (الزمر) :
(إنَّكَ مَيِّتٌ وإنَّهُمْ مَيِّتُونَ) .
صدق الله العظيم .
وقال الشاعر :
الموت يأخذ رائعا ،،
والسروراب تنجب ألف رائع !!
يا كبرياء الجرح ،،
لو متنا ، لحاربت المواجع !!

ولأن الموت هو الحقيقة المؤكدة والمجردة والثابتة في حياتنا الدنيا، فقد رزئنا وفجعنا كل الرزء وكل الفجيعة، بوفاة الأخ العزيز والحبيب، سعادة الدكتور ،
( الرشيد الزين الإمام ) ،
أحد قامات وعلماء ورموز ونجوم السروراب الكبري، بل هو أحد قامات أمدرمان وريف كرري الشمالي الحبيب من الحريزاب وحتى أبو شمبلة والحقنة وخارج السودان، سيما (المملكة العربية السعودية) ولأن الراحل المقيم (دكتور الرشيد) كان مجاهداً ومكافحاً ومثابراً وناجحاً في حياته وكان كريماً وتقياً ونقياً وخلوقاً، بل وكأني به كان مَلَكاً سماوياً يمشي بين الناس في الأرض، بكل تواضع وأدب وإحترام ومحبة للجميع !!
وقد جاء رحيله ، مراً وفاجعاً !!
ولأن الموت نقاد يختار الجياد ،، فقد إصطفاه المولى عز وجل وإختاره بالإنتقال إلي جواره في هذه الأيام الطيبات المباركات،

وأحسب أن تلك الحشود المحتشدة التي تنادت من كل السروراب والشيخ الطيب والنوبة والجزيرة إسلانج والنوفلاب والحريزاب والسقاي والخوجلاب وكل الجميعاب والجموعية، كل أولئك الرجال وتلك الحشود التي جاءت وسارت في موكب التشييع المهيب، جميعهم كانوا يدعون للراحل المقيم، (الرشيد)، بالرحمة والمغفرة والقبول الحسن !!
وأحسب أن كل ذلك من دواعي وشواهد الإصطفاء والرحمة والمغفرة والسعادة السرمدية والقبول الحسن للراحل المقيم الحبيب (الرشيد) !!

وما كنت أحسب أن لقائي به في زيارتي الأخيرة للسروراب ووقتها كنا في معية وضيافة صنوه ورفيقه وحبيبه -(بالرحم وبالمهجر)- الشيخ، سيف الدولة الشيخ عبد المحمود، في دار مولانا الشيخ، المجذوب الشيخ عبد المحمود وكان الضيوف مجموعة من القيادات العسكرية والمدنية، جاءوا في زيارة تفقدية لمسجد ومسيد الشيخ إبراهيم الدسوقي وقد جاء الراحل المقيم (د،الرشيد)، بكل بهائه ونقائه وهو يحمل هم مدارس السروراب وإعادة تأهيلها والإرتقاء بالتعليم فيها وجوانب الخدمات الأخرى كمحطات المياه والجانب الصحي وهذا هو دأبه وهمه وشاغله وكان برفقته الأخ السعادة، عادل المفتاح وكان ذلك اللقاء الشفيف والمبارك، آخر لقائي وعهدي به !!
ويا له من لقاء مبارك تعطرت لحظاته بمديح المصطفى، عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم !!

وأحسب أن عدد كبير من خريجي (جامعة أمدرمان الأهلية) النجباء والنبهاء، يدينون له بالفضل والتقدير، إذ كونه أحد أوائل الأساتذة والعلماء الذين أسسوا وعملوا في ذلك الصرخ العلمي الشامخ !!
وأحسب أن ذات القول والمعنى يندرج وينسجم على عدد كبير من العلماء الأجلاء، خريجي ومنسوبي ( جامعة المدينة المنورة ) !!

وحسبه أيضاً، أنه وإبنه البار (مازن) وشقيقه الأستاذ (عبد القادر) وإخوانه الأماجد أبناء عمنا (المفتاح نور الهدي)، حفظهم الله جميعاً وأهله الكرام، كانوا أصحاب فكرة أول (تكية) بمحلية كرري وبالريف الشمالي بعد تداعيات الحرب الكارثية ووقتها كانت بمدارس السروراب ثم إنتقلت بعد ذلك لمسجد الشيخ إبراهيم الدسوقي، و(ما زالت) و (ستظل)، صدقة جارية يُكتَب أجرها في ميزان حسناته بحول الله تعالى .

