
مسيرة حافلة بالصمود .. وسيطرة على الميدان فى عيد الانتصارات..الجيش .. استمرار “الملاحم ..!!
بداية انهيار الميليشيا بدأت بتحرير “مدني”..
فك حصار القيادة العامة وتحرير مصفاة الجيلي ابرز الانجازات العسكرية
في خواتيم رمضان.. تم دخول المعلم التاريخي “القصر الجمهوري”..
سطر الجيش ملاحم من البطولات فى كردفان ولقن المليشيا دروسا بالفاشر..
تحول من الدفاع إلى الهجوم، ومن الرمزية إلى الواقع الميداني..
هذا عيد النصر الميداني والسيطرة الفعلية..
تقرير: محمد جمال قندول
جرت الكثير من المياه تحت الجسر خلال عام، فما بين احتفال الجيش بالمئوية والعيد الواحد والسبعين بعد السودنة هذا العام، وتاريخ ما قبله بسنة تغيرت موازين المشهد العسكري بشكلٍ مذهل لصالح القوات المسلحة التي استطاعت بعقيدتها القتالية وفلسفتها العسكرية إحداث اختراقات ألحقت بها هزائم متتالية لميليشيات الدعم السريع التي لم تقاوم الجيش مما جعل الانهيار يخيم عليها.
تحول
بداية انهيار الميليشيا بدأت في الجزيرة بتحرير مدني وكامل الولاية في يناير الماضي، حيث تلقى التمرد هزائم مروعة في ذلك المحور.
يناير كانت بمثابة شهر الفتوحات، إذ في خواتيمه كان هنالك تحول كبير ولكن هذه المرة بولاية الخرطوم التي شهدت فك حصار القيادة العامة للقوات المسلحة بجانب تحرير مصفاة الجيلي ذلك الصرح الاقتصادي الكبير والذي شهدت ساحاته معارك ضارية حتى تكللت الجهود بتحريره.
الانتصارات لم تتوقف، إذ شهد شهر مارس وتحديدًا الحادي العشرين منه وفي خواتيم شهر رمضان تحرير القصر الرئاسي ذلك المعلم التاريخي من عصابات التمرد، ثم توالت الهزائم بوتيرة سريعة للميليشيا، حيث أفلحت القوات المسلحة في تحرير العاصمة وذلك بعد تحرير القصر بأيام قليلة واكتملت لوحة النصر في خواتيم شهر مايو بتحرير كامل ولاية الخرطوم بتحرير مناطق الجموعية.
خارج العاصمة وفي كردفان، سطر الجيش أيضًا ملاحم من البطولات كما لقن المليشيا دروسا فى الفاشر التى انتصرت ( 227) مرة ، وشكل التحام متحرك الصياد مع أسود الهجانة وفك حصار الأبيض نقطة تحول كبيرة في مسار المعركة، وذلك في الثالث والعشرون من فبراير الماضي.
الانتصارات الساحقة
ويرى الخبير والمحلل الاستراتيجي د. عمار العركي بأن العيد الحادي والسبعون للقوات المسلحة السودانية يختلف جذرياً عن الذكرى السبعين الماضية، إذ لم يعد مجرد مناسبة رمزية للاحتفاء بالتاريخ، بل أصبح عيد النصر الميداني والسيطرة الفعلية.
ففي الذكرى السابقة، كانت العاصمة والولايات الكبرى تحت ضغط الحصار أو النفوذ المعادي، بينما كان الجيش يكافح لاستعادة المبادرة.
ويواصل محدّثي: أما اليوم، هذا العيد يكتب بدماء الانتصارات الساحقة التي تجسدت في تحرير القيادة العامة والقصر الجمهوري وولاية الخرطوم، واستعادة مدن استراتيجية وحيوية مثل مدني، فضلاً عن تعزيز السيطرة في مختلف أنحاء البلاد بعد دحر التمرد وملاحقته في دارفور التي تشهد انتصارات وتقدمات متلاحقة في اتجاه الحسم النهائي وإعلان السودان خالي من التمرد والميليشيا الإرهابية.
واعتبر د. عمار بأن هذه الانتصارات لا تمثل فقط إنجازاً عسكرياً، بل تحولاتٍ استراتيجية حقيقية، فالجيش لم يعد قوة تتلقى الضربات، بل أصبح يفرض معادلاته على الساحة، ويعيد رسم موازين القوة لصالح الدولة والشعب.
وأشار العركي إلى أن الاحتفال بمناسبة هذا العام يكمن في التحول من الدفاع إلى الهجوم، ومن الرمزية إلى الواقع الميداني، ويؤكد قدرة القوات المسلحة على حسم المعارك، وإعادة الأمن والاستقرار إلى مناطق كانت تحت سيطرة الفوضى والميليشيات، إنه عيد الشعب والجيش معاً، عيد القوة المؤثرة، ورسالة واضحة للعالم بأن السودان قادر على استعادة سيادته واستقرار أرضه، وأن القوات المسلحة السودانية هي الضمانة الحقيقية لذلك.
المصدر: صحيفة الكرامة