د. حسن التجاني يكتب: ..وهج الكلم..الي فاشر السلطان تقودني روحي ثم احساسي..(1) !!

د. حسن التجاني يكتب: ..وهج الكلم..الي فاشر السلطان تقودني روحي ثم احساسي..(1) !!
مشيت قبل سنوات لولاية شمال دارفور مديرا للسجل المدني هناك …يا وجعي عليك يافاشر السلطان اليوم وياحزني ويا المي… يا بكائي ويا فقدي الجلل … لا تستحق الا الخير كل الخير يابلد الخير بلد السعادة المغمورة و مخلوطة ببارود الجنجويد ومغسولة بي دماء ابرياء معسكرات زمزم .. والشوك .
* الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور …مدينة غير….(غير جدا)
انزرعت في قلبي تجاهها محبة لن تخرج من (روحي) الي ان اقبر ….ذرات دعاش تراب فاشر السلطان ساكنة حتي اليوم في سقف و خياشيم البشر فيا….ابكيك اليوم يا وجعي عليكي يااااسر رواقة بالي وازاحة همي وغمي.
* كنا زمان في الشرطة …سامح الله (بعض) قياداتها الذين صوروا لنا ان النقل لكل ولايات دارفور عقوبة حدها (الموت) الحتمي …او انها جزاء وعقوبة اما بغرض الابعاد او لتحقيق هدف (وضيع) عندما تنقل الي هناك…. او لوشاية او لتوصية من احد اعيان البلد الخونة …المهم النقلية بيكون هدفها دائما (وسخ) .
* انا نقلت لهناك شمال دارفور الفاشر … بهدف (وسخان جدا)….بتوصية من وزير متسلط كنت ان كتبت عن سياساته العرجاء في وزارته تجاه المواطن…وشكواه صادفت هوى في نفس مديري المباشر في ذلك الوقت…..وفور صدور الكشف الذي صمم خصيصا لسعادتو حسن ( اللي هو انا) …تم تحريك ضباط اخرين بالكشف لتغطية خبث الكشف ونيته السيئة ….مثلا من المكتب الفني الرئاسة ..والامداد الامداد مترقيا… التنفيذي المقرن وهكذا ..المهم لزوم انه ما نقلناه براهو….هذا الاسلوب ليس في الشرطة وحدها بل في كل دواوين الدولة السودانية للاسف …ياخ ديل ممكن يودوك دورة في الصين شهر بس يرتاحوا من مضايقاتك لهم في الحق….انه الانسان .
* ما علينا الكشف طلع اليوم صباحا ووهج الغد مباشرة كان بعنوان دارفور بلدنا….(شكرا للفنان عمر احساس)….مشيت الرئاسة لاخلاء طرفي واخذ امر التحرك والتذاكر وكذا وبعض المهام
(علي فكرة اقوي جهاز بالدولة منظم ومرتب …في فهم العمل الاداري هو جهاز شرطة السودان)
ودي حقيقة لا يمكن ان نجهلها لذا تجد مساحة الفساد ضيقة جدا وامر طبيعي ان يكون هناك فساد …فمثلا كشوفات الترقيات والنقل ومثل هذه الاجراءات الادارية يحدث فيها فساد لان الفساد ليس فقط في المال …لا لا …في اي سلوك بشري يمكن للفساد ان يكون واردا لكن في الشرطة ان وجد فلا يكون (منبهلا) كما هو الحال في بقية المؤسسات التي نقرأ ونسمع عن فسادها…لان الشرطة قوانين محاسبة منسوبيها قاسية جدا وغليظة …تصل حد الفصل من الخدمة والسجن .
* لقيت هناك تعليمات بتأجيل النقل وارجاءه لان صحف ذلك اليوم كتبت عن النقلية خاصة استاذ عبد الماجد عبد الحميدبالاهرام اليوم …علي يومها وكنت اعمل بالاحوال المدنية بالمك نمر يادوب برتب في الشغل ..لاني نقلن لها حديثا …فيبدو ان مسئولا قرأ الخبر وتساءل عن صحته…وبمجرد سؤاله حاولوا ايقاف امر النقل…ده ما الموضوع اصلا…
* الموضوع دارفور الحبيبة و المهم اني سأمتطي طيران تاركو ايام عنفوانها وهيبتها وطائرتها ام قدوم اسود (الايربص)…الذين كانوا في وداعي بمطار الخرطوم ينظرون لي نظرة مودعين والشفقة في عيونهم …اصلا لم يساورني شك ان الامر مختلف تماما وانها السبعة ايام التي يقولون ان كل شخص يجب ان يمر بها وهي ايام سعد وهناء .
* في صالة المغادرة قرأت مجتمع دارفور كله نعم جميعهم تفوح منهم العطور الباريسية ويلبسون مراكيب النمر والاصلة الفاخرة وانا اتجول بينهم يشدني اليهم حنين واحترام واسئلة بالكوم …من انتم ؟ وكيف دارفوركم وفاشركم ؟ هل انامن نفس البشر الذين سأذهب اليهم واتعامل معهم ؟ لماذا يخيفوننا اهلكم المثقفاتية في دول الغرب منكم ؟ وانا في غيبوبة هذا التفكير تقطعه المضيفة الارضية عبر مايكرفون الصالة منادية الصعود للطائرة .
* ذات البشرجميعهم داخل الطائرة اجلس لجوار احد اهل الفاشر الاصليين حبابك جنابو (اصلي كنت لابس كاكي (كع)…) اصلي ماشي زول حرب (تب)…لكن تخيلت في ذات الوقت اني ماشى باريس من روائح العطور الباريسية التي امتلأت بها الطائرة ….ما اكضب عليكم تبددت كل المشاعر السالبة لمن لقيت نفسي انا الاغبش الوحيد
التقول ممسح بالرماد…قلت كان ديل ناس دارفور المتهمين بانهم ناس القتل والنهب
وناس (جيب الكلامة وللا تمشي القيامة)تب ما بتجيني عوجة.
* في الطائرة عرف الدارفوري الذي كان يجلس بجواري اني مدير السجل المدني القادم بديلا للعقيد مجاهد ابراهيم طيب الله ذكراه الذي كان يعمل هناك قبل ان تدب الحياة في عمل السجل المدني في فاشر السلطان …هلل وكبر ….اصلو انتو ما عارفين الناس ديل حنان كيف وكريمين كيف وحبائب كيف ووديعين كيف؟ لمن يشعروا بيك جاي تخدمهم وتقعد معاهم …الطائرة في دقائق انتشر فيها الخبر وعم البوادي والحضر ووصل ارض مطار الفاشر ..اصلو جاري في مقعد الطائرة كان صاحب البوليس شديد وهو تاجر ركن في الفاشر…كميات الفرح القريته في عيون الزول ده خلتني اشعر بامان في الخرطوم ما حسيته بهذا الدفء.
* هبطت الطائرة ونزبنا في الصالة ….. الللله ينصر دينك يا عثمان يوسف كبر….لحسن حظي كان هو والي الفاشر …مطار دولي نهارا حتي السادسة واذا اراد كبر وفدا يغادر بعد كرم الضيافة واداء مهمته تبقي الطائرة لبعد العشاء… فكبر عنده حبل كهرباء علي طول (الرن وي )الحبال العاكسة ديك …عجيب يا كبر كنت حاكم فعلا…
* في المطار استقبلت استقبالا رسميا من زملائي ودفعتي في الشرطة العامة العقيد يومها محمد ادم ابكر مدير مستشفي الشرطة بالفاشر ….ولم اجد نفسي الا وانا امام طابور طويل من القوة اصطفوا لتحيتي انتو قايلنهم من كريمة وللا نهر النيل ابدا …ديل اولاد دارفور (تك) ولا اضان حلبية غيري انا مافي …العقيد محمد ادم يقول لي يادكتور ( اصلوا الزمن داك انا دكتور وقديم كمان)…ديل اولادك ناس السجل المدني …تفحصتهم فردا فردا سلامهم سلام فرح ورضاء …اول عبارة عسكرية قلتها علي ارض مطار الفاشر للقوة قلت اجرب الشريحة لو استجابت …خلاص ديل ناسي تب…يا……….نواصل وللتواصل واتساب (00249123906060)
(ان قدر لنا نعود)