وهو أيضا -(عليه الرحمة والمغفرة)- صاحب فكرة ومؤسس عدد من (القروبات) الإجتماعية والخدمية الهادفة، بعضوية (نوعية) مميزة من الأهل والأخيار داخل وخارج البلاد !!
وأنا على المستوى الشخصي، سأفتقد -(بفقده)- كل تلك الرسائل الوضيئة التي كان يرفد بها بريدي الخاص، كل فجرٍ وصباح !!
كما سأفتقد -(بفقده أيضاً)- نشر وترويج صُحُفِي وكِتَابَاتِي في كل قُرُوباتِه النوعية والمتميزة !!
وكل ذلك وغيره كثير سيظل ويبقى من علامات وشواهد خُلُقِه القويم وسُلُوكه الأمثل !!

فالله دره فقد كانت أخلاقُهُ مثلُ وملء ثيابه رجلُ !!
بل وأحسَب أنه المَعْنِى بقول الشاعر :
يفنَى الحديثُ ولا يُحيط بفضلِه ،،
أيُحيطُ ما يفنَى ، بما لا يَنفدُ ؟؟!!
ولأن فقيدنا الراحل المقيم ،
(دكتور الرشيد)، صاحب، تاريخ مُشَرِّف وسِيرَة ومَسِيرَة مُشرقة ووضيئة وباهرة وباذخة ، فكأني بالشاعر قد عناه ونعاه حين قال :

كَذا فليَجِلّ الخطبُ وليفدح الأمرُ !!
فليس لعينّ لم يَفِضْ ماؤها عذرُ !!
توفيت الآمال بعد (الرشيد) ،،
وأصبح في شغلٍ عن السفرِ السفرُ !!
وما كان إلا مالَ من قل مالُه ،،
وذُخراً لمن أمسي وليس له ذُخرُ !!
كأن آل حسن البدري، يوم وفاته ،،
نُجوم سماءٍ خرَّ من بينها (البدرُ) !!
يُعزّون عن ( ثاوٍ ) تُعزّي بِهِ العُلا ،،
ويبكي عليه البأسُ والجودُ والشعرُ !!
بل وكأني بالشاعر (إبن الرومي) ،

قد عَنَاهُ ونَعَاهُ حين قال :
بُكاؤكما يشفي وإن كان لا يُجدي ،،
فجودا فقد أودى نظيركما عندي !!
ألا قاتل الله المنايا ورميها ،،
من القوم (خيار الرجال) على عمدِ !!
توخي حِمام الموت خيرة أهلنا ،،
فالله كيف إختار (لؤلؤة العقدِ) !!
طواه الردي عنا فأضحي مزاره ،،
بعيداً على قربٍ قريباً على بعدِ !!
أريحانة العينين والأنفِ والحشا ،،
ألا ليتَ شعري هل تغيرتَ عن عهدي ؟؟
وأنتَ وإن أُفرِدتَ في دارِ وحشةٍ ،،
فإنا بدار الأُنسِ في وحشةِ الفردِ !!
عليك سلام اللهِ مني تحيةً ،،
ومن كل غيثٍ صادق البرقِ والرعدِ !!

وأحسب أن روح (الرشيد) الطاهرة وقد تلقفتها حواصلُ طيرٍ خضرٍ وسَمَت وإرتقت بها إلى أعلى عليين، حيث الراحة الأبدية والسعادة الدائمة والنعيم المقيم والهناء السرمدي الذي لا يفنى ولا ينتهي ولا يزول !!
فأهنأ وأنعم بجوار ربك أخي (الرشيد)، راضياً مرضياً عنك !!
والعزاء لأبنائك وزوجك وإخوانك البررة ولأهلك الكرام ولعشيرتك الطيبة وأصهارك الأخيار الأماجد وجيرانك الأفاضل ولعموم الأهل الكرام بكل السروراب داخل وخارج البلاد .

وإن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك أخي (الرشيد)، لمحزونون !!
ولا نقول إلا ما يرضي الله :
لا حول ولا قوة إلا بالله !!
وسبحان من له الدوام !!
وإنا لله وإنا إليه راجعون .

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى