مقالات

يوسف عبد المنان يكتب: .. خارج النص..مجزرة الفاشر

يوسف عبد المنان يكتب: .. خارج النص..مجزرة الفاشر

 

 

 

اغمض العالم عينيه عن جرائم التطهير العرقي والإبادة والمجازر التي تجري الآن في مدينة الفاشر، بعد دخول قوات مليشيا آل دقلو إلى قلب المدينة. انتقل القتال من حرب بين قوتين إلى حرب مدن بين المليشيا وسكان الفاشر، الذين يتعرضون الآن لأبشع أنواع القتل والسحل المُعلن، ونُشِر عبر أفلام قصيرة موجّهة إلى كل الدنيا. المليشيا تجهر علناً بوضع القانون الدولي الإنساني تحت أقدامها وتدوس على كرامة الإنسان.

نعم، امتلكت المليشيا السلاح الأمريكي والصيني الفتّاك وامتلكت الغطاء الدولي الذي يحصنها من المساءلة. سقطت الفاشر عملياً تحت قبضة المليشيا، وسقطت بارا أيضاً، لكن لم تسقط عزيمة الشعب السوداني. لن تُحكم هذه المليشيات السودان مهما تمددت على الأرض ومهما قتلت من أبناء الشعب السوداني، الذي يعتمل في نفوسه غضب على ما حدث في الفاشر من تصفيات، وما يحدث الآن في بارا من إعدامات جماعية. ما شهدناه في شوارع المدينة من جثث الشهداء يفوح منها رائحة الجنة.

سقطت الإعلامية آسيا وعلى تقود الرجال في معركة الكرامة. سقط العقيد أحمد حسين أدروب، الناطق باسم القوات المشتركة. سقط الإعلامي معمر أسيراً في قبضة الغزاة. سقط شيوخ ورجال طاعنون في السن، وسقطت امرأة تتوكأ على عصا، وشيخ ضرير.

كل ما حدث في الفاشر أمس، وما سيحدث في الأيام المقبلة من تصفيات للأحرار، ستحصد المليشيا ثمرة ما زرعته بيدها: ثمرة مرّة وأيام عبوسة في ما هو قادم. هبت أمس الاثنين جحافل المستنفرين في الجزيرة والشمالية وقريباً في الخرطوم؛ الانتظام في ميادين التدريب لمواجهة ما هو قادم من مخطط إبادة جماعية لشعب السودان. ما فعلته المليشيا في الفاشر ليس إلا إرثاً وثقافةً أرضعتها لها القوى التي تقف من ورائها ومن أمامها. ما نشاهده الآن من صور الوحوش البشرية التي تحصد أرواح الأبرياء بقسوة غير معهودة يُنذر بأن مصيراً دموياً ينتظر من لا ينهض لمواجهة هذا العبث.

إذا لم يعد الشعب السوداني نفسه لحرب طويلة تأخذ بثأر الضحايا من الجنينة وود النورة والفاشر وبارا، فلا خير فينا جميعاً.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى