الثقافية

تم تم شلكاوي

سيف الدولة صالح جفال

والتم تم كما تعلمون ضرب من الايقاعات سوداني الهوية بمختلف درجاته وانواعه واكب نشوء اغاني التك تم الشهيرة في الرواية التي تقول بإشهار تومات كوستي لهذا الضرب من الايقاعات مصحوبا بإغنيات البنات او ما يعرف بأغاني السباتة ,وثمة تسمية شعبية أخرى لأغنيات البنات الخفيفة الراقصة هي( السكسكة) وتعني الرقص الممراح, وقد تسيد هذا الإيقاع ساحات الغناء والموسيقى منذ ظهوره وما زال, ومت من مطرب أو مطربة او موسيقي من من سلف أو خلف إلا وإتكأ على هذا الإيقاع الساحر,من لدن تومات كوستي وإلى عند الهرم الراحل الدكتور محمد وردي الذي عنده وبعض مجايليه توقفت مسيرة الإبداع إلى حين!
بل إمتد شأن هذا الإيقاع حنوباحيث لا يعلم كثير من البحاثة في الفن والتراث أن ايادي مبدعةوحناجر مرهفة من جنوب السودان إن لم تكن أسهمت بنشأة التم اتم فقد شاركت في ذيوعه وإنتشاره, وأعني مغنيات التم تم والدلوكة في مدينة ملكال في حي الملكية الشعبي المكتنز بحيوية خاصة إلى أن أنفض سامره ,وقد عاصرت هؤلاء المغنيات ربما عهد التومات او ما بعده بقليل في مدينة ملكال قديما وهي مدينة شربت من كؤوس الإخاء والتواصل الانساني والتثاقف بين الشمال والجنوب وكانت الفنون إحدى قنوات ذلك التواصل الجميل منذ نشأة المدينة الاولى وإلى نهاية الثمانينيات والبقية معروفة.
في هذه المدينة وبالتكوين الإثني ثقافي البديع فيها تماثلت المخرجات الثقافية مع أخواتها من الشمال تقريبا في ذات فترة ظهور تومات كوستي في ثلاثينيات القرن الماضي كانت مغنيات التم تم يعطرن ليالي المدينة في مناسبات الاعراس والختان منهن الخالات- ناتولي ومن بعدهاإبنتها حرم جميلة الصوت والشكل ثم السيدة كلتوم عثمان في ذات الجيل الذ يتسلمت الراية من بعدهن فيه المغنية أم جمعة بين شقيقة مغني الجاز والراقص عوض بين ومعها عوضية كريال والاخيرتان مازالتا على قيد الحياة كآخر عنقود غناء التم تم في السودان ربما. وقد سمعناهن ونحن أطفال بعد لا نغشى الحفلات إلا لملا او مصادفة أو خلسة فأشجونا بمثل اغنية:
الليلة ياحبيبي .. الليلة ووب عليا .. طال الخصام والذكرى حية.)
ومن شاكلة:-
الطريق ساهل .. والله الطريق ساهل.
جنب النااصية تلف صينية ..تلقى ناس آسيا ولا علوية.
وأغنية( يلا يا سواق زود السرعة .. هناك حبايبنا أوع تقلبنا) تغنى لشحذ حماس سائق البص او اللوري . رحم الله الخالات المبدعات وامد الله في اعمار الباقيات على قيد الحياة.
أما الشلك فقبيلة جنوبية شهيرة إن لم تكن الاشهر في جنوب السودان وشماله بعراقتها وإرثها ونظام حكمها الملكي القائم حتى الان. وهي قبيلة غنية بالموروثات الشعبية الفنية من غناء ورقص على إيقاعات النقارة (بول) والربابة (طوم) وهي أكثر قبائل الجنوب نوحا إلى الشمال في الحرب الاخيرة لقربهم من الشمال في التنيل الابيض وجنوب كردفانوللخرطوم حظ اوفر من هجرة الشلك ولهم مستقرات شبه تقليدية في الحاج يوسف والفتيحاب وبقية الاحياء, وبحكم إقامتي في الفتيحاب بالمربعات جمعني الجوار والمواصلات مع اهلنا الشلك الذين يعيشون حياتهم في تسامح كبير مع الآخرين يمارسون طقوسهم بحرية ويسر. وأذكر ذات مرة أن دخلت مربعنا ليلا حافلة ركاب تضج بالزغاريد والغناء والطرب فسمعت غناءا سودانيا سيارا تردده حناجر أنثوية بشوشة:-
( ده اليوم الدايرنو ليك يامايكل مبروك عليك) وبذكر مايكل تمعنت في داخل الحافلة فإذا بهن حسان شلكاةيات باسمات الثغور يرتدين اللا وو الجميل ويرددن الاغنية المذكورة فرحا بتخريج الصغير مايكل من الروضة وهذه سيرته إلى منزلهم, وفي مشهد سوداني جميل تدافعت نسوة الحي من الجيران إلى منزل مايكل مشاركين بالزغاريد السودانية الحناجر الشلكاوية الفرحة بإبنهم مايكل,وفرضت الثقافة والانسانية نفسها على السياسة والجغرافيا والعرق.
فكم من مبدع جنوبي الاصل رمى بسهامه الفنية الصائبة في الساحة السودانية إبداعا وبهجة. فرمضات زايد أبن خميسة ناندينق الشلكاوية أحد اساطين اغاني التم تم بروحه المرحة وقد تغنى بروائع الشعر مثل : -ليتني زهر- وزهر الرياض المايل-
ثم العندليب الاسمر الراحل زيدان إبراهيم سليل آل يوسف زيدان بواو ليرسم لوحةكلاسيكية خالدة في خارطة الغناء السوداني, ويشترك معه بالانتساب إلى ذات القبيلة في الجنوب وفي روعة البداع المبدع رمضان حسن . أما عبد المنعم عبد الحي ابن أم درمان وحبيبها الدينكاوي صاحب ( نار البعد والغربة) فذلك شأن آخر ومعه المطربة منى خير الله المعوفة بمنى الخير القاكم معهم في الاسبوع القادم أن شاء الله.

كودوك

العهد اونلاين

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى