الأخبارالسودانتقارير

خاطبهم بـ”الإسبانية”.. وحثهم على مساعدة وقف تجنيد “المرتزقة”..”رسائل إدريــس”.. مخاطبة ضمير الكولمبيين..!!

خاطبهم بـ”الإسبانية”.. وحثهم على مساعدة وقف تجنيد “المرتزقة”..”رسائل إدريــس”.. مخاطبة ضمير الكولمبيين..!!

 

 

إدريس: العالم “الناطق بالإسبانية” قدّم إسهاماتٍ بارزة للبشرية..

كامل أثنى على نداء رئيس وزراء كولومبيا لإنهاء تجنيد المرتزقة ..

دعوة الحكومة الكولومبية للتحقيق واتخاذ مواقف ايجابية تجاه السودان ..

 

تقرير : محمد جمال قندول

مشاركة المرتزقة الكولومبيين كشف عن حجم التآمر مع داعمي ميليشيات آل دقلو الإرهابية، وهو أمرٌ ألقى بظلالٍ سالبة على مواقف السودان من دولة كولومبيا.
رئيس الوزراء د. كامل إدريس قدم أمس خطابًا باللغة الإسبانية، خصّ به شعب كولومبيا، وذلك حتى يوقفوا تجنيد المرتزقة من بلادهم. وفي التقرير التالي نحاول قراءة ثنايا رسائل الدكتور كامل إدريس.

حصار

وقال رئيس الوزراء إنّ العالم الناطق باللغة الإسبانية قدّم إسهاماتٍ بارزة للبشرية، من “فن بابلو بيكاسو إلى شعر بابلو نيرودا، وسرديات غابرييل غارسيا ماركيز، وأدب ماريو فارغاس يوسا”.
إدريس في رسالةٍ خصّ بها الشعب الكولومبي وقدمها باللغة الإسبانية ، دعا إلى ضرورة وقف تجنيد المرتزقة وإرسالهم إلى السودان، وذلك “انطلاقاً من روح الإبداع والتضامن والالتزام بالسلام”، مشيرًا إلى أن رسالته تأتي للوقوف بثبات من أجل إنهاء الحصار على مدينة الفاشر، ووقف تجنيد المرتزقة وإرسالهم إلى أرضنا.

إدريس أثنى على النداء الذي أطلقه رئيس وزراء كولومبيا لإنهاء تجنيد المرتزقة الكولومبيين في دارفور.

الخبير والمحلل السياسي القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي خالد الفحل علّق على خطاب رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس أمس قائلًا: إنّه وجه رسالةً حضاريةً للشعب الكولومبي حول مشاركة مرتزقة كولومبيا مع ميليشيا آل دقلو الإرهابية، وظهورهم من خلال فيديوهات موثقة تم عرضها على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.

أضاف الفحل، أنّ ظهور المرتزقة الكولومبيون الذي آثار ضجةً قُبيل أسبوعين ليست جديدة، إذ كانت هنالك دفعةً أولى لهم، فقد رصدت الأجهزة الرسمية في الدولة جوازات سفرٍ ووثائق، وتم الاعتذار من قبل جمهورية كولومبيا إلى سفير السودان في جمهورية مصر العربية السفير عماد عدوى.

وأشار محدّثي إلى أن حديث إدريس في هذا التوقيت يأتي وعاصمة إقليم دارفور “الفاشر” تواجه حصارًا من قبل الميليشيات ومحاولاتهم دخول الفاشر مستعينين بمرتزقة من عددٍ من دول الجوار والعالم.

خالد زاد بقوله : أتمنى أن يتبع خطاب رئيس الوزراء ابتعاث وزير الدولة بالخارجية إلى جمهورية كولومبيا لمقابلة السلطات وتسليمهم فيديوهات ووثائق، حتى تتخذ حكومة كولومبيا الإجراءات القانونية الكفيلة بإيقاف تدفق المرتزقة والمشاركة مع الميليشيات.

إيقاف مشاركة المرتزقة يرتبط بحزمة من الإجراءات وهي: ممارسة مزيد من الضغط على دولة الإمارات التي تمثل رأس الرمح في جلب المرتزقة ليس من دولة كولومبيا فحسب، وإنما من مختلف دول الجوار الإفريقي.

وهذا ما يضع رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس بالتواصل مع مختلف المنظمات الإقليمية والدولية وتمليكهم كافة الأدلة وممارسة ضغط على دولة الإمارات لإيقاف تدفق المرتزقة للمشاركة مع ميليشيا آل دقلو الإرهابية ضد الشعب السوداني.

دلالات عميقة

الجدير بالذكر بان وسائل الإعلام الكولمبية افردت مساحات لخطاب رئيس الوزراء د. كامل ادريس حيث نقلته قناة caracol tv الكولمبية
ويرى رئيس تحرير صحيفة “الانتباهة” بخاري بشير أن رسالة د. كامل إدريس التي وجهها باللغة الإسبانية إلى الشعب الكولومبي لجهة وقف تجنيد المرتزقة وإرسالهم إلى دارفور، هي رسالة تعبر عن حجم الضرر الذي لحق بالشعب السوداني جراء هذه الممارسة السيئة.

وتابع بشير: أن ظهور إدريس يصنف من إحدى الرسائل ذات الأهمية البالغة خاصةً وأن المجتمع الدولي يشهد تحولات مهمة في صالح السودان. فمن جهة، رفض العالم بالإجماع إعلان الحكومة الموازية في دارفور، وجاء قرار مجلس الأمن الأخير ليغلق باب المزايدة بالحكومة الافتراضية، ويصفع الميليشيا ومؤيدوها صفعةً مؤلمةً، لأن القرار أكد في حيثياته الاعتراف بشرعية المؤسسات السودانية.

وبالتالي، في هذه الأجواء الداعمة للسودان، جاءت رسالة رئيس الوزراء لشعب كولومبيا، لتأنيبها، ودعوتها لوقف هذا السلوك المشين.

وبحسب بشير، فإنّ دعوة د. كامل إدريس متسقة مع تصريحات سابقة للرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، يعرب فيها عن أسفه من استخدام الراعي الإقليمي لميليشيا الدعم السريع للمرتزقة من بلاده، نظير الأموال، واصفًا الفعل بالمشين.

صحيحٌ أنّ انخراط المرتزقة الكولومبيين ووجودهم في الحرب السودانية إلى جانب ميليشيا الدعم السريع تم بعيدًا من الحكومة الكولومبية، باعتباره فعل عصابات قامت به منظمات عابرة للقارات، وتعمل دون إذن حكوماتها، لكن ذلك لا يقلل من مخاطبة الضمير الكولومبي، لعل ذلك يشكلُ صفعةً تعيده إلى الصواب.

كما أن دعوة الحكومة الكولومبية بضرورة البحث والتقصي والتحقيق يجعل لها موقفًا إيجابيًا داعمًا للسودان، وفي ذات الوقت، فإنّ تقاعسها عن ردع المرتزقة ووقف نشاطهم يقلل من احترامها وتقديرها بين الدول.

واعتبر رئيس تحرير صحيفة “الانتباهة” أنّ قضية المرتزقة الكولومبيين الضالعين في الحرب على السودان أصبحت قضية رأي عام دولي، تناولته الصحافة الكولومبية وصحافة العالم الحر، وأكدته الحكومة الكولومبية نفسها، الأمر الذي يجعل من حديث إدريس إلى شعب كولومبيا وحكومته، رسالةً ذات دلالاتٍ عميقة، وتهدف إلى وقف هذا السلوك الدخيل على الدول.

وذكر رئيس الوزراء في رسالته: أن الدول الناطقة بالإسبانية قدّمت إسهامات بارزة للبشرية، من فن بابلو بيكاسو إلى شعر بابلو نيرودا، وسرديات غابرييل غارسيا ماركيز، وأدب ماريو فارغاس يوسا، وفي هذا يشير رئيس الوزراء إلى عطاء هذه الدول الإيجابي للعالم، الذي بالتأكيد يجعلها رافضةً لأي سلوكٍ بربريٍ، كما فعل المرتزقة.

 

المصدر: صحيفة الكرامة

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى