
صديق البادي يكتب: التسامح الديني في السودان لا مثيل له في العالم
يكثر البعض الحديث عن المواطنة وحقوق المواطن ولا أحد يعترض على ذلك ويمكن أن يوافق ويبصم على ذلك باصابعه العشرة . والحقوق الدستورية مكفولة لكافة المواطنين دون تمييز بينهم بسبب انتماءاتهم السياسية أو معتقداتهم الدينية . وفي السودان تسامح ديني ليس له مثيل في كثير من الدول القريبة من السودان أو البعيدة عنه وحرية العبادات وممارسة الطقوس الدينية مكفولة للجميع . وأغلبية سكان السودان مسلمين بنسبة أكثر من خمسة
وتسعين في المائة والكثيرون يؤكدون أن النسبة لا تقل عن ثمانية وتسعين في المائة بعد انفصال دولة جنوب السودان . ومنذ القدم ظلت العلاقات الاجتماعية وفي أماكن العمل والسكن طيبة بين المسلمين والمسيحيين وغيرهم من أهل الكتاب وحتى الوثنيين اللادينيين على قلتهم وندرتهم لا يلمسون تضييقاً عليهم وظل الاقباط وبقية المسيحيين يمارسون طقوسهم الدينية في حرية تامة ولهم في المحاكم قوانين أحوالهم الشخصية الخاصة بهم ولم تحدث بين المسلمين والمسيحيين مشكلة واحدة ولو بين شخصين بسبب الدين في يوم من الأيام ومع ذلك فإن ممرضة
بريطانية تدعى البارونة كوكس لم تزر السودان ولا تعرف عنه شيئاً أقامت منظمة أخذت باسمها تجمع التبرعات المالية والعينية الضخمة للعمل لحماية المسيحيين المضطهدين في السودان كما تدعى وتزعم كذباً وزوراً ولم تقدم لهم شيئاً وإستفادت هي ومن معها وكان بينهم بكل أسف بعض المرتزقة من السودانيين المسلمين الذين اعتبرت كل منهم شاهد ملك ضد وطنه يشهد زوراً وبهتاناً وكذباً وارتزاقاً باضطهاد المسلمين للمسيحيين في السودان وذهبت تلك المنظمة المتسولة لمذبلة التاريخ وأصبحت نسياً منسياً بعد أن شهد الجميع بالعلاقات المثالية الطيبة بين المسلمين والمسيحيين الذين تجمع بينهم المواطنة في السودان …..
وعند ما زار بابا الفاتيكان السودان وحل بالعاصمة الخرطوم قبل حوالي ثلاثين عاماً استقبل استقبالاً حافلاً وخرج المسيحيون الجنوبيون في أبهى حللهم وبملابس صارخة الألوان وكانوا يغنون ويرقصون فرحين وكان ذلك يوم عيد سعيد بهيج بالنسبة لهم واعتادوا على ذلك في كنائسهم في أعيادهم ومناسباتهم السعيدة . وازدهرت الكنائس من حيث العمران والمعمار والبناء الفخيم … ولم يتحدث المسيحيون الجنوبيون أو غيرهم عن الشريعة الإسلامية بسوء في يوم من الأيام ولكن شريحة صغيرة وزنها وزن الريشة من الشماليين الرافضين لها كانوا يتخذون الجنوبيين ستاراً ويتحدثون باسمهم رافضين لها بطريقة مبطنة بترديد
الحديث عن المواطنة والمساواة بين الأديان ناسين أو متناسين أن غير المسلمين من المسيحيين يحتكمون في قضايا الأحوال الشخصية لقوانيين خاصة بهم ولا يحاكمون في المحاكم في القضايا الجنائية والشرعية بموجب قوانين الشريعة الإسلامية . واليهود كانوا يعيشون في أمن وأمان ويمارسون طقوسهم الدينية في حرية تامة ولهم معبدهم ولهم مقبرتهم ولهم منتداهم الخاص بهم وكانوا يعملون بالتجارة وأخذوا يغادرون السودان تباعاً لأسباب تجارية واقتصادية خاصة بهم ولم يطلب منهم أحد الخروج منه ولن يمنعهم أحد من العودة إليه إذا فكروا فيها . وفي أول تصريح أدلى به وزير الشؤون الدينية والأوقاف الشاب في أول تشكيلة وزارية في الفترة الانتقالية وجه نداءً لليهود السودانيين للعودة للسودان وهذا شيء ليس من إختصاصه وهو ليس وصياً عليهم وقد خرجوا لأسباب اقتصادية
وتجارية خاصة بهم ولم يشتكوا من أية مضايقات دينية ولم يستجب لندائه أحد منهم ولعلهم سخروا من تصريحه الساذج الفج الذي أراد به إرضاء الأجانب والخواجات الذين فرضوا وصايتهم على الحكومة في تلك الفترة الانتقالية .
وخلاصة القول إن السودان كان ولا زال يشهد تسامحاً دينياً لا مثيل له وهو بلد الاعتدال والوسطية وأية حديث عن اضطهاد ديني وتطرف وارهاب هو حديث كاذب خاضع مضلل يروج له بعض بني الوطن العاقين الذين في نفوسهم غل وحقد ضد الاسلام والمسلمين .





