مقالات

محجوب أبو القاسم يكتب: كونوا مع شعبكم.. لا عليه

محجوب أبو القاسم يكتب: كونوا مع شعبكم.. لا عليه

 

 

في الثالث عشر من يوليو الجاري وجهت نداء إلى رئيس الوزراء بروفيسور كامل إدريس حمل عنوان ،،افعلها يا دكتور كامل،، وفيه طالبته أن يغادر دفء المكاتب وتقارير الموظفين ليخوض غمار الواقع أن يكون ميدانيا يطأ تراب المدن الآمنة ويرى بأم عينه معاناة هذا الشعب الجريح.

واليوم يسعدني أن أقول لقد فعلها.
رأيناه في قلب الخرطوم بين أهالي أمدرمان وسط قيادات الجيش وفي طواف لمؤسسات الدولة التي خربتها المليشيا، كما زار اليوم ولاية نهر النيل ونطمح ان نراه في ولايات اخرى وكان الاستقبال عظيما يليق بمن يخطو في درب الرجاء ،فتح له الغلابة صدورهم وقلوبهم وهتفوا معه “عائدون.. عائدون”.

نعم سيادة رئيس الوزراء هؤلاء البسطاء الذين خرجوا لاستقبالكم لا يطلبون المستحيل يريدون فقط أن يعودوا إلى بيوتهم إلى تراب وطنهم إلى ذكرياتهم التي نهبت بقسوة الحرب يريدون العودة لا إلى الرفاه بل إلى الحد الأدنى من الكرامة والحياة ، يريدون أن تنتهي رحلة التيه وأن تتوقف فاتورة الغربة الثقيلة التي أثقلت كاهلهم وكاهل المغتربين الذين ظلوا يسدون الفراغ ويعطون دون منٍ أو أذى.

شعبكم يريد العودة لكنه لا يريد العودة تحت ظلال المليشيا ولا الجنجويد ولا أي راية مليئة بالخيانة والدم لا يريد العودة ليذل أو يهجر من جديد يريد أن يرجع عزيزا شامخا مرفوع الرأس في وطن لا يطعن أبناءه في ظهورهم.

سيدي الفريق أول عبد الفتاح البرهان
سيدي بروفيسور كامل إدريس
الفرصة أمامكما لتكتبا تاريخا جديدا في مسيرة الوطن خافوا الله في هذا الشعب الذي صبر وضحى وبذل بلا حساب تذكروا الشهداء الذين ارتقوا ليبقى الوطن تذكروا الجرحى الذين حملوا آلامهم بصمت تذكروا المفقودين، والأسرى رد الله غربتهم وحفظهم وأولئك الذين لم يعد لهم مأوى سوى الأمل.

نرجوكم لا تلتفتوا للخارج لا تنفذوا وصفاته القاتلة التي جعلت من سيادتنا سلعة تباع وتشترى لا تقبلوا عودة الظالمين ولا تفتحوا الأبواب أمام من شرد وقتل وعذب. أغلقوا هواتفكم إن لزم الأمر ولا تفتحوا قلوبكم إلا لهذا الشعب الذي أثبت مرارا أنه يقف في وجه العواصف حين يتخلى الجميع.

أنتم لستم وحدكم فمعكم شعب يسد عين الشمس، شعب مستعد لأن يبني ويقاتل، ويضحي فقط إن رأى من قيادته ما يسر خاطره ويحفظ كرامته ويصون عِرض وطنه.

شعبكم لا يطلب سوى أن يعيش في وطنه بكرامة بسيادة بصحة وتعليم ولقمة نظيفة لا يذل من أجلها لا يريد خنوعا ولا مزيدا من الانكسارات.

هذا الشعب طيب.. لكنه لا ينسى.
هذا الشعب صابر.. لكنه لا يغفر للظالم.
فكونوا معه.. لا عليه.

ولنا عودة..

20 يوليو 2025م

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى