مقالات

شمس الدين المصباح يكتب: ..شؤون وشجون..الحبيب،، عوض قسم السيد ،،( ألا قاتل الله المنايا ) !! وفاجعة الرحيل المر !!

شمس الدين المصباح يكتب: ..شؤون وشجون..الحبيب،، عوض قسم السيد ،،( ألا قاتل الله المنايا ) !! وفاجعة الرحيل المر !!

 

الموت يأخذ ثائرا ،،
والسروراب تنجب ألف ثائر !!
يا كبرياء الجرح ،،
لو متنا ، لحاربت المقابر !!
وقال تعالي :
( وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ) .
صدق الله العظيم .
ولأن الموت هو الحقيقة المؤكدة والمجردة والثابتة في حياتنا الدنيا !! ولأن الموت نقاد ، لا يختار إلا الجياد ، فقد رزئنا وفجعنا كل الرزء وكل الفجيعة، بالرحيل المر للأخ العزيز الراحل المقيم أخو الإخوان، الرجل الخلوق، الإنسان،


(عوض قسم السيد الأمين الإمام)،
الصديق الصدوق .. والخل الوفي .. والشهم الكريم .. وصاحب المروءة والمواقف الإنسانية والتاريخية !!
ويشهد له بذلك، ليس أهله ولا الباعوضة ولا العامرية ولا السروراب الكبري كلها !!
وإنما يشهد له كل الريف الشمالي لمحلية كرري بكل قطاعاتها الزراعية والسياسية والإجتماعية !!
والحبيب (عوض) عليه رحمة الله ورضوانه، هو أحد المؤسسين لأول إتحاد لمزارعي محافظة كرري وإتحاد مزارعي ولاية الخرطوم هو وإخوة آخرون من ريفنا الشمالي لكرري وبحري .. وهو عضو الإتحاد العام لمزارعي السودان .. وكان ذلك في بواكير تسعينيات القرن الماضي !!

وكانت له مواقف كبيرة وقوية ومشهودة في تلك المؤسسات والواجهات، هذا بجانب إخلاصه وتفانيه في العمل العام والخدمي في محيط أهله الكرام بالسروراب الكبري وفي كل الريف الشمالي لمحلية كرري !!
وحتى بعد أن أُرهقت (كليتيه) جراء خبرته وجهوده وعمله الزراعي الشاق والمضني داخل وخارج السروراب وأصبحت -(كُلاه)- تحتاج لجرعات من العلاج والغسيل الأسبوعي المستمر، رغم كل ذلك، واصل كفاحه وسخر خبراته الزراعية المتراكمة والطويلة لمزرعة المسجد جوار منزله والتي كانت واحة وبستان يفيئ بظلاله وخيره لجميع الأهل والجيران والأصدقاء وستبقي تلك المزرعة وذلك البستان الوريف صدقة جارية لروحه الطاهرة وأثرا بستانيا رائعا يحدثنا عن سماحة وأريحية وروعة الراحل المقيم (عوض قسم السيد) !!

ولأن فقيدنا كان تقيا ونقيا وخلوقا ،، بل وكأني به كان مَلكاً سماويا يعيش ويمشي بيننا بكل تواضع وأدب جم وأريحية !!
وتحضرني الآن كل البكائيات والمراثي في الأدب والشعر القديم والحديث، إلا أنني أحسب أن (أبو تمام) قد نعاه حين قال :
كذا فليجل الخطبُ وليفدح الأمرُ ،،
فليس لعينٍ لم يفض ماؤها عذرُ !!
توفيتِ الآمالُ بعد أخي (عوض) ،،
وأصبح في شغلٍ عن السفرِالسفرُ !!
وما كان إلا مال من قل ماله ،،
وذخرا لمن أمسي وليس له ذخرُ !!
كأن أهله وعشيرته يوم وفاته ،،
نجوم سماءٍ ، خر من بينها البدرُ !!
يُعزون عن ( ثاوٍ ) تُعزي به العُلا ،،
ويبكي عليه البأس والجود والشعرُ !!
ولإن أُبغض الدهر الخؤون لِفقدِه ،،

لَعهدي به ، مِمن يُحبُ له الدهرُ !!
وكيف إحتمالي للغيوثِ صنيعةً ،،
بإسقائها قبراً وفي لحدِه البحرُ !!
عليك سلام الله وقفا فإنني ،،
رأيت (عوض) الحبيب، ليس له عمرُ !!
بل وكأني بالشاعر (إبن الرومي) قد نعاه أيضاً حين قال :
بُكاؤكما يشفي وإن كان لا يُجدي ،،
فجودا ، فقد أودي نظيركما عندي !!
ألا قاتل الله المنايا وارميها ،،
من القوم (خيار الرجال) على عمد !!
توخي حمام الموت خيرة أهلنا ،،
فالله كيف إختار (لؤلؤة العقد) !!
طواه الردي عنا فأضحي مزاره ،،
بعيداً على قربٍ ، قريباً على بعد !!
أريحانة العينين والأنف والحشا ،،
ألا ليت شعري ، هل تغيرت عن عهدي ؟؟
وأنت وإن أُفردت في دار وحشةٍ ،،
فإني بدار الأنس في وحشة الفردِ !!
عليك سلام الله مني تحيةً ،،
ومن كل غيثٍ صادق البرق والرعدِ !!

لكل ذلك، فقد إصطفاه المولى عز وجل وإختاره بالإنتقال إلي جواره في هذه الأيام الطيبات المباركات،
وأحسب أن تلك الحشود المحتشدة التي تنادت من كل (السروراب) وما جاورها من الأهل الأكارم والمناطق القريبة والبعيدة وسارت في موكب تشييعه المهيب إلى مثواه الأخير، كل تلك الحشود كانت تدعوا ل( عوض ) بالرحمة والمغفرة والقبول الحسن !!
َوكل ذلك من دواعي وشواهد الإصطفاء والرحمة والمغفرة والسعادة السرمدية والقبول الحسن للراحل المقيم ( عوض ) !!
وأَحسب أن روح ( عوض ) الطاهرة وقد تلقفتها حواصل طيرٍ خُضرٍ وسمت وإرتقت بها إلى أعلى عليين حيث الراحة الأبدية والسعادة الدائمة والنعيم المقيم والهناء السرمدي الذي لا يفنى ولا ينتهي ولا يزول !!
فأهنأ وأنعم بجوار ربك أخي ( عوض ) راضيا مرضيا عنك !!

والعزاء لأبنائك وزوجك وإخوانك البررة ولأهلك الكرام ولعشيرتك وأصهارك وجيرانك ولأصدقائك ومعارفك ولعموم آل قدورة وآل عبد الفتاح داخل وخارج البلاد .
وإن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك أخي ( عوض ) لمحزونون !!
ولا نقول إلا ما يرضي الله :
سبحان من له الدوام !!
ولا حول ولا قوة إلا بالله !!
وإنا لله وإنا إليه راجعون .

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى